قتل شابا رفض إهانة والده.. دعوات لـ"جمعة غضب صعيدية" ضد أمن السيسي

القاهرة- الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تصاعد الغضب الشعبي في مدينة العوامية، التابعة لمحافظة الأقصر جنوبي مصر، بسبب مقتل عويس الراوي، أحد أبناء المدينة، على يد قوات الأمن، بعد اعتداء ضابط شرطة على والد عويس، بحسب ناشطين.

وروى الناشطون أن ضابط الشرطة صفع والد "الراوي" خلال مداهمة منزلهم للبحث عن أحد أقاربه بدعوى مشاركته في المظاهرات المناهضة لرئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي التي انطلقت في 20 سبتمبر/أيلول 2020، فدافع الراوي عن والده، إلا أن الضابط وجه مسدسه نحوه وقتله.

وأدانوا عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها، ‏#الداخلية_بلطجية، #الأقصر، #العوامية، ‏#كلنا_عويس_الراوي، ‏#عويس_الراوي، ‏#الشرطه_في_خدمة_الكلب، ‏#الشعب_يريد_إسقاط_النظامَ، تصرفات الداخلية، مؤكدين أن الشرطة عدوة الشعب.

واستنكروا إطلاق قوات الأمن لقنابل الغاز والخرطوش لتفريق جنازة الراوي، ومحاصرة مدينة العوامية بالكامل، متهمين السيسي بتحريض وزارة الداخلية على مواجهة الشعب، إذ برز ذلك في أحد خطاباته عام 2013، التي طمأن فيها الشرطة بأنهم لن يحاكموا لو أصابوا أو قتلوا المتظاهرين.

وأشاروا إلى أن داخلية السيسي متغطرسة وجاهلة وتعتقد أنها في مأمن من غضب الشعب رغم جرائمها، وتسير في نفس الطريق الذي أدى للإطاحة بالرئيس الأسبق المخلوع محمد حسني مبارك.

وتعهد ناشطون بالثأر للراوي والقصاص من قتلته، داعين للمشاركة في فعاليات الجمعة القادمة المناهضة للسيسي ونظامه، استكمالا للحراك الذي لقي استجابة في عدد من المدن والقرى.

جمعة صعيدية

وحث ناشطون أهالي صعيد مصر بأكمله للخروج لمناهضة السيسي، والمطالبة بإسقاطه، خاصة بعدما ثبت في أكثر من موقف احتقاره لهم، واستمراره في سياسات البطش والتنكيل وإهدار كرامة الشعب.

وقال د. محمد الصغير مستشار وزير الأوقاف السابق إن جمعة الغضب الثانية لابد أن تكون صعيدية بامتياز، مشيراً إلى أن قوات الشرطة فتحت النار وقنابل الغاز على جنازة الراوي والمشيعين. وأضاف: "إن الذي لا يعرف حرمة الحي لن يقف عند حرمة الميت !". 

وأهاب الصحفي والكاتب صلاح بدوي بأهالي صعيد مصر من أول الجيزة وحتى أسوان والنوبة أن ينتفضوا غداً انتفاضة كبرى يصل صداها لكل أنحاء العالم، ويعلنونها "نرفض التفرقة العنصرية ونرفض سياسة القتل والتهميش ونطالب بالرحيل الفوري لعبد الفتاح السيسي وتسليم قتلة شهيدي الأقصر والجيزة للقصاص". 

ووصف نافع بن نافع مهمة الصعايدة اليوم بأنها تاريخية، ولهم فرصة مع قهر أظلم نظام عرفته مصر، راجياً منهم أن يثبتوا ولا يعولوا على شباب المدن.

وأكد د.وصفي عاشور أبو زيد الباحث في الدراسات الشرعية، أن ما فعلته الداخلية من قتل ابن يدافع عن أبيه حين ضربه شرطي ثم العربدة التي قامت بها الشرطة في القرية، توجب على قرى مصر عامة وقرى الصعيد خاصة تأديب هذه الشرطة لأن وظيفتها خدمة الشعب وحمايته لا قتله وإرهابه. 

"القاتل سيسي"

وانتقد ناشطون تصرفات نظام السيسي وتصعيده ضد الشعب واستفزازه واتهموه بأنه القاتل الحقيقي للشاب في العوامية، وذكروا بمجازره منذ الانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي محمد مرسي.

وقال مهنا الحبيل الباحث العربي المستقل، إن نظام السيسي بكر بعمليات إبادة مصغرة لرابعة لوقف دورات غضب ثوري تجاوزت حدود كل المواسم السابقة منذ اعتقال ثورة يناير ومذابح النظام، مضيفاً: "هنا عنق زجاجة صعب للغاية تحتاج فيه هذه الثورة لتنظيم شارعها بين حماية الدم ومواصلة الدفع لو كانت لحظة الاختراق قد اقتربت بالفعل".

ووصف المعارض عبدالله الشريف ما يحدث في الأقصر بأنه "فُجر من كلب كرسي وعد بلطجية الداخلية أن اللي هيقتل مواطن مش هيتحاسب فبلطجي قتل وناس الأقصر عاوزين تار ابنهم والشرطة في خدمة الكلب والداخلية بلطجية.

وراى الإعلامي عبدالعزيز مجاهد أن السيسي هو القاتل الحقيقي لشهيد الأقصر، لافتاً إلى أنه في تسريب سابق له يقول بوضوح أي ضابط يقتل لن يحاكم .

ولفت الناشط الحقوقي والسياسي أسامة رشدي، إلى أن العصابات التي اطلقها السيسي لاتفهم وظيفة الشرطة ومعنى الأمن فتحولوا لإذلال الشعب لتكريس الطغيان والاستبداد والفساد، مستطرداً: "كفاية".

إرهاب دولة

واتهم ناشطون السيسي بممارسة الإرهاب، إذ سمى خليل العناني استاذ العلوم السياسية، ما يحدث في العوامية بالأقصر، بـ"إرهاب الدولة" والذي يعني استخدام العنف أو التهديد باستخدامه لتحقيق أهداف سياسية وهو ما يحدث في مصر منذ سبع سنوات وراح ضحيته الآلاف من المعتقلين والمختطفين والقتلى، قائلاً: "لابد من تسمية الأشياء بمسمياتها". 

وقال جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة المصريون: "الحقيقة المرة، أن الإرهاب لم يقتل من الأبرياء في بلاد العرب 10% ممن قتلتهم الحكومات المتسلطة على تلك الشعوب !".

وكتب الإعلامي أسامة جاويش: "صدق اللي قال الشرطة في خدمة الكلب.. قتل وسحل وظلم وفجر، جرائم يرتكبها جهاز من المفترض أن يعمل لخدمة الشعب ولكنه أصبح أداة قمع وتنكيل في يد السلطة.. بكره يا باشا الثورة تقوم متخليش عالكتف نجوم".

وعقب الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل على الأحداث قائلاً: "الداخلية بلطجية ربما يكون تسطيح مخل للواقع البائس في مصر! الداخلية مجرد عصا سوداء لإرهاب الشعب بينما البلطجية هم من يحكمون مصر منذ 68 عام راجعوا التاريخ، بعد 44 يوم فقط من انقلاب يوليو أعدموا خميس والبقري!".