"ظلم واستبداد".. تداعيات محتملة في إيران بعد إعدام نويد أفكاري

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "إندبندنت" الفارسية، مقالا للكاتب أمير سلطان ‌زاده، سلط فيه الضوء على حالة الغليان والغضب في المجتمع الإيراني، وذلك على خلفية إعدام بطل المصارعة نويد أفكاري، بتهمة قتل رجل أمن خلال موجة احتجاجات مناهضة للحكومة في عام 2018.

وفي 12 سبتمبر/ أيلول 2020، أعلنت وسائل إعلام إيرانية تنفيذ السلطات حكم الإعدام بالمصارع الشاب، نويد أفكاري (27 عاما)، على الرغم من النداءات الدولية الداعية إلى وقف إعدامه. وقال أفكاري: إن "الاعترافات انتزعت منه تحت وطأة التعذيب".

تصاعد الاحتقان

الكاتب الإيراني، رأى أن خبر إعدام أفكاري، أثار موجة من ردود الأفعال من خلال الرأي العام، إذ إن كلا من الناشطين السياسيين والاجتماعيين، وحتى الرياضيين، والفنانين، والمواطنين العاديين، عبروا عن شدة غضبهم من هذا القرار على وسائل التواصل الاجتماعي بالنحو الذي يرونه.

وأشار إلى أن "هذا الموضوع يبين أن الحكومة تسببت مرة أخرى في نوع من الاتحاد ضدها جراء إعدام نويد أفكاري؛ لذا يجب عليها أن تجيب على الرأي العام الداخلي، وكذلك على الكيانات الأجنبية".

وتابع الكاتب: "لذلك، منذ أن بدأت حملة منع السجناء الثلاثة المحكوم عليهم بالإعدام تؤتي ثمارها، كان هناك أمل بين الكثيرين في إمكانية منع بعض الأحداث على الأقل من خلال إيصال صوت الناس إلى الحكومة".

وزاد قائلا: "في حالة نويد أفكاري، كان هناك أمل بين الناس في أنه ربما يمكن منع موت إنسان آخر. استمرت الجهود، بل وتدخلت العديد من المنظمات الحقوقية والرياضية الدولية للتعبير عن دعمها لإلغاء عقوبة الإعدام. تسببت ردود الفعل العالمية في مواجهة الجمهورية الإسلامية ليس فقط للمواطنين الإيرانيين، ولكن أيضا مع جزء من الرأي العام الدولي الذي كان يتابع الحادث. لكن إعدام الحكومة المفاجئ لنويد أفكاري تسبب في مفاجأة، ثم غضب عام وكراهية".

ظلم واستبداد

وبحسب الكاتب، فإن الجيل الجديد في إيران لم ير هذا الحد من الكراهية الجماعية خلال العقد الماضي. التأكيد على الجيل الجديد من جهة أن أحداث سنوات (١٩٨٨، ١٩٩، ٢٠٠٩) وقعت كل منها بفاصل زمني مدته عقد، وكانت تجربة الجيل السابق؛ لكن تسببت أحداث عامي 2018 و2019، وحالات الإعدام غير القابلة للتوقع في استمرار شعور الكراهية وانعدام العدالة وسط الجيل الجديد".

وأردف: "الموضوع الذي لفت انتباهي، أمس 12 سبتمبر/ أيلول 2020، كان همسة نهاية فكرة اللاعنف بين معارضي عقوبة الإعدام ومنتقدي العنف. يبدو أن الحجة ضدهم هي أن القضاء الإيراني قاس بالتأكيد ولا سبيل لتقويمه".

ورأى الكاتب أنه "قد تكون هذه الفكرة خطيرة، لأنه مع نهاية عقلية المعارضة والنضال السلمي، فإن أي عمل من أعمال العنف سيأخذ شكل الانتقام هذه المرة".

ولفت إلى أن "مستوى الكراهية العامة للحكومة وأفعالها ازداد إلى درجة أنه إذا ارتكب شخص ما عملا عنيفا ضد أحد أفراد الشعب أو ضد مصالح الحكومة، فسيتم دعمه على الأقل من جزء كبير من الرأي العام. يمكن رؤية ذلك في سياق ردود الفعل المنشورة في الفضاء الإلكتروني".

وشدد الكاتب أنه "بسبب الإحباط المتزايد من تحسن الوضع وضغط الحكومة على الطبقة الوسطى كقوة مؤثرة وقوة دافعة للمجتمع، فإن الإحباط من النضال السلمي يمكن بالتأكيد أن يسرّع المجتمع في المستقبل على التطرف الذي كانت الحكومة نفسها مفتاحه".

قمع الاحتجاجات

وبحسب الكاتب، فإن "حدة الغضب تصاعدت مع تصريحات بعض المسؤولين الحكوميين والمسؤولين الأمنيين والمراسلين الإذاعيين. ومن بين المحللين السياسيين أولئك الذين يعتقدون أن الجمهورية الإسلامية تحرض المواطنين عن عمد وتحاول منع الاحتجاجات المستقبلية من خلال التعبير عن العنف الصريح".

وجرى قمع وهزيمة الاحتجاج السلمي الأخير في نوفمبر/تشرين الثاني و ديسمبر/ كانون الأول 2019 بشدة، وأن عمليات الإعدام الأخيرة هي توابع للقصة نفسها؛ لكن من الآن فصاعدا، قد تتغير الأمور. يعتبر أي عمل لإنقاذ الأرواح مشروعا، وهذا هو بالضبط الجزء الخطير من القصة، وفقا للكاتب.

وأشار إلى أنه طالما حذر علماء الاجتماع من أن مستوى العنف في المجتمع الإيراني آخذ في الارتفاع، وقد يؤدي ذلك إلى تأثير الدومينو للأحداث العنيفة، وأن تجاهل الحكومة للشعب أقنع المجتمع المدني بضرورة محاولة طريقة أخرى للتعبير عن آرائه.

واختتم الكاتب مقاله، بالقول: "بالنظر إلى الوضع الاقتصادي السيئ والفقر المنتشر في المجتمع الإيراني، فإن المجموعة التي لم يتبق لها ما تخسره وأصبحت غاضبة ومليئة بالكراهية، قد تتخذ أي خطوة لا يمكن التنبؤ بها، وتلك الخطوة لا تستطيع حتى الحكومة نفسها مواجهتها".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد دعا إيران إلى وقف إعدامه، قائلا: إن "التصرف الوحيد الذي قام به المصارع هو المشاركة في المظاهرة المناهضة للحكومة في الشوارع".

وفي السياق ذاته، كان اتحاد اللاعبين العالميين من بين الذين طالبوا بوقف الإعدام. وقال الاتحاد، الذي يمثل 85 ألف رياضي في جميع أنحاء العالم: إن أفكاري استُهدف "ظلما" لمشاركته في الاحتجاجات. ودعا إلى طرد إيران من جميع الأحداث الرياضة العالمية إذا مضت قدما في تنفيذ حكم الإعدام.