"سي إن بي سي": أطراف الأزمة الفنزويلية يمارسون لعبة الانتظار

12

طباعة

مشاركة

أشارت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية إلى أن جميع الأطراف في الأزمة الفنزويلية يمارسون لعبة الانتظار في رهان من كل طرف على تحقيق ما يصبو إليه.

وبحسب تقرير الشبكة الأمريكية، فقد حث خوان جوايدو، زعيم المعارضة الفنزويلية، أنصاره على الاستعداد لضغط أخير في محاولة للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو، ودعا أتباعه إلى النزول إلى الشوارع للاحتجاج على انقطاع التيار الكهربائي على مستوى البلاد.

أزمة إنسانية

وتابع التقرير "هذه الدعوة تأتي في وقت تمر خلاله فنزويلا بأسوأ أزمة إنسانية في نصف الكرة الغربي في التاريخ الحديث"، مضيفا، "في يوم الإثنين، تعرضت فنزويلا لانقطاع كبير في الكهرباء أصاب المستشفيات وخطوط أنابيب المياه وغيرها من الخدمات".

ونوهت الشبكة بأنه "في الوقت الذي يقول فيه مادورو إن انقطاع التيار الكهربائي كان بمثابة عمل تخريبي من قبل المعارضة والولايات المتحدة، فإن نواب المعارضة يقولون إن اللوم يقع على عاتق الحكومة الاشتراكية فقط، بعد عقدين من سوء الإدارة الاقتصادية وقلة الاستثمار والفساد".

ومضت تقول "بعد شهرين من خروج خوان غايدو إلى شوارع كاراكاس ليعلن نفسه رئيسًا شرعيا للبلاد، أخبر زعيم الجمعية الوطنية مؤيديه يوم الأربعاء أن الاستعدادات جارية لتعبئة جماهيرية -تسمى عملية الحرية- في محاولة لإجبار مادورو على التنحي".

ونقلت الشبكة الأمريكية عن المحلل السياسي الرئيسي لأمريكا اللاتينية في مكتب "إي إتش إس ماركت"، دييجو مويا أوكامبوس، قوله: "يجب على غوايدو إعطاء الأولوية لتعبئة وتنظيم السكان للتأكد من أن الضغوط المحلية تتماشى مع الضغوط الدولية".

وأضاف أن "القمع الوحشي الذي تمارسه الحكومة ضد الشعب قد يؤدي قريباً إلى اضطرابات مدنية كاملة. لكن القلق الحقيقي هو ما إذا كان هذا يكفي لإحداث تغيير في حالة الجمود".

ساحة مبارزة لروسيا وأمريكا

وبحسب "سي إن بي سي"، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا روسيا إلى إخراج قواتها من فنزويلا، مشيرا إلى أن جميع الخيارات مطروحة لإبعاد جنودها.

وأضافت الشبكة "تأتي تعليقات ترامب بعد سقوط طائرتين عسكريتين روسيتين في كاراكاس في مطلع الأسبوع، مما أثار تكهنات بأن موسكو تسعى إلى تعزيز وجودها في الدولة الغنية بالنفط الفقيرة ماليا".

ونقلت عن الرئيس الأمريكي قوله "الوجود غير القانوني للقوات الروسية على الأراضي الفنزويلية، وحقيقة أن الحكومة قد حرمت المواطنين مرارا وتكرارا من الحصول على الخدمات الإنسانية فضلا عن انهيار الخدمات العامة واستمرار تزايد أزمة الهجرة، يعني أن احتمال إجراء مناقشة إقليمية عملية حول الحاجة للتدخل العسكري آخذ في الازدياد".

ونوهت الشبكة بأن ترامب كان يتحدث إلى المراسلين في المكتب البيضاوي إلى جانب فابيانا روزاليس، الناشطة البالغة من العمر 26 عامًا وزوجة زعيم المعارضة خوان غايدو. موضحة أنه "في الوقت الذي يدعو فيه غوايدو إلى الاحتجاجات ضد مادورو في فنزويلا، تسعى روزاليس إلى حشد الدعم الدولي بجولات واسعة الانتشار في البلدان المجاورة".

ونقلت الشبكة عن المحللة السياسية البارزة في "فيريسك مابليكروفت"، إيلين جافين،  قولها: "إنها مجرد لعبة انتظار"، مضيفة، "الولايات المتحدة تنبح ولا تعض عندما يتعلق الأمر بالتدخل العسكري، ولا يوجد أي دعم إقليمي لهذا التدخل على الإطلاق".

ونوهت الشبكة بأن أكثر من 50 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة ومعظم دول أمريكا اللاتينية وأوروبا، اعترفت بـغوايدو كزعيم شرعي لفنزويلا.

وحول توعد ترامب بفرض عقوبات أشد على نظام مادورو، تساءلت جافين قائلة "هل لدى الولايات المتحدة خطة (ب) غير تجويع الحكومة الفنزويلية؟ لا يبدو الأمر كذلك".

وحول احتمالات الخطر التي يواجهها غوايدو، قال الخبير الفنزويلي والمحلل الرئيسي في وحدة إيكونوميست إنتليجنس، مارك كيلر، "إن إلقاء القبض على روبرتو ماريرو، كبير موظفي غوايدو، هو في الحقيقة علامة على أن فريق مادورو يرى أنه يمكنهم الإفلات بفعلتهم. أود أن أقول إنه من غير المرجح أن يلاحقوا غايدو على المدى القصير".

وأشار كيلر إلى أنه يتوقع  أن تنتظر حكومة مادورو اللحظة التي لا يصبح فيها زعيم الجمعية الوطنية في دائرة الضوء الدولي قبل اختراع تهمة لاحتجازه. بينما قالت جافين "أعتقد أن غوايدو معرض لخطر الاعتقال لكن بالطبع سيكون هناك رد فعل كبير إذا قاموا بحركة ضده".

"محاولة انقلاب"

وحول الدور الروسي في الأزمة الفنزويلية، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن روسيا عرضت في الأسابيع الأخيرة إرسال الطعام والأدوية إلى حكومة مادورو حيث تتعامل البلاد مع التضخم المفرط وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع والفقر المدقع.

وتابعت الصحيفة "حققت شحنات المساعدات التي تقودها الولايات المتحدة، والموجودة في دول مجاورة بما في ذلك كولومبيا والبرازيل، نجاحًا أقل في نقلها عبر حدود البلاد".

وأضافت الصحيفة "بعد إقرار جولات جديدة من العقوبات وسحب مئات التأشيرات على أمل الضغط على مادورو لمغادرة منصبه، واجهت إدارة ترامب بالفعل معركة شاقة. لكن مادورو لم يظهر أي إشارة تذكر على ترك منصبه، وفي الأيام الأخيرة، اعتقل مسؤولو الأمن روبرتو ماريرو، كبير موظفي غايدو، بتهم تتعلق بالإرهاب. ويوم الثلاثاء ، أصدرت وزارة الخارجية تحذيراً آخر إلى حكومة مادورو رداً على التقارير التي تفيد بأن موكب غوايدو تعرض للهجوم من قبل العصابات الموالية لمادورو".

وأردفت نيويورك تايمز، "علاوة على ذلك، لا تظهر روسيا سوى القليل من الإشارات لتقليص تدخلها. وتم إنزال طائرتين روسيتين هذا الأسبوع في وضح النهار، كما تم نقل الإمدادات والمستشارين الفنيين إلى العاصمة الفنزويلية، وفقًا للتقارير الإخبارية الروسية".

ونوه تقرير الصحيفة بتصريح المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا،  الذي اتهمت فيه الولايات المتحدة بمحاولة تنظيم "انقلاب" في البلاد وجادلت بأن وجود أفراد روس محمي بموجب الدستور الفنزويلي.

وقالت زاخاروفا للصحفيين "نود أن نذكّر السياسيين الأمريكيين بأنهم يعيشون في القرن الحادي والعشرين بدلاً من القرن التاسع عشر. فنزويلا دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة، سيادتها تعادل سيادة واشنطن". ومضت الصحيفة تقول "على الرغم من تحذيرات إدارة ترامب، يبدو أن الخيار الملموس الوحيد المطروح على الطاولة هو فرض مزيد من العقوبات".  

أسوأ عام لحرية التعبير

من جهته، قال موقع "أيريش تايمز" إن الرئيس مادورو يحكم قبضته على وسائل الإعلام في البلاد، وأوضح أن الصحفيين يتعرضون للاعتقال والترهيب والرقابة فضلا عن الاعتداء الجسدي واللفظي والتهديد باتخاذ إجراءات قانونية، كما تمت مصادرة معداتهم وتدمير تسجيلاتهم.

ونقل الموقع عن مؤسسة "إيسباسيو بوبليكو" المهتمة برصد ومراقبة حرية الإعلام والتعبير المحلي، قولها إن الأمور قد ساءت منذ بدأ غوايدو تحديه لمادورو في يناير/ كانون الثاني المنصرم، وأعلن نفسه رئيسًا مؤقتًا. وقالت إن الدولة شرعت في مرحلة جديدة من القمع ضد الأشخاص الذين يعبرون عن انتقاداتهم أو معارضتهم.

وبحسب الموسسة، في الشهرين الأولين من عام 2019، "سجلت المؤسسة الرقابية 288 انتهاكًا للحق في حرية التعبير، معظمها ضد الصحفيين. وقال مديرها كارلوس كوريا "الطريقة التي نسير بها ستجعل 2019 أسوأ عام بالنسبة لحرية الصحافة".

الكلمات المفتاحية