بتطبيع الإمارات وإسرائيل.. هل تفقد مصر نفوذها في المنطقة؟

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة معاريف العبرية: إن انضمام دول عربية أخرى لعملية التطبيع مع إسرائيل سيفقد مصر الكثير من نفوذها تجاه "تل أبيب"، ولكن لكلا الدولتين مصلحة بالاستمرار بالتعاون.

وأضافت أن أحد الزعماء العرب الأوائل الذين رحبوا بالاتفاق الثلاثي للولايات المتحدة، إسرائيل، والإمارات كان رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي.

وما أن صدرت "البشرى" عن الاتفاق الذي اخترق الطريق، غرد السيسي على تويتر ورحب بما أسماه الإنجاز.

وإضافة إليه، كانت هناك أصوات أخرى، هناك من يؤيد ومن يعارض، ممن يطرحون الأسئلة حول الإحساس الحقيقي لمصر تجاه التطبيع الكامل لعلاقات إسرائيل مع دولة عربية أخرى.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يعقب أي حزب في مصر رسميا وباسمه على التطور المهم، رغم وجود العلاقة الوثيقة بين القاهرة وأبوظبي. 

وقال "إسحق ليفانون" السفير الإسرائيلي السابق في مصر وفي مؤسسات الأمم المتحدة في جنيف: إن البرلمان المصري الذي اعتاد على أن يعرب علنا عن تأييده لموقف الإمارات في تصديها لهيمنة قطر وتركيا، اختار هذه المرة الصمت.

وباستثناء تغريدة السيسي لم يصدر بيانا رسميا، على لسان وزير الخارجية المصري سامح شكري أو الوزارة مثلا.

وأشار ليفانون في مقال له بالصحيفة إلى أن صلاح منتصر، كاتب الرأي الشهير في صحيفة "الأهرام"، تطرق لهذه المسألة في مقال له وشكك في النوايا الحقيقية لإسرائيل بالنسبة لعدم تنفيذ ضم أجزاء من الضفة الغربية.

وفي الحقيقة، خطة الضم لم تشطب من جدول أعمال إسرائيل، رغم تصريحات الإمارات بأن الاتفاق لم يكن ممكنا إلا بعد تخلي تل أبيب عن ضم مناطق بالضفة. 

وقال ليفانون: إن عمرو موسى الذي كان وزير الخارجية المصري وبعد ذلك أمين عام الجامعة العربية وإن كان رحب بالاتفاق، فإنه في نفس الوقت طلب أيضا مواصلة الضغط على إسرائيل كي تقدم تنازلات للفلسطينيين.

أين مصر؟

ولفت ليفانون إلى أنه منذ التوقيع على اتفاق السلام مع إسرائيل، وقفت مصر في مكانة الصدارة في كل ما يتعلق بتل أبيب والشرق الأوسط. 

فالقاهرة مشاركة في إيجاد حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، تتوسط مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، وتدخلت بصمت مع تركيا لمنع أسطول مرمرة وإدارة محادثات خلف الكواليس مع رئيس النظام السوري حافظ الأسد لدفع التسوية إلى الأمام، "وهذه مجرد قائمة جزئية".

ورأى السفير السابق بأنه مع دخول الإمارات على خط السلام مع إسرائيل، قد تفقد مصر صدارتها، وإذا انضمت دول عربية أخرى لمسيرة التطبيع، فقد تفقد مصر المزيد من قوة نفوذها أمام تل أبيب. 

ويشير ليفانون إلى أن اللاعبين العرب الجدد سيتنافسون فيما بينهم على من يساعد الفلسطينيين أكثر وتحويل المأزق والحصار في المسألة الفلسطينية إلى نفوذ لدول الخليج. 

وينبغي الافتراض بأن مصر تنظر إلى ذلك بشكل قليل من انعدام الراحة، كما أن وصول المصلين من الخليج إلى المسجد الأقصى سيعظم تأثير الإمارات، إلى ما هو أبعد بكثير من حجمها في العالم العربي، بحسب ليفانون.

وتابع السفير السابق بأنه في نظر إسرائيل، لا تزال الصدارة في يد مصر ويجب أن تبقى هكذا.

فالدولتان ترتبطان بمواضيع ثقيلة الوزن: "الحرب ضد الإرهاب الإسلامي الراديكالي، مسألة غزة وحماس واتفاقات الغاز بين الدولتين بمشاركة اليونان وقبرص"، وفق تعبيره.

ويحتمل جدا أنه إذا ما تطور الاتفاق مع الإمارات إلى علاقات ذات مغزى تفسر كتطبيع رسمي، فان هذا سيحث السيسي على تحسين العلاقات الثنائية مع إسرائيل، والتي توجد اليوم في منطقة قريبة من الصفر، بحسب ليفانون.

وأشار إلى أن "هذا تحد للرئيس المصري، والأمل هو أن يسير في طريق التطبيع التدريجي الذي يعزز مكانة ودور مصر في المنطقة لمنفعة إسرائيل".

وأنهى مقالته بالقول: من المهم تثبيت التطبيع مع الإمارات على أساس صلب وذلك لتشجيع الآخرين للسير على نهجها.