لردع الصين.. هل تتجه الهند نحو التسلح بمقاتلات "إف 35" الأميركية؟ 

12

طباعة

مشاركة

نشر موقع ''إنسايد أوفر'' الإيطالي تقريرا، سلط من خلاله الضوء على حقيقة عودة الاهتمام الهندي، بشراء المقاتلات الأميركية ''إف-35'' بسبب التوتر المتزايد مع الصين، في أعقاب الاشتباكات الحدودية، التي تحدث بشكل دوري في منطقة "لاداخ" الهندية.

وتطرق الموقع إلى أن الاهتمام الأول من نيودلهي بتعزيز ترسانتها الحربية بالجيل الخامس من المقاتلات المصنعة من شركة ''لوكهيد مارتن''، يعود إلى عام 2018، بعد أن كشف الأدميرال هاري هاريس، قائد القوات الأميركية في آسيا والمحيط الهادي، أن الهند كانت تجمع معلومات حول المقاتلة الشبح متعددة المهام من أجل الشراء المحتمل.

من جهته، أنكر سلاح الجو الهندي رسميا التقارير التي تحدثت عن طلبه تقريرا سريا مباشرة من "لوكهيد مارتن" عن قدرات مقاتلة "إف-35" لايتنيغ الثانية، التي تصنعها الشركة الأميركية.

توتر متصاعد

وحاليا، يقول الموقع الإيطالي: إن مع التوتر في علاقات الجوار مع بكين التي يبدو أنها تتجه نحو مزيد من التدهور، عادت الطائرة الحربية "إف-35" لإغراء سلاح الجو الهندي، الذي يدرك أن مقاتلة من هذا النوع، بخصائصها الفريدة من المناورة والتخفي و تعدد المهام، يمكن أن تحدث تغييرا حقيقيا في موازين القوة في حالة حدوث صدام مع الصين.

ولفت ''إنسايد أوفر'' إلى أن نيودلهي طالما أرادت امتلاك المقاتلات الشبح واستثمرت ما يعادل أكثر من خمسة مليارات دولار في برنامج  "باك فا'' الروسي، المعروف الآن باسم سوخوي "سو-57''، على أمل الحصول على نسخة معدلة خاصة بالهند تسمى "أف جي أف أي". 

لكن برنامج الشراكة عانى من انتكاسات شديدة وفي الوقت الحالي، خفضت موسكو إنتاجها المحلي إلى عدد قليل من الطائرات. وبالتالي، فقد المسؤولون الهنود اهتمامهم بشكل متزايد بالطائرات الروسية، بعد أن اشتكوا علنا من المحركات الضعيفة، وميزات التخفي "السيئة" وانعدام الشفافية حول سبب هذه المشاكل. 

بدورها، أوضحت موسكو أنها ترفض مشاركة الشيفرة المصدرية للبرنامج الذي يدير المقاتلة، والتي دونها لن يتمكن سلاح الجو الهندي على تعديل وتغيير الطائرة في المستقبل وفقا لاحتياجاته، لذلك تخلت نيودلهي بشكل شبه نهائي عن البرنامج.

خطط الهند

وذكر الموقع الإيطالي أن الهند فكرت أيضا في القيام بذلك بنفسها، واستثمرت موارد كبيرة في وضع خطط لصناعة مقاتلة الشبح المحلية، المعروفة باسم "الطائرة المقاتلة المتوسطة"، على أمل الحصول على نموذج أولي للطيران بحلول منتصف عام 2020. لكن هذا الاحتمال يتطلب شراء أو تطوير تقنيات رئيسية، بما في ذلك إنتاج مواد تمتص الرادار، ومحركات عالية الأداء ورادارات (أيسا) صفيف مسح إلكتروني نشط المتقدمة، بحسب الموقع.

ولفت ''إنسايد أوفر'' إلى أن مثل هذا الاختيار ينطوي على شرط أساسي، وهو نقل التقنيات اللازمة التي لا تمتلكها الهند حاليا لإنتاج الجيل الخامس من المقاتلات. وبما أنها  تخلت بشكل أساسي عن برنامج شراكة سوخوي "سو-57"، وباستبعاد الصين، لا يزال عدد قليل من المنافسين في السوق أبرزهم الولايات المتحدة وفرنسا، لذلك الرائد بلا منازع في هذا المجال هو، موضوعيا، شركة "لوكهيد مارتن" التي تنتج "إف- 35"، لذلك يمكن لنيودلهي أن تعيد المسار الذي تخلت عنه في عام 2018.

ورأى الموقع أن الطريق لن يكون سهلا، ووفقا لتيموثي هويت، الرئيس المشارك لمجموعة الدراسات الإقليمية للمحيط الهندي بالكلية الحربية البحرية الأميركية، الذي قال: إن "الاتفاقية لن تتم قريبا لأسباب مختلفة بما في ذلك بطء الهند المعروف (والتردد) عندما يتعلق الأمر ببرامج المشتريات العسكرية، سواء كانت موجهة للخارج أو إلى الداخل".

لكن وبحسب الموقع، يمكن للوضع الدولي الراهن أن يجعل نيودلهي تسرّع في ذلك، كما يتضح أيضا من عدم التوقف فيما يتعلق بالمفاوضات لشراء مقاتلات جديدة من روسيا، بعد أن وافقت وزارة الدفاع الهندية في يوليو/تموز 2020 على شراء 33 طائرة حربية، 21 من طراز "ميج 29" و 12 من طراز سوخوي "سو-30 إم كي أي''، إلى جانب عقد لتحديث 59 طائرة "ميج 29" أخرى ضمن ترسانتها.

"معارك الجبهتين"

وأكد ''إنسايد أوفر'' أن الهند، التي تخوض معركة على جبهتين ضد بكين وإسلام أباد، تسعى باهتمام متزايد إلى امتلاك طائرة "إف-35" باهظة الثمن والثورية في مجال الصناعة العسكرية، والتي من شأنها أن تمنح سلاح الجو الهندي ميزة تكتيكية تسمح له بمواجهة الدفاعات الجوية الصينية من موقع قوة.

أما على الجانب الأميركي، يشير الموقع إلى أنه يُنظر للاتفاقية المحتملة على أنها ''هبة من السماء'' وفق تعبير الموقع، أولا لأن الهند يمكن أن تستثمر الأموال التي من شأنها أن تعمل على تهدئة تكلفة طائرات "إف-35".

وتابع: خاصة لأن مقاتلات الجيل الخامس ستمثل التزاما مستمرا طويل الأجل من شأنه أن يجعل من ارتباط نيودلهي بواشنطن ارتباطا وثيقا، وهو ما يتناسب تماما مع إطار سياسة التعاون العسكري بين البلدين، ويساعد على موازنة تحديث سلاح الجو الصيني الذي يهدد بفرض نفسه على رقعة الشطرنج الآسيوية. 

وتجدر الإشارة إلى أن اليابان وكوريا الجنوبية فقط من تملكان مقاتلة "لوكهيد مارتن" الجديدة، فيما انضمت إليهما سنغافورة التي بدأت برنامج تقييم لاستبدال طائراتها "إف-16".

وختم الموقع الإيطالي تقريره، بالقول: إن "من مصلحة الولايات المتحدة بيع الطائرة الشبح إلى الهند لاحتواء التوسع الصيني المرهق الذي يستخدم قواته المسلحة للضغط على الدول الآسيوية".