"لا يمثلون الشعب”.. بحرينيون يتبرؤون من تطبيع آل خليفة مع إسرائيل

12

طباعة

مشاركة

تبرأ ناشطون بحرينيون على موقع "تويتر"، من اتفاق التطبيع الذي أعلنته مملكة البحرين مع الاحتلال الإسرائيلي، برعاية أميركية، الجمعة 11 سبتمبر/أيلول 2020، وذلك بعد خطوة مماثلة اتخذتها دولة الإمارات العربية المتحدة في 13 أغسطس/آب من العام نفسه.

وتداول الناشطون خلال مشاركتهم في وسوم عدة منددة بالتطبيع أبرزها #بحرينيون_ضد_التطبيع، عبارة: "أنا بحريني وأرفض التطبيع مع الصهاينة"، متعهدين بالتمسك بمبادئهم التي نشؤوا عليها لمناصرة القضية الفلسطينية والفلسطينيين.

وأكدوا أن موقف السلطات البحرينية، بقيادة العاهل حمد بن عيسى آل خليفة، لا يمثل الشعب البحريني، مشيرين إلى أن غياب التمثيل الشعبي والإرادة السياسية لحكومة غير منتخبة تمارس القمع وتكمم الأفواه وتعتقل أصحاب الرأي، ينتج عنه قرارات لا تمثل الشعب.

واعتبر الناشطون إعلان البحرين عن اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع الاحتلال الإسرائيلي يمثل سقوطا لنظام عربي جديد في مستنقع التطبيع، مشيرين إلى أن ما وصلت إليه الحكومات الخليجية نتاج طبيعي لتحكم أنظمة ديكتاتورية غير منتخبة من شعوبها ولا تمثل توجهاته.

بحرينيون يتبرؤون

وصب ناشطون جام غضبهم على الأنظمة المطبعة واتهموهم بالخيانة والتخاذل مع القضية الفلسطينية، معلنين أن الموقف الإسلامي والوطني والقومي والعروبي لا يسمح لهم بقبول التطبيع الذي يمثل الفئة الحاكمة وحاشيتها فقط.

وأعلنوا تأييدهم للقضية الفلسطينية وحق الشعب في استعادة كافة أراضيه وعودة اللاجئين، إذ قال الناشط الحقوقي يحيى الحديدي: "كما رهن النظام في البحرين مصيره بمصير الكيان الصهيوني، نحن شعب البحرين أيضا نعتبر بأن مصير فلسطين وشعبها مصيرنا ولا يمكن أن ننفصل عن قضيتنا".

وأكد الناشط الحقوقي يوسف المحافظة أن فلسطين ستبقى عربية من النهر إلى البحر، قائلا: "من البحرين إلى فلسطين شعب واحد لا شعبين". وأضاف: أن "قرار العائلة الحاكمة هو أحادي ولا يمثل الشعب و لا تاريخه ولا ثقافته ولا قيمه ولا مبادئه و لا أصالته ولا عروبته".

وكتب رئيس "منتدى البحرين لحقوق الإنسان" باكر درويش، قائلا: "من الأجداد إلى الأحفاد كبحرينيين لا يشبه التطبيع تاريخنا ولا وجوهنا ولا أسماءنا، كنا وسنبقى مع فلسطين وحق شعبها في استعادة كل أرضه وحقوقه من المهد إلى اللحد، أما الموقف الحكومي المطبع بعد (اتصال هاتفي!) فهو لا يعبر عن البحرينيين البتة".

سلطة مفروضة

وتحدث ناشطون عن أن الارتماء بأحضان الكيان الإسرائيلي نتاج لعدم وجود حرية رأي ولا حكومة منتخبة تمثل الشعب، وامتلاء السجون برموز وقادة الشعب.

ونشر الناشط البحريني محمد البوفلاسة صورة مكتوبا عليها "التطبيع لا يمثل شعب البحرين.. التطبيع جريمة"، مؤكدا أن "هذا هو موقف الشعب البحريني. الحكومة ليست منتخبة ولا يمثلني قرار السلطة".

وعلق المذيع التلفزيوني صلاح بن عمر بابقي على التطبيع البحريني الإسرائيلي قائلا: "ما دام العرب محكومين بغير إرادتهم من حكومات غير منتخبة، فليس المنتظر التطبيع والخيانة فحسب، وإنما بيع الأرض والدين والمرجلة!.. هذه حكومات لا تبحث عن رضى شعوبها وإنما عن رضى إيفانكا (ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب)".

وأشار مغرد آخر إلى أن الحكومة في البحرين "غير منتخبة" ولا تُمثل إلا العائلة الحاكمة وحاشيتها بقوة السلاح والقتل والسجن وكافة أشكال البطش، مطالبا بمعاقبة رأس النظام، لأن وجوده خطر على الأمن القومي العربي والبحريني. وأكد أن "التطبيع خيانة للأمة العربية وخيانة للشعب البحريني والفلسطيني".

ورأى حسين الديحي نائب الأمين العام لـ"جمعية الوفاق" أن "التطبيع جاء ليؤكد المؤكد بأن هذه الأنظمة تشكل خطرا على دولها وشعوبها وعلى الأمة من خلال تنفيذ أجندات تخريبية ضد مصالح دولنا العربية والإسلامية وشعوبها".

ولفت الكاتب الصحفي الدكتور إسماعيل محمد المدني من المفارقات المحزنة إلى أن الكيان الصهيوني يفتح الباب أمام حرية الرأي والتعبير بالنسبة لسياساته، سواء في مجال التطبيع مع الدول الأخرى أو معاهدات السلام، متسائلا: "لماذا لا يسع صدر حكوماتنا للسماح للشعوب بإبداء الرأي حول هذه القضايا؟".

ثناء فلسطيني

وأثنى ناشطون فلسطينيون على موقف البحرينيين، وأبدوا تفهمهم لما يتعرضون له من بطش السلطة البحرينية وانفرادها بالقرارات.

وقال الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية: إن "#بحرينيون_ضد_التطبيع ليس مجرد هشتاج يغرد عليه أبناء البحرين، إنه ثورة غضب في وجه من اختطف قرارهم، إنه إعلان براءة من نظام صهيوني بامتياز، إنه رسالة ثبات على عهد الشهداء الأبطال من أبناء البحرين".

وقالت الإعلامية الفلسطينية نجوان سمري: "رغم نزفنا، لن ننجر خلف ما يتمناه الغريب وأعوانه وخدمه، لن نساهم في بث الفتنة وترسيخ الخلافات، مستشهده بالمثل الشعبي: "أنا وأخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب".

وكتب الدكتور عبد الله معروف أستاذ دراسات بيت المقدس، قائلا: "لم يتأخر رد أهلنا وشعبنا العزيز العظيم في البحرين... هاشتاج #بحرينيون_ضد_التطبيع يتصدر الترند في البحرين"، مضيفا: "من راهن على غير الشعب أحمق".

وقالت الصحفية الفلسطينية ديمة الخطيب: "تأكدوا أن من لا يكتب اليوم في وسم #بحرينيون_ضد_التطبيع من البحرينيين قد يكون موظفا في جهة لا تسمح له بالتعبير عن رأي يخالف الدولة"، مؤكدة أن "الشعب البحريني بريء تماما من اتفاقية العار، والوسم مليء بالحب لفلسطين والرفض الصريح للتطبيع".

يشار إلى أن البحرين سارت بخطوات متسارعة نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ووصفت بأنها الدولة الأكثر سرعة في "الماراثون الخليجي" للتطبيع مع إسرائيل.

وقد بدأت العلاقات البحرينية الإسرائيلية تتكشف منذ عام 1994 حين زار يوسي ساريد وزير البيئة الإسرائيلي في حكومة إسحاق رابين المنامة على رأس وفد دبلوماسي رسمي كبير للمشاركة في المناقشات الإقليمية حول القضايا البيئية، ووصفت تلك الزيارة بأنها "الأولى إلى دولة خليجية".

وتوالت بعدها الزيارات والأحداث بين الطرفين التي قادت إلى إعلان التطبيع، أمس الجمعة، بعد أن كانت تتسم العلاقات بالسرية التي يتم تسريبها تدريجيا إلى وسائل الإعلام تمهيدا لإعلانها رسميا.

وكان أبرز مظاهر الترويج للتطبيع البحريني مع إسرائيل لقاء ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، مع رئيس إسرائيل السابق شمعون بيريز وليفني، ومشاركة وزير خارجية البحرين السابق خالد بن أحمد في حفل عشاء بمقر حركة “حباد” الدينية اليهودية، وتصريحه بأن كيان الاحتلال له وجود تاريخي في منطقة الشرق الأوسط.

ولم يكتف بذلك ابن أحمد، بل تبعه بتصريح آخر إبان استضافة البحرين ورشة العمل الخاصة بصفقة القرن، قال فيه: إن "إسرائيل جزء أساسي وشرعي من الشرق الأوسط والشعب اليهودي جزء من تراث المنطقة".