قلق إسرائيلي من انهيار السلطة الفلسطينية.. ما الاحتمالات؟

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة معاريف العبرية: إنه من المبكر الحديث عن موجة تصعيد في الضفة الغربية لأن الوضع الداخلي لدى السلطة الفلسطينية هو الأسوأ والأصعب على الإطلاق "لكن هذا الشيء من الممكن أن يؤثر على الاستقرار الأمني".

وتطرقت الصحيفة إلى العمليات الفدائية الأخيرة، ومنها عملية طعن قتل فيها الحاخام شاي أوحيون وعملية دهس أخرى في الضفة الغربية، بالإضافة إلى عملية طعن في القدس المحتلة، وكل هذا في أقل من شهر.

وأضافت: "ثلاث عمليات بينهم فروق كثيرة وحتى سمات الفدائيين الذين نفذوا العمليات وخلفياتها، ولكن الشيء المشترك بينهم كان بأن جميعهم خرجوا لتنفيذ العمليات على عاتقهم الخاص دون الحاجة لمساعدة أي تنظيمات".

ولفتت إلى أن هذه السمات هي التي تشكل تحديا لاعتقال الفدائيين المتفرقين قبل تنفيذ العمليات، وهو ما تطلق عليه إسرائيل "عمليات الأفراد".

وترى الصحيفة العبرية بأنه من المبكر الإشارة لموجة التصعيد بعد ثلاث أحداث لا يوجد بينها اتصال مباشر.

ولكن بالنسبة للعام الأخير، فهذا بمثابة أمر خطير نسبيا، عدا عن ذلك فإن غالبية العمليات يتم السيطرة عليها من أجهزة الأمن الإسرائيلي وهي في مرحلة التخطيط، وتعترف هذه الأجهزة بأن العمليات كثيرة جدا وخطيرة للغاية، وفق قولها.

قلق إسرائيلي

وتشير معاريف إلى عمليات الأفراد وصعوبتها على قادة الأمن الإسرائيلي، "فالحقيقة هي أنها تقلق كثيرا الجيش الإسرائيلي ولكن بنظرة واسعة جدا فإن قلقا يسود المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية حاليا، بشأن احتمالية انهيار السلطة الفلسطينية، خاصة مع استمرار توقف الاتصالات بين الجانبين".

وتقول: إن "استمرار قطع الاتصالات يعد خطيرا جدا وتقدره إسرائيل بأنه عامل دراماتيكي يمكن أن يؤثر على الاستقرار الأمني في الضفة الغربية وخارجها".

ونوهت الصحيفة إلى أن الوضع الداخلي بالسلطة الفلسطينية ربما يكون الأسوأ والأصعب على الإطلاق، حيث ترى صعوبة في السيطرة وفرض القانون كما أن صفقات المخدرات والسلاح داخل مناطق السلطة تشهد ارتفاعا دراماتيكيا، إضافة إلى أزمة فيروس كورونا تجعل الأوضاع أكثر صعوبة وتعقيدا ويأسا، وفق قولها.

ولفتت معاريف إلى أنه بعد سنوات طويلة من تهديد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بترك منصبه، كان الخبراء ينظرون لتلك التهديدات بأنها فارغة المحتوى، مع أن هذا السيناريو قائم مع أو دون إبقاء الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وقال الكاتب والمحلل العسكري بالصحيفة "تال ليف رام": إنه وعلى الرغم من أن إسرائيل تنازلت واقعيا (أوقفت الخطة مؤقتا نتيجة لتطبيع العلاقات مع الإمارات) عن ضم الضفة الغربية، فإن أبو مازن (محمود عباس) غير مستعد للنزول عن الشجرة، وأنه جدد العلاقات مع الأميركان ولم يجددها مع إسرائيل.

وتابع: "بالنسبة لإسرائيل وعدم تجديده للعلاقة معها فان الحديث يدور عن الاحترام والأنا أو بعدم الثقة بين أبو مازن وحكومة بنيامين نتنياهو".

ويرى ليف رام أن الاجتماعات بين مسؤولين فلسطينيين مهمين وجهات أمنية إسرائيلية مؤخرا ما زالت مستمرة، وجزء منهم مقربين من أبو مازن، في محاولة لتجديد الاتصالات وخاصة التنسيق الأمني، لكن الشعور السائد في إسرائيل هو أن عباس قريب جدا من مفترق قرار، وأن الوضع الصعب للسلطة يتطلب قرارا شخصيا ودراماتيكيا منه.

وأشار الكاتب والمحلل العسكري إلى أن الجهات الأمنية الإسرائيلية تبذل جهدا من أجل تجديد التنسيق الأمني، لكن دون جدوى حتى الآن.

وترى تلك الجهات الأمنية، أنه من الطبيعي في وقت ما أن ينهي أبو مازن دوره، لكن السؤال كيف سيحدث ذلك، معتبرة أنها ستكون خطوة دراماتيكية ستؤثر بشكل فوري على الاستقرار الأمني، والجميع في أجهزة الأمن الإسرائيلي مهتمون جدا لمنع ذلك.

ولفت الكاتب إلى أن الخطر الذي يدور حول شكل خطة الضم قد سقط بالفعل من جدول الأعمال الفلسطيني ولكن على الأقل في هذه المرحلة يبدو مقر المقاطعة (في رام الله) وكأنه جدار عائق لإحراز تقدم، وفق وصفه.