رحيل أمير الكويت.. هكذا فضح "نفاق" جيرانه من زعماء الأزمات

الكويت - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

لليوم الثاني على التوالي، واصل الناشطون العرب رثاء أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والتذكير بمواقفه الإنسانية وحكمته الدبلوماسية، مشيرين إلى أنه رحل في وقت عصيب يمر به الخليج بمنحدرات تحتاج إلى وجوده.

وأعلن الديوان الأميري في الكويت، 29 سبتمبر/أيلول، عن وفاة الصباح، عن عمر يناهز 91 عاما. ومنذ 23 يوليو/تموز، كان الشيخ الصباح يتلقى العلاج في مستشفى مايو كلينك في ولاية "مينيوستا" الأميركية.

وتحدث ناشطون عبر وسوم عدة أبرزها #وفاة_أمير_الكويت، #أمير_الإنسانية #شعب_قطر_لن_ينسى_مواقف_الشيخ_صباح، #العمانيون_ينعون_أمير_الإنسانية، وغيرها من الأوسمة، عن موقف أمير الكويت من الأزمة الخليجية والتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدوا أن أمير الكويت استطاع أن يمنع كارثة كانت ستحل بالخليج بغزو قطر بمحاولاته الحثيثة لرأب الصدع ولملمة شتات الأزمة الخليجية، كما صمد لآخر عمره محافظا على براءة عهده من خزي وذل التطبيع.

ووصفوه بالقائد العربي وأمير الإنسانية وقائد الدبلوماسية ورجل المواقف الصعبة وصاحب المواقف التاريخية الخالدة، والراسخة في الأذهان، لافتين إلى حرصه على أمن واستقرار الخليج وشعوبه.

"نفاق" جيرانه

وندد ناشطون بنعي زعماء دول الخليج للشيخ صباح الأحمد وما كتبوه في رثائهم له، واتهموهم بالكذب والتضليل والنفاق، وذكروهم بمواقفهم منه ورفضهم التعاون معه وقبول وساطته لحل الأزمات.

وأعاد عميد المخابرات القطرية شاهين السليطي نشر تغريدة الملك سلمان بن عبد العزيز التي رثا فيها أمير الكويت.

وعقب السليطي قائلا: "كذاااااب . أنت لم تُقدِر أخوته ولا صداقته ولا مكانته وقامته.. جاءك في رمضان وسيطا نزيها لحفظ وحدة مجلس التعاون وشعوب المنطقة وكسرت بخاطره وكشرت عن نواياك الشيطانية وكنت متجبرا تابعا لشيطان أبوظبي".

وأضاف: "رحم الله أمير الإنسانيه الذي كشف للعالم عن نواياك الشريرة للعمل العسكري ضد قطر".

فيما أعاد الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب نشر تغريدة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد التي قال فيها: "رحم الله الوالد والقائد العربي الكبير الشيخ صباح الأحمد.. رجل الحكمة والتسامح والسلام".

ووصف الشلهوب تغريدة ابن زايد بأنها "نفاق الخونة!"، قائلا له: "ليتك تعلمت من الشيخ موقفا واحدا، ليتك اقتديت به في دعم قضية فلسطين، ليتك مشيت على نهجه في نبذ التطبيع، ليتك كنت مثله حكيما في أزمة الخليج.. لكن الخيانة عندما تكون في الدم، يكون المصير مزبلة التاريخ!".

لم يطبع

وشاطر ناشطون الشعب الكويتي أحزانهم وتوالت دعواتهم له بالرحمة والمغفرة، مشيرين إلى أن التاريخ سيخلد سيرة الشيخ صباح الأحمد وحكمته في إدارة الأزمات ورفضه للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي. 

وقال المحامي المصري محمود رفعت: "رحم الله الشيخ صباح الأحمد الصباح، سيذكره التاريخ بمواقفه تجاه الثوابت الوطنية والدينية للأمة العربية والإسلامية وعمله على نزع فتيل كثير من الأزمات.. نحيا ما نحيا والدرب نهايته واحدة، خالص التعازي لشعب الكويت وكل الأمنيات بالتوفيق للشيخ نواف الاحمد الصباح".

ورأى عبد الله الشايجي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، أن الشيخ صباح الأحمد، يحسب له اتقانه للعبة التوازنات الصعبة وسط جيرة صعبة وتحولات إقليمية ودولية متلاطمة، قائلا: إنه "أبحر بسفينة الكويت كنوخذة وربان ماهر لبر الأمان في إقليم دائم الاضطراب.. آمن رحمه الله بالتعاون ووصف مجلس التعاون بآخر قلاع العمل العربي وتوفي ولم يطبّع!".

وأشار عبد الحكيم الصبيحي إلى أن أمير الكويت كان له موقف ثابت تجاه القضية الفلسطينية رافضا التطبيع في مقولته الشهيرة "سنكون آخر المطبعين من الدول العربية".

ولفت فايز الأحمري إلى أن الشيخ صباح الأحمد رفض التطبيع حتى آخر يوم، وتطاول عليه كوشنر (صهر الرئيس الأميركي) فكانت آخر شهادة بنزاهته. 

وقال د. عبد الله معروف أستاذ دراسات بيت المقدس، أن الشيخ صباح الأحمد يكفيه أن يكون آخر ما يُذكَر به في الدنيا موقفه الصلب من مهزلة التطبيع.

وروت سمر جراح أن "الشيخ صباح الأحمد الصباح رحمه الله كان منزله في شارع خلف منزلنا في الشويخ وكانت ابنته رحمها الله في فصل أختي وصديقتها. كنا أطفالا ونجمع تبرعات لفلسطين وكان دائما يتبرع.. مرة كان غاضبا يبدو من القيادة الفلسطينية وقال لنا: سأتبرع هذه المرة فقط لانكن صديقات بنتي. مات شريفا غير مطبع".

رثاء قطري

واستذكرت شخصيات قطرية بارزة وناشطون وإعلاميون مآثر أمير الكويت، واستحضروا مواقفه المساندة لبلادهم والدعمة ‏لها منذ اندلاع الأزمة الخليجية، مؤكدين أن حزنهم على وفاة الشيخ صباح لا تقل عن حزن الشعب الكويتي.

وقال جوعان بن حمد شقيق أمير قطر تميم بن حمد: "فقد الخليج حكيما مصلحا، وفقد العرب قائدا محنكا، وفقدت الإنسانية أبا رحيما برحيل المرحوم بإذن الله صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة ..أصدق التعازي للشعبين الكويتي والقطري ولسائر شعوب المنطقة، وإنا لله وإنا إليه راجعون ..".

وقالت الشيخة مريم آل ثاني: إن صباح الأحمد كان خير حاكم وقد ساهم في حقن دماء أهل قطر ورفض التطبيع مع الكيان الغاشم، داعية بالقول: "اللهم عافه واعف عنه وأبدله دارا خير من داره وأهلا خير من أهله.. الله يجعل جميع ما قدمت من أعمال إنسانية وخيرية وإنجازات دولية في ميزان حسناتك". 

وكتب أحمد بن سعيد الرميحي مدير المكتب الإعلامي في وزارة خارجية قطر: "ذاكرتنا لا تنسى الدور الذي اضطلع به الفقيد وجهوده المتصلة على امتداد السنوات الثلاث الماضية، من خلال الوساطة الكويتية الهادفة لرأب الصدع الخليجي بعد الحصار الجائر الذي فرض على دولة قطر".

وأشار الإعلامي القطري جابر الحرمي إلى أن شعب قطر لن ينسى مواقف الشيخ صباح، ولن ينسوا موقفه في القمة الخليجية بالرياض 2018 عندما حرص على تفقد علم قطر قبل التقاط الصورة الجماعية ..مواقف نبيلة لقائد حكيم ونبيل ..حمل الخليج وشعبه في قلبه ..".

ولفت خالد الجابر مدير مركز مينا للأبحاث إلى أن أمير الكويت ظل على متن الطائرة التي تحمل علم الكويت، يتنقل بين العواصم الخليجية، وكانت أمنيته وجهوده الأخيرة نجاح المصالحة بين دول الخليج وعودة اللحمة.

وأكد حمد لحدان المهندي أن اسم صباح الأحمد سيبقى خالدا في الدوحة بسبب مواقفه الطيبة، فهو أول حاكم يتم تسمية طريق باسمه في قطر وهو الطريق المحوري الأضخم في العاصمة الدوحة.