الجدل بين فرنسا وتركيا.. كيف يمنح أردوغان بطاقة رابحة؟

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة تركية الضوء على المشادات الكلامية المستمرة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والفرنسي إيمانويل ماكرون، خصوصا فيما يتعلق بأزمة شرق البحر الأبيض المتوسط.

وذكر الكاتب برهان الدين دوران في مقال له نشرته صحيفة "صباح" التركية إنه بناء على إصرار أنقرة حماية مصالحها في شرق البحر المتوسط​، جمع ماكرون دول جنوب أوروبا في كورسيكا (جزيرة فرنسية) وقال: "مشكلتنا ليست مع الشعب التركي، ولكن مع أردوغان".

وبحسب الكاتب، لم يترك أردوغان هذا "الموقف العدواني" دون رد، ففي 12 سبتمبر/أيلول، قال: "سيد ماكرون، سيكون لديك الكثير من المشاكل معي. ماكرون إن وقتك قصير بالفعل، أنت راحل".

وهناك دائما جدال بين الزعيمين عبر الهاتف أو أمام الصحافة، ومن المعروف أن أردوغان علم ماكرون السياسة العالمية والتاريخ الفرنسي خلال محادثاته الهاتفية معه، يقول الكاتب.

وذكر أن أردوغان الذي أجري محادثات دبلوماسية مع الرؤساء الفرنسيين السابقين شيراك وساركوزي وهولاند يرى أن ماكرون "يفتقر إلى الخبرة وساذج". 

ولفت إلى أن ماكرون، الذي يمكن فهمه من خلال لغة جسده في المحادثات الثنائية، لا يمكنه الصمود أمام تجربة أردوغان.

ويضيف: "ومع ذلك، لا يزال ماكرون طموحا للغاية بشأن استنفاد رأس المال المناهض لأردوغان في أوروبا. ومن المثير للاهتمام أن فرنسا التي لا تمتلك أي ساحل على شرق المتوسط تتبنى دور شرطي الاتحاد الأوروبي أمام تركيا والتي تمتلك أطول ساحل على هذا البحر".

وأردف الكاتب: "يستخدم ماكرون اليونان في حملاته الحريصة غير الكفوءة، من أجل بيع الأسلحة، وهي حملات المحكوم عليها بالفشل مصحوبة بمشادات كلامية ضد أردوغان".

ويستطرد دوران قائلا: "دعونا نتذكر انتقادات ماكرون لأردوغان أثناء العمليات التركية في سوريا بشأن تصريحه عن الموت الدماغي للناتو (حلف شمال الأطلسي)، حيث رد عليه أردوغان ناصحا أن عليه أن يهتم بموته الدماغي الشخصي".

مخاوف ميركل

يعتقد الكاتب أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تحاول التوسط بين تركيا واليونان سعيدة بالمشادات، حيث لا تعترض على سياسات ماكرون المغامرة لسببين اثنين:

أولا، تضغط الولايات المتحدة على برلين من خلال خط أنابيب نورد ستريم 2 والإنفاق العسكري في حلف شمال الأطلسي.

 ثانيا، تخشى ميركل من أن تسود أجواء كالتي سادت أوروبا عام 2017 في حال فشل ماكرون، إذ إنها تعرف جيدا أن موجة من اليمين المتطرف قد يبدأ معها نهاية الاتحاد الأوروبي. 

وتابع الكاتب: "أن ميركل لا ترغب بأن يفشل ماكرون لكنها تعرف جيدا خطر موجة جديدة من اللاجئين التي قد تتجه إلى أوروبا. إنها تجد صعوبة في تهدئة من يرغبون بإعطاء درس لتركيا وترغب في العمل مع أردوغان".

ويرى أن "أردوغان بالطبع لا ينزعج من المشادات مع ماكرون، ويرى أن تلك الخطوط الحمراء فارغة من الداخل، مؤكدا إنه يقدر وساطة ميركل".

وواصل "كما يعرف أن دول أوروبا الشرقية والجنوبية من دول الاتحاد الأوروبي لا ترغب بمشاكل مع تركيا وبالمناسبة فإن أسلوب ماكرون في الفصل بين ما يسميه الشعب التركي وأردوغان مضحك للغاية".

ويسخر قائلا: حتى ماكرون على الرغم من قلة خبرته لا يمكن أنه يصدق ذلك أيضا.

يختم الكاتب بالإشارة إلى أنه من الواضح أن هذا عامل جذب لسياساته الداخلية. ومع ذلك فإن بعض الصحفيين قد قاموا بالتحذير من أن استهداف أردوغان في قضية شرق البحر المتوسط سيوحد الرأي العام التركي حيث قال البعض: إن "هذه المشادات لهي بمثابة الدواء لأردوغان".