إلموندو: هل يعرقل حزب "التجمع الوطني" صعود ابن سلمان للعرش؟

قسم الترجمة - الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

في نظام ملكي مطلق تعد فيه الأحزاب السياسية والبرلمان من المحرمات، فإن ولادة حزب سياسي بقيادة سعودية هي بالفعل في حد ذاتها تحد يتجاوز كل الحدود، كما تقول صحيفة إسبانية. 

وشكلت مجموعة من المعارضين السعوديين البارزين حركة ستحاول، انطلاقا من المنفى، الضغط من أجل الإصلاح السياسي في بلد يهيمن عليه الصعود الجاهز إلى العرش لولي العهد، محمد بن سلمان.

ونقلت صحيفة إلموندو أن حزب التجمع الوطني أعلن دون تردد، أنه يتبنى مبدأ "ترسيخ الديمقراطية كشكل لحكم المملكة"، بالتزامن مع احتفالات اليوم الوطني السعودي. 

ويدعو البيان التأسيسي لهذا الحزب إلى تعديل المسار الذي تقوده البلاد منذ الانقلاب الذي شهده القصر الملكي السعودي في عام 2017، والذي أدى إلى وصول نجل الملك الحالي، سلمان، إلى خط الخلافة الأول. 

وجاء في بيان الحزب أن "هذا الإعلان يأتي خلال فترة وصل فيها الأفق السياسي إلى طريق مسدود، يتجلى في تصعيد استخدام العنف والقمع من قبل الدولة".

يضاف إلى ذلك تزايد عدد الاعتقالات والقتل لأسباب سياسية؛ والسياسات العدوانية ضد الدول الأخرى في المنطقة.

وتتنامى حالات الاختفاء القسري والتهجير العنيف للأشخاص؛ فضلا عن المراقبة والتطفل على الأماكن العامة والخاصة؛ وعدم وجود سلطة قضائية مستقلة؛ واحتكار الحكومة للإعلام وقمع الرأي العام، وفق البيان.

كما انتقد هذا البيان سياسة التقشف و"إهدار موارد الدولة" في إشارة إلى المشاريع العملاقة التي يروج لها ابن سلمان.

حزب من المنفى

يدعو الحزب إلى إجراء انتخابات وبرلمان وضمانات دستورية من أجل تفعيل مبدأ الفصل بين السلطات. 

ويتكون من بعض أبرز قيادات المنفى السعودي، ومن بينهم يحيى عسيري، مؤسس منظمة القسط لحقوق الإنسان، والكاتبة مضاوي الرشيد، والناشط الشيعي أحمد المشيخ، والأكاديميان سعيد بن ناصر الغامدي وعبد الله العودة، نجل رجل دين معروف يقبع في السجون السعودية.

ويأتي ظهور حزب التجمع الوطني في لحظة حاسمة بشكل خاص، وسط شائعات عن خلافة قريبة، مدفوعة بالحالة الصحية للملك، الذي أجرى عملية في تموز/يوليو 2020 وأيضا بالانتخابات الرئاسية الأميركية والتحالف الوثيق الذي شكله ابن سلمان مع إدارة دونالد ترامب.



ونقلت صحيفة إلموندو عن عبد الله العودة من منفاه في أميركا أن "السعودية حاليا لا تتمتع بإمكانية الوصول إلى الجمهوريين والديمقراطيين كما كانت في الماضي".

 ويشعر ابن سلمان بالقلق تجاه احتمال عدم إعادة انتخاب الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب وتعقيد منافسه الديمقراطي جو بايدن لخططه. لذلك، فإنه في عجلة من أمره للوصول إلى العرش. 

وأضافت الصحيفة أن جهود ابن سلمان الحثيثة لضمان صعوده الدقيق، الذي ارتكز على اضطهاد المعارضة حتى داخل العائلة المالكة الكبيرة والقضاء على أي منافس له، يصطدم بسمعته السيئة التي لا تزال مشوهة بدماء الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول قبل عامين، والفضيحة التي تلاحقه حتى الآن. 

كما يواجه ولي العهد تحديات مثل ذلك الذي أطلقه سعد الجبري، ضابط مخابرات سعودي كبير سابق، أدان في آب/ أغسطس ولي العهد أمام محكمة أميركية بتهمة محاولة قتله. 

وذكرت الصحيفة أن الحزب الجديد الذي أعلن عنه نهاية سبتمبر/أيلول، يسعى إلى تفادي الأخطار التي تواجهها البلاد، حسب رأيه. 

وكتب الموقعون: "نريد أن نمنع البلاد من الانزلاق إلى الاضطرابات والعنف والحروب الأهلية أو الإقليمية، ونسعى إلى إرساء أسس تغيير سياسي سلمي يهدف قبل كل شيء إلى حماية حقوق الإنسان والتنمية".

وأضافوا: "نحن نعتبر كل موارد الدولة ملكا للشعب، ونعتقد أن الثروة يجب أن توزع بشكل عادل وأنه لا ينبغي إنفاق الموارد دون تدقيق من قبل ممثلي الشعب". كما التزموا بـ "وضع قوانين فعالة لمكافحة الفساد والإثراء غير المشروع وإساءة استخدام السلطة". 

وأوردت الصحيفة أن هذه الحركة التي تطمح إلى تغيير أكبر مصدر للنفط في العالم وحليف وثيق للولايات المتحدة؛ مستعدة للتعاون مع أفراد العائلة المالكة التي تعارض تولي ابن سلمان للعرش.

وتميزت فترة ابن سلمان بسياسات عدوانية مثل تلك التي بدأت بقصف اليمن بقيادة الرياض قبل خمس سنوات، أو حملة اعتقال ناشطين ومثقفين ورجال دين وحتى أعضاء من العائلة المالكة. 

كما يسعى الحزب إلى التعاون مع المنظمات الدولية "لحل الخلافات الخارجية مع احترام سيادة الدول ودعم سعيها إلى الديمقراطية".