عبدالله العودة يكشف لـ”الاستقلال” رؤية أول حزب سعودي معارض وأدواته

آدم يحيى | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

يحاول "التجمع الوطني" السعودي المعارض، منع المملكة العربية السعودية من الانزلاق والانهيار وتجنيبها أي انقسام أو حرب أهلية، لكن هل يستطيع الحزب المعارض المشكل حديثا أن يواجه ولي العهد محمد بن سلمان لمنع كل ذلك؟

للإجابة على هذا السؤال وغيره، حاورت صحيفة الاستقلال العضو المؤسس للحزب عبد الله العودة، المقيم في الولايات المتحدة، وهو نجل الداعية السعودي المعتقل في السجون السعودية الدكتور سلمان العودة. 

وأطلق الحزب معارضون سعوديون في الخارج خلال شهر سبتمبر/أيلول، وهم سعيد الغامدي ويحيى عسيري وعبد الله العودة ومضاوي الرشيد وعمر الزهراني، بالإضافة إلى سعوديين آخرين أعلنوا انضمامهم للحزب وتبنوا برنامجه السياسي.

ويتوزع أعضاء الحزب في كل من بريطانيا والوياات المتحدة وكندا، بالإضافة إلى دول أوروبية.

وبحسب البيان التأسيسي للحزب، على حسابه في تويتر، فإن الحزب يهدف إلى تأسيس مسار ديمقراطي كآلية للحكم في المملكة العربية السعودية، وذلك بعد انسداد الأفق السياسي، وانتهاج السلطات لسلوك قائم على العنف والقمع وسياسات عدوانية ضد دول المنطقة.

وتحظر السعودية، وهي ملكية مطلقة، الأحزاب السياسية في البلد، ولا يتم اختيار ممثلي السلطات الثلاث وفق أسس ديمقراطية في البلد الغني بالنفط.

ويخشى الحزب من احتدام الصراع بين أجنحة من العائلة الحاكمة، بعد توتر ساد العائلة الحاكمة، عقب إقالة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز  لولي العهد السابق محمد بن نايف في يونيو/حزيران 2017، وتعيين نجله محمد مكانه.

وقد تضاعفت التوترات بعد اعتقال ابن سلمان عشرات الأمراء من العائلة الحاكمة، من بينهم ولي العهد المقال ابن نايف، و الأمير أحمد بن عبد العزيز، الشقيق الأصغر للعاهل السعودي، والأمير نواف بن نايف، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

ولا يحظى ولي العهد السعودي بإجماع داخل العائلة الحاكمة، لهذا فإن عددا من المراقبين يخشون من انفجار الوضع بين أجنحة العائلة الحاكمة، عقب وفاة الملك سلمان،  على نحو يفضي لانزلاق البلد نحو الفوضى أو الحرب أهلية، ومن هنا جاء تشكيل الحزب.  

  • ما الجديد الذي يمكن أن يقدمه الحزب، في سياق المطالبات بعملية انتقال ديمقراطي في السعودية، خصوصا أن هناك دعوات مشابهة تبنتها عدة تيارات مدنية أخرى؟

الجديد الذي يقدمه الحزب هو  العمل الجماعي الذي يعتمد على الترتيب والتنسيق مع مكونات متنوعة من الوطن، ومد اليد للجميع في مؤسسات الدولة من المهتمين لأمر البلد ومستقبله، الذين يخشون من انزلاق البلد أو انهياره، ويخشون الصراع أو الحرب الأهلية والانقسام، وتدفعهم تلك المخاوف للمبادرة لإنقاذ البلد، ونحن سنكون بإذن الله لبنة في هذا السياق، من أجل أن نخطو معا خطوات في الاتجاه الصحيح.

  • هل هناك آليات يعتمد عليها الحزب في تحقيق الأهداف التي ذكرتها أو تنفيذ برنامجه السياسي؟

يعتمد الحزب في آلياته على العمل السياسي، من خلال التواصل مع كافة المكونات والأطراف المهتمة، من أجل تمثيل مصالح الشعب محليا ودوليا، والدفاع عن قضاياه في الإعلام والمحافل الدولية والمناسبات والأماكن التي نرجو أن نحافظ فيها على مصالح الشعب وقيمه، وندفع باتجاه تعزيز العدالة وتأسيس الديمقراطية ونضغط بهذا الاتجاه.

بما يخص أداوتنا، فهي واضحة ومعلنة، وهي سلمية بالكامل، وسائل قانونية، وفقا للقانون الدولي وللمعطيات المحلية والدولية.

نبدأ بعمليات التغطية الإعلامية، وأدوات الضغط السياسي الاجتماعي القانوني على كافة المستويات، مرورا بدعم القضايا و الممارسات القانونية، وانتهاء بتسهيل أي مبادرات شعبية وتبنيها من أجل انتقال حقيقي للسلطة، انتقال سلس لأيدي الشعب والناس، من خلال شراكة شعبية حقيقية و تمثيل شعبي صادق.

  • ما هو تصوركم لحجم التأييد لهذه الفكرة داخل المجتمع السعودي؟

أعتقد أن التأييد واسع وعريض، فمن ينظر إلى بنية هذا الحزب ومكوناته والأطراف التي انضمت له مؤخرا، يعرف بأنهم يمثلون كافة تيارات المجتمع، بمكوناته المذهبية، الشيعية والسنية، ومكوناته الاجتماعية والقبلية والمناطقية، من الشمال والجنوب ونجد والحجاز، ومن كافة المناطق.

بالإضافة إلى أن هناك تمثيلا للذكور والإناث، وأعتقد أن في هذا التنوع إشارة مهمة إلى أن الشرائح الموجودة في الحزب تعني تمثيلا جيدا لما يفترض أن تكون عليه العمليات السياسية. بالتأكيد، هناك حاضنة كبيرة جدا من هذه الأطراف التي تمثلها المكونات الموجودة في الحزب.

  • على من تراهنون في نجاح  عملية التحول الديمقراطي، ما هي عوامل نجاحها، أو نقاط قوتها؟

نراهن في نجاح هذه الخطوة على نقاط قوتها، وهما عاملان أساسيان، عامل داخلي، وآخر خارجي.

فأما العامل الداخلي فهو مكونات شعبنا الذي نعتمد عليهم بشكل أساسي وبالدرجة الأولى، على المؤسسات، على الناس في الداخل الذين يحملون هم البلد ويريدون إنقاذه.

نراهن على الذين يخافون من التهجير القسري ومن الحرب الأهلية، لا قدر الله، وعلى الذين يخافون من الصراع والعنف، وتحول البلد إلى ساحة للصراع  الطائفي المذهبي أو الاجتماعي.

ونقطة قوتنا الأهم هو أن قناعة كبيرة جدا تخلقت لدى قطاع عريض في داخل الدولة وخارجها بأن الوضع الحالي لم يعد قابلا للاستمرار والبقاء، وقد وصلوا إلى قناعة لتلك الدعوات التي كان يقولها كثير من المهتمين بالحقوق والحريات منذ فترة طويلة.

  • لماذا برأيك وصلوا لهذه القناعة؟

لأن النظام الحالي والإدارة الحالية أثبتت ذلك بشكل قطعي، بأن الاستبداد واليد الواحدة والعقل الواحد يدمر البلد، وأنه حان الأوان لأن يكون الشعب والأمة مصدر السلطات، وآن الأوان لأن يكون للشعب كلمته وأن يكون له دور في الإشراف على الميزانية، وأن تكون هناك رقابة شعبية وحفظ للحقوق والحريات وإطلاق سراح المعتقلين.

  • كحزب سياسي.. ماهي أبرز التحديات التي يمكن أن تواجهكم؟

في حقيقة الأمر، نحن في واقع دولي مختلف، برغم أنه ما يزال لدينا فرص كبيرة للعمل والتحرك حتى في المجتمع الدولي، إلا أن هناك دعما من قوة كبرى في العالم لهذا الاستبداد؛ لأنه يحقق مصالحه بشكل مباشر.

  • ما هي تلك المصالح؟

الاستبداد قام بتسهيل عمليات بيع وشراء الأسلحة والنفط، ومرر القرارات السريعة التي لا تمثل شعبنا ولا قيمه، كما مرر عقودا وتحالفات مشبوهة ومضرة، وهناك بعض القوى الكبرى، وإدارة دونالد ترامب على سبيل التحديد، تراهن على هذا الاستبداد وعلى هذا الشخص الواحد لأنه قام بتسهيل التحكم والتأثير.

  • هناك معارضون سعوديون، لم ينضموا للحزب، مع أنه في المجمل يعبر عن تطلعاتهم، ما السبب؟ 

 في الواقع، أدبيات الحزب تشدد على عدم إلغاء الآخر، نحن كحزب لم نأت لنلغي أحدا، لا فكرا ولا تيارا ولا مجتمعا، بل بالعكس نحن أتينا لنضيف أفكارا على الأفكار الأخرى، ونتمنى أن تكون الأفكار نوعية، كما تعلم فإن الأحزاب في كل العالم متعددة، ويفترض أن يكون هناك تنافس وتعددية، ونحن نساعد في السير بهذا الاتجاه.