"يوتيوبرز" ومنصات.. هؤلاء سفراء السيسي في معركة السوشيال ميديا

أحمد يحيى | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

عبر مجالس وهيئات صنعها على عينه، نجح نظام عبد الفتاح السيسي في تأميم القنوات الفضائية وتكميم الصحافة في مصر، لكن ظل شغله الشاغل وأرقه المستمر متمثل في كيفية مواجهة مواقع التواصل الاجتماعي وإعلام السوشيال ميديا الذي يستحيل ترويضه والتحكم فيه مثلما فعل مع القنوات والصحف.

معركة السوشيال ميديا في محتواها وأسلوب إدارتها، تتجاوز طريقة إدارة الصحف والقنوات الفضائية، وإعادة هيكلة ماسبيرو "التلفزيون الرسمي" الذي يضم بين جنباته نحو 50 ألف موظف وفشل في الخروج بإعلام منافس.

يعمل نظام السيسي على كبح جماح السوشيال ميديا، عبر خطين متوازيين، الأول وهو القبضة الأمنية التي عبر عنها في أبريل/ نيسان 2016 بقوله: "أنا ممكن بكتيبتين أدخل على النت وأعملها دايرة مقفولة، وأخلي الإعلاميين ياخدوا منها أخبار وشغل"، وفي يوليو/تموز 2018، أبدى السيسي غضبا شديدا بسبب وسم حمل عنوان "ارحل يا سيسي" فهدد وتوعد.

أما الخط الثاني الذي يتبناه السيسي في مواجهة الإعلام الجديد، هو صناعة منصات مثل "كايرو تايم" و"سفراء الإعلام الجديد"، بجانب صناعة شخصيات قادرة على توجيه الرأي العام، وهو ما برز بوضوح مع ظهور "اليوتيوبرز".

"كايرو تايم" 

قبل قرابة عام، ظهرت منصة المحتوى "كايرو تايم"، وحققت انتشارا كبيرا في الأوساط الشبابية عبر السوشيال ميديا، ورغم ذلك ظلت أسئلة تتردد، من القائم على المنصة؟ ومن يمثل الهيكل الإداري الذي يدير ذلك العمل الضخم؟ ويموله على صعيد الإنتاج والتسويق؟ دون إجابات.

في أكتوبر/ تشرين الثاني 2019، نشرت منصة "كايرو تايم" أول محتوى لها على القناة الخاصة بها من خلال "يوتيوب" بعنوان "أين مركز القاهرة؟" عبر تقديم وجه جديد تدعى "رنا عثمان".

وعرفت المنصة نفسها: "كايرو تايم هي أول قناة ترفيهية عربية تنتج محتوى 4K مباشر لجمهور الديجيتال، أسسها مجموعة من الشباب للارتقاء بالمحتوى الثقافي والترفيهي على يوتيوب وفيسبوك".

وفي 13 أغسطس/ آب 2020، كتبت المنصة عبر صفحتها بفيسبوك احتفالا بالوصول إلى مليون متابع: "ناس كتير مؤخرا اتهمتنا إننا موجهون ولينا توجهات سياسية أو دينية مع العلم إننا حاولنا بقدر الإمكان نبعد عن السياسية والدين رغم كل العروض والإغراءات اللي اتقدمتلنا، المنصة بالفعل مالهاش أي توجه غير الارتقاء بالمحتوى المصري والعربي". 

وأضافت: "لازم نعترف إنه كان عندنا بعض المشاكل وخصوصا في الإعداد، بس دي أخطاء غير مقصودة ناتجة عن ضغط الشغل وعدد الأفراد القليل اللي بينفذه.. كايرو تايم قايمة على المجهودات الذاتية".

على مدار أشهر، لم يتصدر المشروع إلا اسم المخرج عادل رضوان فقط، بالإضافة إلى فريق العمل، لكن من يتابع المنصة خاصة من المتخصصين لا بد أن يخرج بانطباع يقيني أن "كايرو تايم" لا تعمل بمفردها، وبجهود ذاتية في إنتاج وتسويق المحتوى الخاص بها، ومن المؤكد أنها تعتمد على مجموعة من الشركات للقيام بتلك المهمة.

على سبيل المثال تأتي شركة "نيو إيدج برودكشنز" العاملة في مجالي الاتصال والإنتاج السمعي البصري، ضمن المتعاونين مع "كايرو تايم"، وهي شركة كتب عنها صاحبها المخرج عادل رضوان، أنها ستكون رائدة في مجال الإنتاج الإعلامي.

أما في مجال التسويق الإلكتروني، فتعتمد "كايرو تايم" على شركة "ميديا بلس"، وهي شركة إنتاج مصرية أسسها أيضا المنتج عادل رضوان، أُنشئت عام 2005، وعملت لفترة طويلة في مجال الحملات الإعلانية والتسويق الإلكتروني.

كما عملت "ميديا بلس" مع عدد من شركات المنتجات العالمية الكبرى في مصر، وكذلك إدارة حملات إعلانية لمجموعة من أبرز الأعمال الفنية، وفي عام 2016، دخلت إلى مجال الإنتاج الفني السينمائي، وهي التي تحتكر إنتاج "الاسكتشات" و"الأفلام القصيرة" المعروضة على منصة "كايرو تايم"، وتقوم بتسويقها أيضا.

رموز المنصة

بتفنيد فريق العمل داخل منصة "كايرو تايم" وبالبحث في توجهاتهم، وتاريخهم المهني، تبرز العديد من علامات الاستفهام والأسئلة الجوهرية، عن علاقة جزء منهم بالصحافة والإعلام، وصناعة المحتوى، أما الجزء الآخر عن مسلكه، وتوجهاته السياسية، وقيامه بالانخراط في ذلك المشروع، وكانت أهم شخصيات المنصة كالآتي: 

1- عادل رضوان 

المخرج والمنتج عادل رضوان، يعتبر الشخص الأبرز والأهم في منصة "كايرو تايم"، والذي يمتلك كل خيوط الإدارة، وهو صاحب شركة "ميديا بلس" التي اعتادت أن تعمل في الإعلانات ثم التسويق الإلكتروني.

وفي عام 2016 أنتج فيلم "رؤية" ليكون باكورة أعماله، وهو الفيلم الذي خسر بسببه أموالا طائلة بعد خلاف مع الممثلة المصرية "غادة عبد الرازق" التي انسحبت من بطولته ورفضت رد المبلغ الضخم الذي تقاضته.

ويعتبر رضوان ذو علاقات متعددة ومتشعبة بمجموعة كبيرة من الفنانين الذين دعموا "كايرو تايم"، وشاركوا أحيانا في صناعة محتواها، مثل "راندا البحيري"، و"عمرو عبد العزيز".

وفي 2 ديسمبر/ كانون الأول 2020، كتب عادل رضوان عبر حسابه بموقع "فيسبوك" أنه فكر في الانتحار بسبب تلك الخسائر.

  

2- آلاء عاطف 

أصبحت آلاء عاطف من أبرز مقدمي المحتوى على منصة "كايرو تايم"، أما خلفيتها المهنية فلا علاقة لها بالصحافة وصناعة المحتوى والمعلومات، لتثار شبهات أخرى حول مواصفات اختيار القائمين على المنصة.

فهذه الفتاة ظهرت على الساحة عندما توجت بلقب ملكة جمال مصر في أغسطس/ آب 2019، واحتفت بها على نطاق واسع قناة "صدى البلد" التي تبث باللغة الإنجليزية على يوتيوت والمملوكة لرجل الأعمال محمد أبوالعينين، المقرب من السيسي.

آلاء عاطف منحازة بشدة لنظام السيسي، ففي فبراير/ شباط 2020، نشرت صورة لها على موقع "إنستغرام" وهي تشارك في اجتماع وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، هالة السعيد، حول رؤية مصر 2030، في مقر حزب "مستقبل وطن"، الذراع السياسي للسيسي.

وفي 1 مايو/ أيار 2020، نشرت أيضا صورة لها عبر "إنستغرام" وهي تؤدي التحية العسكرية للجيش المصري، وتطلب من المواطنين "المدنيين" تأدية التحية العسكرية!.

 

3- نوران خليل 

مطربة وفنانة استعراضية، كانت مغمورة حتى وقت قريب، ثم استعان بها المنتج عادل رضوان، في منصة "كايرو تايم" لتقديم المحتوى السياسي والاجتماعي، رغم أن وجودها كان يقتصر على تقديم الأعمال الغنائية والاستعراضية ضمن فرقة "فابريكا"، وكانت تشارك بشكل مستمر في مهرجان "الجونة" السينمائي، الذي يقام سنويا برعاية رجل الأعمال المقرب من النظام نجيب ساويرس.

كذلك استضافتها الإعلامية منى الشاذلي، بصفتها "مطربة"، وشاركت أيضا ضمن استعراضات "SNL" أو "ساترداي نايت لايف بالعربي" الذي عرض في مواسم متتالية على قنوات "CBC والنهار وON-E"، واستمر ذلك إلى أن ظهرت بقوة على رأس مقدمي المحتوى في "كايرو تايم" بتوجهات سياسية محددة.

4- ميرا سامي

من الدلالات المؤكدة أيضا على توجهات "كايرو تايم"، الداعمة للسيسي، وجود ميرا سامي ضمن مقدمي المحتوى، وقد عملت مسبقا "فويس أوفر (تعليق صوتي)" في راديو حريتنا، وكمذيعة في برنامج "نفسنة جوت تالنت" الذي عرض على قناة "القاهرة والناس" لصاحبها طارق نور.

وفي 21 يونيو/ حزيران 2019، شاركت في انطلاق الملتقى الدولي لمبدعي المنصات الرقمية "UNCOVER 19"، وهو الملتقى الذي أعلن أنه يهدف إلى استعراض ما وصلت إليه مصر في هذا المجال وتأثير ذلك على المنطقة المحيطة بها والعلاقات التي تجمعها مع دول مختلفة من العالم في هذا المجال.

الملتقى أشاد بالسياسات المشجعة التي تتبناها الحكومة بقيادة عبد الفتاح السيسي لملاحقة التطور التكنولوجي في مختلف المجالات.

وظهر مدى تحيز ميرا سامي للنظام المصري، عندما كتبت عبر تويتر في 22 مايو/ أيار 2020، "تخيل يدفعوا ملايين علشان ناس البلد دي تاكل في بعض ويجي مسلسل يحولهم لميت مليون فدائي لاسمها"، في إشادة بمسلسل "الاختيار"، الذي أنتجته شركة "سينرجي" التابعة للمخابرات، ومثل الرواية الأمنية للنظام لما يحدث في سيناء من اضطرابات.

ورغم ما تحققه منصة "كايرو تايم" من تقدم في مجال صناعة المحتوى، وغزوها للسوشيال ميديا، التي طالما استعصت على أجهزة السيسي، وسببت له  حالة من القلق البالغ، إلا أن النظام لم يكتف بها فقط، بل أشرف على صناعة أوجه أخرى لتقديم المحتوى.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

#marmora #radio #mic #love #soooooooon #making #work *_* انتظروا المفاجأة قريباً ;)

A post shared by Mira Samy (@mira_samy1) on

 

سفراء النظام 

مع حلول 17 أغسطس/ آب 2020، وتحت دعوى تعزيز الهوية المصرية، أطلقت وزارة الإعلام منصة "سفراء الإعلام الجديد" بهدف جمع أكبر عدد من الشباب المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت مظلة الوزارة، ويد الدولة، على أن يتم اختيار الأفكار والكوادر الأكثر تأثيرا لمنحهم لقب سفراء الإعلام الجديد.

وأوضحت الوزارة أن أهداف المنصة تتمثل في دمج المؤثرين من الشباب في تطوير منظومة التواصل والإعلام الجديد، وتجميل صورة النظام في الإعلام الجديد، وتقليص الفجوة بين الإعلام الجديد والإعلام التقليدي، فضلا عن تعزيز الهوية المصرية.

وتلك المبادرة جاءت ضمن رؤية "2030" للسيسي، باعتبار المنصة حلقة وصل بين الشباب والدولة، حيث سيمثل السفراء صوت الشباب داخل المؤسسات الرسمية.

وتستقبل وزارة الإعلام من خلال موقعها الإلكتروني، والمنصات التابعة لها عبر صفحات مواقع "التواصل الاجتماعي"، ترشيحات الشباب من خلال ملء استمارات خاصة بها.

ومن تلك الصفحات التي تتلقى الاستمارات "ماسبيرو الأصل" التي تروج بشدة لذلك المشروع، وتحظى بدعم جهات أمنية.

من الذين يقومون بالتفاعل والمتابعة داخل الصفحة اللواء إبراهيم شكري، مدرس القانون باللغة الفرنسية داخل أكاديمية الشرطة، والذي يظهر بشكل مستمر على وسائل الإعلام، ليحذر من خطورة السوشيال ميديا، ويهاجم معارضي النظام.

صناعة مخابراتية 

محاولات نظام السيسي الحثيثة لإحكام قبضته على السوشيال ميديا وتوجيهها، مستمرة منذ فترة طويلة، وفي 6 يناير/ كانون الثاني 2020، نشرت صحيفة "الاستقلال" تقريرها بعنوان "يوتيوبرز السيسي".. كيف وظفتهم المخابرات لتلميع صورة النظام؟".

تم رصد مجموعات من اليوتيوبرز التابعين للسيسي، للقيام بتلك المهمة، من بينهم شريف الصيرفي، الذي يعرف نفسه كإعلامي وسياسي، وله قناة شهيرة على "يوتيوب"، بالإضافة إلى صفحة واسعة الانتشار على فيسبوك، والتي يستخدمها لدعم نظام السيسي، ومهاجمة المعارضة.

كذلك اليوتيوبرز أمل عبد الله، التي تعرف نفسها بـ"الكائن الموللي"، التي تعد أحد أذرع كتيبة اليوتيوبرز المخابراتية الداعمة لنظام السيسي، حيث رفعت في 25 سبتمبر/ آب 2019، عبر صفحتها الرسمية، صورة للواء عباس كامل، مدير جهاز المخابرات العامة، وعلقت عليها بكلمة "أبانا".

ورغم أن "الكائن الموللي" ناشطة على السوشيال ميديا، وغير إعلامية، لكن برامج التوك شو اهتمت بها وأفردت لها مساحات مثلما حدث في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، حينما تناول الإعلامي رامي صبري حلقتها عن "جيش المكرونة" بالشرح والتحليل.

وتأتي أيضا في السياق قناة "لمبة"، التي دشنها الإعلامي لؤي الخطيب، الذي يعرف نفسه قائلا: "صحفي تليفزيوني، لديه خبرات كونها من العمل لصالح العديد من القنوات منها TeN وcbc والنهار.. يخوض الآن تجربته في تقديم البرامج مع برنامج (لمبة)". وكل تلك القنوات تابعة لأجهزة المخابرات.