قناة عبرية تكشف "العالم السري" للمعهد البيولوجي الإسرائيلي

12

طباعة

مشاركة

نشرت "قناة 12" العبرية، تقريرا كشفت فيه نشأة وأسرار المعهد البيولوجي الإسرائيلي السري، واللقاحات التي يطورها، وعن مكانته بالنسبة لتل أبيب، وعمليات اغتيال الفلسطينيين التي كان له الدور الفعال فيها، وذلك من خلال تطويره للسموم التي وضعت لهم.

وقالت القناة العبرية في تقريرها للكاتب كرميل ليبمان: إنه "في إسرائيل وبكل العالم يقضمون أظافرهم للحصول على اللقاح الذي سينقذ العالم من كورونا وعندما ننظر إلى الشركات الكبيرة المنافسة نجد المعهد البيولوجي بمدينة نتسيونا بمكانة مرموقة وهو معهد بحثي أنشئ لهدف الدفاع".

وأضاف: أن "المعهد تحول للدفاع عن التهديدات الكيميائية والبيولوجية، وبعدها تم تجنيده مرة أخرى لمهام مدنية جرى وضعها على رأس الأولويات القومية، وأنه في هذه اللحظات تقدمت إسرائيل عن دول العالم بالكثير من الأشياء، أي المقصود به التقدم بشيء إضافي".

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فبراير/ شباط 2020 أنه ألقى المهمة على المعهد وبعد ثمانية شهور من هذا الوقت من المتوقع أن تبدأ المحاولات على البشر في اللقاح الذي تم تطويره ضد كورونا، وهذا سيكون بعد روسيا بقليل التي أعلنت عن تصنيع كبير للقاح بعد المحاولات التي أعلنت عنه شركات الأدوية الأميركية "مودرنا" وجامعة أوكسفورد بإنجلترا.

العالم السري

وأوضح الكاتب أن هذا المعهد على العكس من شركات الأدوية الجامعية "المختبرات"، فما يحدث في المعهد البيولوجي يحفظ سرا، إذ على مدى سنوات يعرف المعهد بأنه جزء من العالم الأمني السري، فموظفو المعهد بمن فيهم الذين استقالوا وأنهوا خدماتهم به لا يتكلمون مع الإعلام إلا قليلا.

ونقل ليبمان عن الدكتور يهوشاع نوزس- الذي كان على مستوى رفيع بالمعهد- قوله: إنه يوجد بالمعهد 350 موظفا ومن الصعب جدا الحصول على الدعم بكل شيء.

وأشار نوزس إلى أن المهمة صعبة وخاصة جدول الأعمال ولكن لا يقلل من قدرة موظفيه المهنية "فإنجاز المعهد يخرج عن التوقعات وهذا بالضبط ما يناسب أهدافه"، لافتا إلى أن "هذا معهد تطبيقات سار على طريقة تم تطويرها عام 2003 ونجحت، فهذا ليس اختراقا ولكن كل الاحترام لهم".

وبخصوص أهداف المعهد ووصفه، قال التقرير: "يعمل بالمعهد أطباء بتخصصات خبراء كيميائيين وبيولوجيين واقتصاديين وبمجال علوم البيئة ويقع مكانه بمدينة نتسيونا، وهو محاط بالنباتات الخضراء والبيوت الشخصية فقط ما يشير إلى أنه أحد المواقع السرية، السياج العالي".

وأوضح التقرير أن "الهدف المعلن للمعهد هو تقديم إجابة علمية قومية بمجال الكيمياء والبيولجيا لدولة إسرائيل، فالمعهد عبارة عن وحدة موثوقة، ملتصق مباشرة بمكتب رئيس الوزراء وهو يشبه الموساد، والشاباك ولجنة الطاقة الذرية".

ونوه الكاتب ليبمان إلى أنه "حسب ما نشر بعدة وسائل إعلامية مختلفة عدا عن تطوير الوسائل الدفاعية بهذا المعهد، طورت به خلال سنوات عدة أسلحة كيميائية وبيولوجية وتم  استخدامها ضد أعدائنا".

وأضاف ليبمان: يوجد لهم بيولوجيا جزئية جيدة وأقسام متفوقة للكيمياء، إذ يصف الدكتور نوزس قدرة المعهد بأنهم جيدين بالدفاع ضد الأسلحة الكيميائية والبيولوجية ولكنهم لا يستطيعوا فعل كل شيء، ويعمل هناك حوالي 100 عالم والباقي تقنيون وموظفون ومن يقرأ الصحف يعلم بأنهم أرادو إغلاق قسم اللقاحات، ولكن فيروس كورونا أنقذهم.

تسميم "مشعل"

وأشارت القناة العبرية إلى أن مؤسسي المعهد البيولوجي يتبعون لقسم بحوث علوم الطاقة الذرية، الذي تأسس بمساعدة باحثين من الجامعة العبرية بالقدس وكلية التقنيات بحيفا، ومع تأسيس الجيش الإسرائيلي، غيّرت الوحدة اسمها لسلاح العلوم وتم دمجها بقسم العمليات.

ونجح سلاح العلوم بتطوير وسائل قتالية بحرب الاستقلال قبل أن يفكك عام 1952، وبالعام نفسه تم دمج مجموعة من الباحثين من سلاح العلوم مع باحثين من الأكاديمية وأنشؤوا "معهد العلوم البيولوجية بإسرائيل" ومقره منذ ذلك الحين "نتسيونا" وهوعلى مدى أعوام يقدم نشاطاته تحت السرية، وتحدثت عن نشاطاته العسكرية  وسائل إعلام غربية.

وبحسب تقرير القناة العبرية، فإن مصادر غربية ربطت المعهد الإسرائيلي على الأقل بثلاثة أحداث منها محاولة إسرائيل تسميم قيادات بالتنظيمات الفلسطينية.

ولفت الكاتب إلى أنه في عام 1997 بعد أشهر عدة من العمليات المؤلمة، جعلت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقرر اغتيال قائد "حماس" حينها خالد مشعل، أثناء وجوده بالأردن والطريقة التي تم اختيارها كانت هادئة جدا حتى لا يتم إحراج الأردنيين.

وتابع: ويقوم عملاء الموساد بنصب كمين لمشعل وعند خروجه من السيارة يقوموا برش السم القاتل على جسده والذي بدوره سيؤدي لانهاير جسده خلال 48 ساعة.

وكانت الصحيفة البريطانية "بورين ريفورت" قد تحدثت عن السم المستخدم بمحاولة اغتيال خالد مشعل، من الموساد الإسرائيلي الذي جرى تطويره بمعهد بيولوجي.

وفي السياق ذاته، رأت المجلة الأميركية "فورين بوليسي" أن الحديث يدور عن "البينتيال" هو سم أفيوني المفعول قوي التأثير ويمكن استخدامه كرذاذ وممكن أن يصنع منه سموم تناظرية قوية جدا.

بنهاية الأمر بعد أن تم اعتقال عميل الموساد من السلطات الأردنية اضطررت إسرائيل إلى الاعتراف بمحاولة الاغتيال، ووفرت لمشعل المضاد وأنقذت حياته.

سم بالشوكولاتة

ولفتت القناة العبرية إلى أن مصادر غربية تحدثت عن مشاركة المعهد البيولوجي بتصنيع سم لاغتيال الفدائيين الفلسطينيين، مشيرة إلى أن وديع حداد من قيادات "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، مات بالمرض بإحدى المستشفيات شرق ألمانيا عام 1978.

وحسب حديث الصحفي الإسرائيلي أهرون كلاين صاحب كتاب "حساب مفتوح"، فإن الموساد هو من قام باغتياله بواسطة إدخال سم قاتل للشوكولاتة البلجيكية عالية الجودة التي قام بأكلها حداد.

وأشار الكاتب إلى أن مصادر غربية نسبت عملية اغتيال محمد المبحوح القيادي بحركة حماس في مدينة دبي عام 2010 ونسبت للمعهد البيولوجي تصنيع السم الذي استخدم باغتياله.

ولفت ليبمان إلى أن الباحث الدكتور الأميركي الإسرائيلي أفنير كوهين، قال بإحدى مقالاته: "إسرائيل وسلاحها الكيميائي والبيولوجي: تاريخ الردع وسيطرة التسلح" إن "المعهد البيولوجي لم يفرق بأيامه الأولى بين البحث الصناعي والبحث التطويري الهجومي".

وأنهى ليبمان تقريره في "قناة 12" العبرية، بما كتبه كوهين، قائلا: إن "برامج السلاح الكيميائية البيولوجية لم تكن غير قانونية دوليا أو حتى تتعارض مع المعايير الدولية".