مخطط إماراتي سعودي.. هكذا فسر ناشطون انهيار العملة اليمنية

عدن - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

يعمق انهيار العملة اليمنية وانخفاض سعرها أمام العملات الأجنبية في السوق المحلي من معاناة البلد الذي يتعرض إلى حرب منذ أن سيطرت مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء.

وندد ناشطون عبر مشاركتهم في وسم بتسارع وتيرة انهيار الريال اليمني في  المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، حتى وصل سعر صرف الدولار الواحد 800 ريال للشراء و805 للبيع، وسط توقعات بمواصلة انهياره ليصل إلى 1000 ريال مقابل الدولار الواحد.

وحملوا المسؤولية للتحالف السعودي الذي يخوض حربا في اليمن منذ مارس/آذار 2015، والحكومة الشرعية التي فشلت في إدارة الملف الاقتصادي، وجماعة الحوثي المسلحة، منددين بالارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية ممار ينذر باندلاع مجاعة في اليمن.

وأشاروا إلى تعمد مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا تصعيد مؤامرات نشر الفوضى والتخريب في اليمن لخدمة خطط أبو ظبي في كسب النفوذ والتوسع وتقويض استقرار المناطق المحررة.

وأكد ناشطون أن الحرب الحقيقية الواقعة في اليمن هي حرب تجويع الشعب اليمني يقودها الحوثي والانتقالي ومن ورائهم الإمارت تحت صمت الحكومة الشرعية وتواطؤ من المملكة العربية السعودية.   

تأزيم متعمد؟

وألمح ناشطون إلى أن انهيار العملة متعمد من قبل الأطراف المتداخلة في اليمن، ومن أسباب ذلك، ومنها غياب الدولة وتعطيل التحالف للموانئ والمطارات وتحويلهم لثكنات عسكرية ومنع تصدير النفط والغاز ووقف الصيد وغيره. 

وقال الكاتب اليمني نشوان الحاج: إن صناعة اقتصاد الحرب من قبل قيادات عليا من المستفيدين هو أحد أسباب غياب الموقف الرافض لاستمرار منع التحالف من إعادة إنتاج وتصدير النفط والغاز وتعطيل الموانئ والمنافذ مما له الأثر الكارثي على حياة المواطن من خلال ارتفاع أسعار المواد الأساسية لحياته وأطفاله.

وأكد الناشط اليمني عبد الرحمن فوكس أن الفساد المستشري بين المسؤولين والسلطات المحلية ومضاربة المصارفة وسكوت وتطنيش الشرعية وتآمر التحالف وإصداره عملات جديدة بدون غطاء، كل هذا أدى إلى انهيار العملة وغلاء الأسعار بشكل غير طبيعي، وبالنهاية المواطنون هم من يدفعون الثمن.

وحذر ناشطون من تداعيات انهيار العملة اليمنية على الشعب، ودخول اليمن في مجاعة وانتشار معدلات الجريمة وارتفاع البطالة وتزايد حالات الانتحار وانتشار الأمراض والأوبئة وغيرها من الأزمات التي سترافق انهيار العملة.

وتخوف الكاتب اليمني عارف أبو حاتم من انحدار سعر العملة الوطنية بسرعة جنونية وتجاوز سعر الدولار عتبة الـ1000 ريال، قائلا: "إذا حدث ذلك فيجب أن نغسل أيدينا من استعادة الدولة وأن نعلن انهيارها الكلي".

وأكد سيف الحاضري رئيس مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام، أن انهيار الريال أمام العملات الأجنبية أشد وطأة وكارثية على الناس من الحرب وكل الحروب التي يشهدها اليمن، لأن الجوع لايعرف التمييز، ويولد حالة من السخط خارج سيطرة العقل.

وانتقد د. محمد جميل ناجي أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة عدن، الأطراف المتصارعة في اليمن، قائلا: "دولة يخاض صراع دولي وإقليمي على أرضها وبأيدي الشعب اليمني ليقتلوا بعضهم البعض دون أن يكون لهذا الاقتتال أي منتصر، انتم تصارعوا طواحين الهواء، لن تكسبوا إلا مزيدا من الانهيار في كافة المجالات إذا استمرت". 

مسؤوليات وحلول

وحمل ناشطون التحالف السعودي الإماراتي مسؤولية انهيار العملة المحلية لليمن، فيما رأى آخرون أن المسؤولية كاملة تقع على عاتق الحكومة الشرعية، بينما حمل فريق آخر المسؤولية للإمارات وجماعة الحوثي الشيعية المسلحة. 

وأكد الصحفي اليمني مأرب الورد، أن التحالف شريك في تدمير العملة والاقتصاد، وأشار إلى أن العملة تنهار ووحده المواطن من يدفع الثمن.

ورأى منصور أن انهيار العملة والاقتصاد سببه التحالف الذي عطل عمل الموانئ والمطارات اليمنية وحولها إلى ثكنات عسكرية.

وقال عبد الشافي النبهاني: إن المتسبب في تهاوي الريال اليمني هو من يريد أن يوصل اليمنيين إلى مرحلة من الفقر والجوع تجعلهم يقبلون بأي حل يوقف الحرب ونزيف الدماء والموت جوعا حتى وإن كانت هذه الحلول على حساب كرامة المواطن وسيادة أراضيه. 

وأكد عبد الله الإبي أن انهيار العملة يقتل اليمنيين ويأتي ضمن المخطط الإماراتي السعودي لتدمير لليمن وتجويع شعبه وإذلاله.

فيما رفض عبد السلام وافي تحميل مسؤولية انهيار العملة لأي طرف داخلي كان أو خارجي، باستثناء الحكومة الشرعية اليمنية وحدها، قائلا: إنها هي من يجب عليها العمل وإيجاد الحلول لمنع تدهور العملة.

وأضاف: "لا تعقدوا مؤتمرات المانحين ولا تطلبوا المساعدات للشعب اليمني لسنا بحاجة لشيء من هذا كله لا نريد شيئا من أحد، فقط أعطونا حقنا الذي سيكيفنا سؤال العالم".

ولفت عادل الحسني إلى أن التحالف دخل إلى اليمن وسعر الدولار يساوي 250 ريالا يمنيا، أما اليوم تجاوز صرف الدولار 800 ريال والانهيار مستمر. وقال: "توقف تصدير النفط وسيطرة الإمارات على منشأة بلحاف الغازية التي لو صدرت الغاز لخففت من هبوط العملة وصرف مرتبات الناس".

ورأى حمزة اليافعي أن العملة لن تتعافى إلا بالاستفادة من ثروات اليمن وتصدير النفط والغاز وتشغيل الموانئ.