أشبه بحرب أهلية.. لماذا تعد انتخابات نوفمبر الأصعب في تاريخ أميركا؟

قسم الترجمة - الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

مع حلول الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، تجري الولايات المتحدة الأميركية 3 انتخابات، رئاسية، وبرلمانية (متمثلة بالكونجرس) وتشمل مجلسي النواب والشيوخ.

وتحظى الانتخابات الأميركية المرتقبة باهتمام كبير؛ كونها ستحدد بقاء الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض أربع سنوات أخرى من عدمه.

كما أن الكونجرس يستعد لانتخابات بالغة الأهمية؛ إذ يجري اقتراعا على كامل مقاعد مجلس النواب كل سنتين، ويُجدد ثلث مقاعد مجلس الشيوخ تقريبا كل دورة انتخابية. 

وفي عام 2020، سيُنتخب 435 عضوا مصوتا لمجلس النواب، بينما يشهد هذا العام تنافسا على 35 مقعدا في مجلس الشيوخ في جميع أنحاء البلاد.

وفي الولايات المتحدة حيث ينتمي الرئيس الحالي إلى الحزب الجمهوري، يشكل الديمقراطيون في مجلس النواب والجمهوريون في مجلس الشيوخ الأغلبية. 

مناخ وبائي

الفرق في هذه الانتخابات عن السابقة أنها تجري في مناخ وبائي قتل فيه أكثر من 180 ألف شخص في الولايات المتحدة. وبسبب إجراءات مكافحة فيروس كورونا، يعاني الاقتصاد الأميركي من ركود سيستغرق سنوات عديدة للتعويض.

الاحتجاجات المناهضة للعنصرية التي بدأت بعد مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد على يد الشرطة البيضاء في 25 مايو/أيار ما زالت مستمرة، كما أن الاضطرابات الاجتماعية بالولايات المتحدة في ذروتها.

كان آخرها نهاية أغسطس/آب 2020، في ولاية ويسكونسن عندما أطلقت الشرطة النار على أميركي أسود وأصابته بجروح خطيرة في ظهره. من ناحية أخرى، لقي شخصان مصرعهما نتيجة إطلاق النار بعد أن شاركا في تظاهرات مناهضة لدونالد ترامب. 

أيضا في الاحتجاجات المناهضة للعنصرية التي جرت في بورتلاند بولاية أوريغون، أدى إطلاق النار وقتل مراهق مؤيد لترامب هذه المرة إلى زيادة التوتر. 

كل هذه التطورات، بحسب صحيفة يني شفق التركية، تجعل الانتخابات الأميركية تجري في بيئة "حرب أهلية" محاطة بـ "حروب ثقافية". في المقابل يلقي ترامب والجمهوريون باللوم على حكام ورؤساء بلديات ديمقراطيين في أعمال العنف.

وبدورهم، يتهم الديمقراطيون ترامب الذي اعتلى المنصة بشعار "القانون والنظام" بالاستفادة من بيئة الفوضى ويقولون إنه غير مناسب لمكافحة الوباء، ويدفع الجماعات العنصرية البيضاء إلى العنف.

في المقابل، يتهم الجمهوريون المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن بأنه دمية في يد الجماعات اليسارية والفوضوية التي تريد لأميركا الانهيار.

ووفقا للجمهوريين، تُستخدم تدابير المسافة الاجتماعية المتخذة لمكافحة الوباء أيضا كذريعة لـ "تمهيد الطريق للاشتراكية". ويقول ترامب: إنه إذا فاز بايدن، فلن تكون أميركا، حيث يزعم أن الصين قد اشترته.

تدخلات محتملة

كما قوبل إعلان جهاز الاستخبارات الأميركية بأنه لن يقدم إحاطة شفوية للكونغرس بشأن مزاعم احتمال تدخل الصين وروسيا في الانتخابات بردود فعل. ويقول الجمهوريون: إن هذا الإجراء تم اتخاذه بسبب تسرب معلومات سرية إلى وسائل الإعلام. 

وكان مكتب الاستخبارات قرر إيقاف جلسات الإحاطة العلنية للمشرعين بشأن أمن الانتخابات والتدخل الأجنبي، خوفا من تسرب معلومات حساسة وسيستعيض المكتب عن ذلك بإصدار تقارير مكتوبة.

وفي رد غاضب، اتهم الديموقراطيون المكتب بالتخلي عن مسؤوليته في إبقاء الكونجرس على اطلاع بآخر المستجدات كما اتهموا إدارة ترامب بالتقليل من أهمية التهديدات التي تواجهها الانتخابات من قبل روسيا ودول أخرى.

وقالت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، والرئيس الديمقراطي للجنة المخابرات بمجلس النواب، آدم شيف: إن للمواطنين الحق في معرفة كيف تحاول القوى الأجنبية تقويض الديمقراطية الأميركية.

في إحاطة استخبارية سبق تقديمها إلى الكونجرس، ذكر أن التدخل الصيني والروسي في انتخابات 2020 أمر محتمل. وعليه، تريد الصين فوز بايدن، في حين ترغب روسيا بفوز ترامب. 

ويجادل بعض المحللين بأن ترامب سيخسر الانتخابات؛  بل إن هناك حديثا عن احتمال خسارة الجمهوريين لمجلس الشيوخ. 

وتقول صحيفة يني شفق التركية في مقال للكاتب عبد الله مراد أوغلو: إن احتمال خسارة الجمهوريين للرئاسة ومجلسي النواب والشيوخ هو أيضا السبب وراء مرور انتخابات 2020 في بيئة قاسية للغاية، خاصة وأن الانتخابات تجري في مزاج "الفائز يأخذ كل شيء، ومن يخسر يفقد كل شيء". 

وتابع: "لهذا السبب يتم إقحام نظريات المؤامرة في كافة مراحل الانتخابات"، مضيفا: "في انتخابات 2020، هناك حديث عن مجموعة من 10 ٪ مترددة في إعطاء أصواتهم لترامب أو بايدن وكلا الجانبين يعملان للتأثير على قرار هذه المجموعة". 

من ناحية أخرى، ينفذ الديمقراطيون حملات للأجيال الشابة التي لم تصوت في الانتخابات السابقة للتصويت في هذه الانتخابات، ويعتقد أن زيادة المشاركة ستزيد من فرص الديمقراطيين حيث تركز حملاتهم على الناخبين الذين يكرهون ترامب.

أخيرا، في هذه الانتخابات، هناك أشخاص يريدون التصويت عبر البريد بدلا من الذهاب إلى صناديق الاقتراع بسبب وباء "كوفيد -19".

وبحسب استطلاعات الرأي، فإن ثلثي هذه الشريحة يميلون إلى الديمقراطيين ومن الطبيعي أن ترامب يعترض على التصويت بالبريد. وعليه، يتهم الديمقراطيون ترامب بتعطيل الناخبين الراغبين بالإدلاء بأصواتهم عن طريق البريد.

باختصار، تعتبر انتخابات 2020 لحظة تاريخية في اتخاذ القرار بالنسبة للولايات المتحدة؛ لهذا السبب، يبدو أن الانتخابات ستكون الأصعب في التاريخ الأميركي، وفق الصحيفة.