"تبت يد الموقعين".. غضب عارم من تطبيع الإمارات والبحرين مع إسرائيل

أبوظبي- الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

اتفق رواد موقع تويتر، مع توصيف رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، لليوم الثلاثاء 15 سبتمبر/أيلول 2020 بأنه "يوم أسود"، كونه سيشهد توقيع اتفاقيتي التطبيع التي أعلنتها الإمارات والبحرين مع إسرائيل، بحضور رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وشدد ناشطون عبر تغريداتهم على وسم #يوم_أسود، على أنه يوم "مجلل بالعار" في تاريخ حكام أبوظبي والمنامة، ولن يمحى إلا بزوال تلك القيادات، مجمعين على أنه "يوم أسود" في تاريخ الأمة العربية والإسلامية.

واستذكر الناشطون المسيرات والهتافات والشهداء وبيانات التنديد والفعاليات التي قدموها لإبقاء القضية الفلسطينية في الصدارة على مدار السنوات الماضية، حتى لا يأتي اليوم ويتسارع فيه قادة الخليج للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ويتناسوا اغتصابه للأراضي الفلسطينية وجرائمه ومجازره بحق الفلسطينين.

الناشطون وصفوا الاتفاق بأنه "اتفاق العار والاستسلام والخيانة والنذالة وبيع القضية"، معتبرين أن المهرولين للتطبيع مع تل أبيب ومؤيديهم بأنهم "صهاينة العرب" المنبطحين والخانعين لرغبات إسرائيل وأميركا، والمتجاهلين لرفض شعوبهم وتنديدهم بما يفعله حكامهم.

صوت الشعوب

وأثنى ناشطون على تزايد أعداد المشاركين في حملة التوقيع على ميثاق فلسطين، التي أطلقتها شخصيات عربية وإسلامية رفضا لاتفاق التطبيع مع الإماراتي البحريني الإسرائيلي.

وقال الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية: إن توقيع أكثر من 50 ألف شخص منذ، أمس (الاثنين) على ميثاق فلسطين، في الساعات الأولى للحملة، تأكيد راسخ على صدق نبض الشعوب، وانحيازها لقضيتها العادلة وأن هذا #اليوم_الأسود سيكون يوما عابرا في تاريخها بإذن الله.

وأعرب الناشط أبو إبراهيم عن غضبه من الموقعين على اتفاق التطبيع، قائلا:  "الخزي والعار لكل من رفع يده ووقع مطبعا مع كيان صهيوني مجرم. الخزي والعار لكل حكام الخيانة والعار، آن الأوان لشعوب أمتنا أن تنتفض في وجوههم".

ورأى مسعود كفاح أن "اليوم سيسجل التاريخ في صفحاته أن بعض الصهـاينة العرب هرولوا كالكلاب العطشى نحو أقدام سيدهم ترامب ليُقبلوها ويوقعوا على اتفاق عارهم"، مضيفا: "نعرف أن ليس لهم من اتفاق عارهم لا ناقة ولا جمل، ولكنها ليست إلا فصلا من فصول الذل والخضوع".

خيانة ابن زايد

وصب ناشطون جام غضبهم على ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، إذ كتب الناشط محمد آل سعدي، قائلا: "سود الله وجهك يا محمد بن زايد".

وسخرت الصحفية الفلسطينية ديمة الخطيب من تصريح عبد الله بن زايد بأن الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي أوقف الضم في الضفة الغربية، قائلة: "تم ضم الإمارات والبحرين. مبروك!".

وغرد ناشط آخر، بالقول: إن "كل من وقع على اتفاق التطبيع مع إسرائيل لن تطول فترة وجوده على مقاعد الحكم لأن إسرائيل بحاجة إلى أشخاص لم تتلوث سمعتهم بعد للمضي قدما في بناء علاقات نظيفة أما أمثال #محمد_بن_زايد فهم رجال مرحلة لا أكثر".

وحذر عبد المجيد عمر حكام الإمارات، قائلا: "هذا اليوم سيكون يوما أسود يضاف إلى تاريخكم الأسود وسوف تدفعون ثمن خيانتكم".

ونشر محمد بن صقر، المستشار القانوني الإماراتي المعارض، صورة تضم أعضاء الوفد الإماراتي المشارك في مراسم التوقع على اتفاق التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، قائلا: "هذا هو وفد العار الذي سيخلده التاريخ في صفحاته السوداء، وفد اتفاقية التطبيع بين محمد بن زايد ونتنياهو، الوفد الذي ذهب ليبصم على اتفاقية الخيانة للأمة ومقدساتها، الوفد الذي يجعل من المحتل عنوانا السلام ويجعل من المقاومة الشرعية إرهابا.. تبت يدا من خطط ووقع".

حبر على ورق

وقلل ناشطون من قيمة اتفاقيات التطبيع التي يسارع لتوقيعها حكام الخليج، لأنها لن تؤثر في نضال الشعب الفلسطيني ولن تهز إيمانهم بقضيتهم، ولن تشرعن الاحتلال الإسرائيل، مستنكرين صمت المنظمات العربية وعدم إدانتها لسياسات حكام الخليج.

وقال الكاتب الصحفي خليل أبو عامر: "بائعو الضمير سيحتفون اليوم بإنجازهم وتآمرهم على قضية تدخلوا في شؤونها فتسببوا بخرابها وأضاعوا حق أهلها، لكن كما أن الفكرة لا تموت، فإن العقيدة هي الوجود والقضية الفلسطينية وجدانية الشعب الفلسطيني والشعوب الحرة، ولذلك ورقتان وحبر لن تقتل نضالنا بل تزيدنا إصرارا".

وخاطبت الناشطة إسراء، المهرولين للتطبيع قائلة: "اتفاقياتكم حبر على ورق لا يعطي شرعية للاحتلال، ولن ينهي عداوتنا مع الكيان الصهيوني، قضيتنا قضية وجود، إما فلسطين أو فلسطين".

أما "جهاد"، فقد استنكرت غياب دور جامعة الدول العربية وتحول دورها إلى دور "شكلي"، متوقعة تطبيع مزيد من الدول العربية لعلاقاتها مع إسرائيل في المستقبل القريب.

يوم أسود

وتعددت توصيفات الناشطين ليوم توقيع التطبيع، فمنهم من وصفه بـ"اليوم الأسود" في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، وآخرون أطلقوا عليه "يوم خيانة فلسطين"، وغيرها من التوصيفات التي تدين توقيع الاتفاقية الإماراتية البحرينية الإسرائيلية، مؤكدين أنها استمرار لتنفيذ مشروع إسرائيل التوسعي.

وقال الإعلامي جمال ريان: إن "توقيع الإمارات والبحرين اتفاقات التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي يحتل فلسطين العربية الإسلامية، الثلاثاء، يوم أسود في تاريخ الأمة العربية والأمة الإسلامية، والخزي والعار أبد الدهر على جبين الأنظمة العميلة والخائنة في #مصر #السعودية #الإمارات #البحرين".

وعلى نحو مماثل، قال المحكم الدولي جمال أبو غليون: إنه "يوم أسود في تاريخ الأمة العربية"، لافتا إلى أن "توقيع التحالف الإستراتيجي الإماراتي البحريني الإسرائيلي هو بداية تأسيس مشروع الولايات المتحدة الإبراهيمية (مشروع إسرائيل الكبرى يتحقق)".

ورأت جهاد أيوب أن "اليوم، يوم الانحطاط في البناء الإنساني، أبطاله نظام الإمارات والبحرين، يوقعا الذل والخيانة مع الكيان الإرهابي إسرائيل.. اليوم خيانة #فلسطين!".

وأكدت زاهدة بدر أن توقيع معاهدة سلام بين طرفين لا يوجد بينهم حدود أو حرب! كالإمارات أو البحرين مع إسرائيل برعاية ترامب ونتنياهو، هي "اتفاقات استسلام" تدل على غياب الوعي العربي والانبطاح، مشيرة إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي ماض في خططه التي بدأت من فلسطين إلى مخطط الجزيرة العبرية!".

وقال أحمد عبد الله: إنه "في 15-9-2020 سيكتب التاريخ في كل عام أنه في هذا اليوم خان مشايخ النفط أنفسهم قبل القضية".

يشار إلى أن الإمارات أعلنت في 13 أغسطس/آب 2020، توصلها لاتفاق لتطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي لتصبح بذلك ثالث دولة عربية تعلن ذلك بعد مصر في 1979 والأردن 1994، إضافة إلى أنها أول دولة خليجية مطبعة.

وبعد نحو شهر واحد فقط، تلتها مملكة البحرين وأعلنت الجمعة 11 سبتمبر/أيلول 2020، التوصل لاتفاق إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل برعاية أميركية.

وقوبلت الاتفاقات الخليجية بتنديد فلسطيني واسع، ورفض شعبي ظهرت أصداه على موقع تويتر، إذ دشن ناشطون وسوما منددة بتطبيع حكامها وحظيت بمشاركات واسعة، أبرزها #إماراتيون_ضد_التطبيع، و#بحرينيون_ضد_التطبيع.