"معاريف": هكذا يدفع التطبيع عباس للتصالح مع حماس برعاية تركية

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، مقالا للكاتبة روث فيسرمان لنده، ذكرت فيه أن القيادة الفلسطينية تميل إلى التحالف مع إيران وتركيا وحماس عندما تتعرض للخيانة والإذلال، مشيرة إلى أنها في مثل هذه الحالة ستكون أول من يتضرر، لكن إسرائيل ستخسر أيضا، ويجب أن نتحرك طالما أن أبا مازن متردد.

وقالت الصحيفة: إنه لا شك في أن "اتفاقات أبراهام" (التطبيع) الموقعة مؤخرا في حديقة البيت الأبيض بين إسرائيل وبين الإمارات والبحرين، هي ليست أقل من اختراق مهم في المنطقة، وكما وصف ذلك سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة.

كسر للحاجز

ونقلت "معاريف" حديث العتيبة، الذي قال فيه: إن ما جرى هو "كسر حاجز الشرعية، وشراء المزيد من الوقت للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، عن طريق إزالة خيار الضم من جدول الأعمال"، لافتا إلى أنه "يجب على طرفي النزاع الآن أن يستخدما الوقت بطريقة ذكية لحل الخلافات".

وأضاف العتيبة: أنه "يجب ألا تختلط الأمور علينا، الإماراتيون لم يديروا ظهرهم للفلسطينيين، على الأقل من وجهة نظرهم، هم ببساطة ليسوا مستعدين للانتماء إلى سائر شعوب المنطقة التي ربطت مصيرها بالماضي، ويريدون المضي قدما على رأس المعسكر الذي ينظر إلى الـ50 عاما القادمة".

وذكرت الصحيفة أنه "في نظرهم، القيادة الفلسطينية الحالية في الضفة الغربية تنتمي إلى تلك الدول التي تنظر إلى الوراء، حتى لو لم يقولوا هذا الكلام بوضوح، فإنه واضح".

واستدركت الكاتبة الإسرائيلية، بالقول: "لكن دولة الإمارات التي اتخذت خطوة شجاعة واخترقت الطريق نحو التطبيع الكامل مع إسرائيل، والمغردون فيها على تويتر يمدحون، ليلا نهارا، دولة إسرائيل اليهودية، والتي تعلّم سكانها على مر السنين قبول الآخر، والتسامح، والعيش في بيئة دولية متعددة الثقافات - لم تنس الشعب الفلسطيني".

وأشارت الصحيفة إلى أن "مملكة البحرين الصغيرة التي أغلب سكانها من الشيعة الذين يعرفون واقعا أقل تجانسا بكثير، الدولتان تواصلان اتصالاتهما المكثفة بالإدارة الأميركية، في الأساس مع جاريد كوشنير (صهر ترامب) من أجل الدفع قدما بعملية جيوإستراتيجية طويلة الأجل، يمكن أن تؤدي إلى إنهاء النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني".

ولفتت "معاريف" إلى أنه "ليس واضحا ما إذا كانت العملية ستنجح، لكن المؤكد أن الموضوع مطروح على جدول الأعمال وراء الكواليس وهذا أفضل، لأن النشوة التي أحاطت التطبيع الأول مع جوار إسرائيل من السهل جدا أن تنسينا أننا ما زلنا في الجوار نفسه، وهو صعب، لأنه أي عطسة بسيطة يمكن أن تتحول بلحظة إلى انفجار حقيقي، وليس المقصود فقط تفشي وباء كورونا".

حرب يأس

وقالت لنده: إن "مصر قتلت مؤخرا عن طريق الخطأ صيادين اثنين من غزة، وعدم الاستقرار الذي نشب في أعقاب الحادث يهدد بالانزلاق إلى حدود دولة إسرائيل، أيضا الوضع في غزة يتفاقم بصورة مخيفة منذ سنوات، ومؤخرا وباء كورونا يهدد بالمزيد من التدهور إلى حد حرب حقيقية، حرب يأس ممزوجة بثقافة الكراهية".

وذكرت المحلل العربية أنه "في الخلفية، التوتر بين مصر والإمارات والسعودية ورعاتها في مواجهة قطر، وتركيا وإيران هو على حاله، الكراهية هناك كبيرة، ولا تقل عن العداء الذي جرت رعايته منذ سنوات كثيرة ضد إسرائيل".

وأشارت لنده إلى أنه من خريطة المصالح هذه تنشأ معسكرات، نحن في معسكر "الخير" في المقابل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية، تصر على تحطيم كل القواعد، وتتأرجح منذ وقت طويل بين المعسكرات، وهي قريبة أكثر من أي وقت مضى من وضع نفسها والشعب الفلسطيني الذي يعيش في الضفة في معسكر "الشر".

وتابعت الكاتبة: بعد أن شعرت (السلطة الفلسطينية) بأنها تعرضت للخيانة والغدر في الساحة الدولية، ومؤخرا أيضا على الصعيد الإقليمي، وفي أروقة الجامعة العربية، تغازل القيادة الفلسطينية العدو اللدود "حماس" في محاولة أُخرى للتوصل إلى مصالحة وطنية.

ولفتت لنده إلى أنه "حتى الآن لم تنجح سلسلة محاولات للتوصل إلى مثل هذه المصالحة. لكن لا شيء محصن إلى الأبد".

إسرائيل خاسرة

المحللة العربية أشارت إلى أنه "إذا أثمرت محاولات التدخل الواضح من الحاكم التركي، فمن المحتمل أن يدفع أبو مازن الضفة الغربية إلى أذرع حماس، والخاسر الأكبر من هذه الخطوة سيكون الفلسطينيين أنفسهم، السجناء رهائن في يد القدر، لكن ليس هم فقط، إسرائيل أيضا ستخرج خاسرة من خطوة كهذه.

وزعمت لنده أن "المصلحة الإسرائيلية هي في إنقاذ الشعب الفلسطيني، الذي يعيش في الضفة، من قبضة أردوغان، ومن نظام آيات الله في إيران، ومن قبضة حماس وهذا ليس أقل دراماتيكية مما يسمع. هذا المحور يعرف جيدا تحريك مشاعر الشارع من أجل الحصول على شرعية لاحتضان الضفة الغربية، إذا تخلى الغرب نهائيا عنها".

ونوّهت الكاتبة إلى أن "إسرائيل مشغولة بأزمة زعامة هي أطول ما شهدته على الإطلاق، إضافة إلى أزمة صحية واقتصادية خطرة، القيادة في الولايات المتحدة مشغولة بالانتخابات القريبة ومن السهل الانغماس في هذه التغيرات، وأن ننسى للحظة خطوات اليأس للقيادة الفلسطينية الحالية- الحرس القديم- والسهولة التي يمكن أن تقع فيها في فخ العسل الذي نصبه لها أردوغان".

ولفتت إلى أن "أنظار أبي مازن تتوجه الآن إلى نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، قبل أن يختار المعسكر الذي سينتمي إليه، في هذه الأثناء يتدهور الوضع على الأرض بسرعة، يجب علينا أن نمنع هذا التدهور".

وأشارت لنده إلى أنه "الآن مع التشكيلة الإقليمية الجديدة التي تقدم إلى إسرائيل دعما إستراتيجيا على صورة دول قوية موالية للغرب في المنطقة، لنا اليد الطولى، والتطبيع المرجو مع دول المنطقة لم يعد مشروطا بضوء أخضر من الفلسطينيين".

وخلصت الكاتبة العبرية إلى أن "هذا هو وقت زعامة شجاعة تعرف كيف تستفيد من الفوائد الناجمة عن نظام إقليمي جديد، لإحراز تقدم مهم نحو حل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني".