وقف الحرب في ليبيا.. كيف أجبرت الوفاق السيسي وابن زايد على تجرع السم؟

أحمد يحيى | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

عندما دخل الجيش الألماني باريس يوم 14 يونيو/ حزيران 1940، بعد إلحاق هزيمة فادحة بقوات الحلفاء والجيش الفرنسي، في خضم أحداث الحرب العالمية الثانية، قال رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل جملة شهيرة: "الانتصار في الحروب لا يتم بالانسحاب أو فقدان الأرض".

بمجرد أن أعلن طرفا النزاع في ليبيا، قوات حكومة الوفاق في طرابلس ومليشيات حفتر في الشرق، وقف القتال حتى أعلنت الأذرع الإعلامية الداعمة لحفتر في مصر والإمارات أن دولهم هي من أجبرت الوفاق وتركيا على وقف الحرب.

الوقائع على الأرض مؤخرا تكذب "محور الشر" الداعم لحفتر، لأن المهزوم ومن فقد الأرض وأجبر على الانسحاب منها هو حفتر وداعموه، وليس الوفاق، ومن غير المعادلة في الصراع هو دخول تركيا إلى ساحة المعركة.

وبينما يحاول إعلام المحور المؤيد لحفتر في القاهرة وأبوظبي، تصوير وقف إطلاق النار على أنه، إنجاز لهم، ومن وحي إرادتهم، تكذب التحولات التي حدثت وواقع الهزائم تلك الادعاءات.

قلب الحقائق

قبل أكثر من عام من الآن، حقق حفتر انتصارات ساحقة، حتى وصل إلى تخوم العاصمة الليبية طرابلس، وكانت على وشك السقوط، وكان المشروع المصري الإماراتي لإحلال نظام عسكري في ليبيا على وشك الإعلان.

لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، عندما تلقى حفتر هزائم مروعة من قبل قوات الوفاق المدعومة من تركيا، ليفقد مساحات شاسعة من الأراضي، بالإضافة إلى خسائر مادية ومعنوية ضخمة، ليتبدد حلم السيطرة والحكم، ويفرض عليه واقع المفاوضات التي تجرعها حلفاؤه مصر والإمارات على مضض.

في 21 أغسطس/ آب 2020، أصدر طرفا النزاع في ليبيا أوامر بوقف جميع العمليات القتالية، وسط ترحيب كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا وألمانيا وروسيا وإيطاليا وكندا وقطر ومصر، باتفاق وقف إطلاق النار كمقدمة لتسوية سياسية.

وأصدر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج تعليماته بوقف جميع العمليات القتالية في كل الأراضي الليبية سعيا لاسترجاع السيادة على كامل البلاد وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة، وفق ما جاء في تعليمات السراج.

وكان من أبرز بنود الاتفاق بين الطرفين المتنازعين، بدء تصدير النفط ووضع حقول النفط تحت تأمين الشركة الوطنية للنفط فقط، ما يعنى خسارة بالغة لنفوذ حفتر الإستراتيجي والمالي، الذي كان يسيطر وحده على تلك العملية. 

كذلك تم الاتفاق على أن تكون مدينتا سرت والجفرة، منزوعتي السلاح، بشرطة مشتركة تحافظ على الأمن، وكانت هذه المناطق الإستراتيجية خاضعة بالكلية لنفوذ حفتر، وأقلق سقوطها في يد الوفاق رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، واعتبرها "خطا أحمر".

ورغم أن تلك الإجراءات جاءت بعد حرب ضروس على مدار أكثر من عام، ودعم مطلق من القاهرة وأبوظبي لحفتر الذي تأكد فشله وهزائمه المتتابعة، لكن الأذرع الإعلامية لداعمي حفتر قلبت الحقائق، وصورت تطورات الأحداث وإعلان وقف إطلاق النار بأنه انتصار لإرادة السيسي ومحمد بن زايد.

الصحفي مصطفى بكري غرد على تويتر يوم 21 أغسطس/ آب 2020، قائلا: "إعلان القاهرة وموقف مصر الداعم للسلطة الشرعية في ليبيا وتحذير الرئيس السيسي من تجاوز خط سرت - الجفرة وصمود الجيش الليبي، كلها عوامل أجبرت حكومة أردوغان وتابعها السراج على إعلانها الاستعداد لوقف إطلاق النار في ليبيا".

وهي التحليلات المنافية لحقيقة الوضع، وطبيعة المعركة التي كانت دائرة، وبالعودة إلى التاريخ القريب سنجد من حجم التحولات والإخفاقات لحفتر، دليلا أنه لم يبق أمام حلفائه إلا المفاوضات والإقرار بالأمر الواقع. 

بيان حكومة الوفاق بوقف إطلاق النار

مسارات الحرب 

الخط الزمني للمعركة بين حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، وقوات الجنرال الانقلابي المتقاعد خليفة حفتر، أخذت منحنيات متصاعدة ومتباينة، بدأت بهجوم شرس استهدف إسقاط العاصمة الليبية (طرابلس) في يومين، وانتهى بعد قرابة عام بهزيمة نكراء، وسقوط مدو لحفتر وداعميه الإقليميين.

جاء تسلسل الأحداث في الصراع المحتدم بين الطرفين، بداية من شهر مارس/آذار 2019، إذ كانت معظم المنطقة الغربية وأجزاء كبيرة من الجنوب الليبي، تحت سيطرة القوات التابعة لحكومة الوفاق التي يقودها فائز السراج. 

وكانت السيطرة شبه مطلقة، فكل المجموعات المسلحة في تلك المناطق حتى وإن كانت تختلف فيما بينها إلا أنها أعلنت الولاء للحكومة الشرعية في طرابلس.

تغيرت المعادلة في 4 أبريل/ نيسان 2019، عندما أطلق حفتر بدعم مصري إماراتي، ساعة الصفر لاحتلال طرابلس، وقال حينها: إن "احتلال العاصمة لن يستغرق أكثر من 48 ساعة".

2019 شهد تقدم حفتر بالجنوب الشرقي للبلاد، والسيطرة على أبرز مدنه "الكفرة"، والمساحة الأكبر من الشمال الليبي، ومدينة سرت ومينائها وقاعدتها الجوية.

واستحوذ حفتر على منطقة الهلال النفطي بالكامل، بما فيه جميع حقول النفط والموانئ النفطية الأربعة (السدرة، راس لانوف، البريقة، الزويتينة)، إضافة إلى ميناء الحريقة بمدينة طبرق أقصى الشرق.

تمركز حفتر أيضا في مساحات واسعة من ساحل ليبيا الغربي، كما أخضع جنوب غرب ليبيا لسيطرة قواته، وأهم مناطقه مدينتي سبها وأوباري.

مرتزقة "فاغنر"

ونجح حفتر في احتلال مطار طرابلس الدولي، موجها ضربة قاصمة لحكومة الوفاق، وسيطر على قاعدة الوطية الإستراتيجية، بالإضافة إلى مدينتي ترهونة والزنتان، ومن خلال الدعم الإماراتي والمصري، وبإسناد مرتزقة "فاغنر" الروس، امتلك السيادة الجوية الكاملة. 

وصلت قوات حفتر إلى مناطق مؤثرة في جنوب وجنوب شرق العاصمة طرابلس غرب ليبيا، أبرزها أجزاء واسعة من مدينة "بني وليد"، ومنطقة "قصر بن غشير"، كما توغلت في منطقة "عين زارة" و"أبو سليم".

سرعان ما بدأت المدن والبلدات الغربية تتساقط الواحدة تلو الأخرى في يد قوات حفتر، وسط مقاومة شديدة من قوات الوفاق والفصائل التابعة لها، والأصعب أن بعض الفصائل التابعة للوفاق قامت بالخيانة، وأعلنت تأييد حفتر، لتصل المعركة إلى الذروة. 

وقتها اختار فائز السراج إستراتيجية الدفاع عن العاصمة بضراوة حتى النهاية، لأن خسارتها هي الأخرى تعني خسران كامل البلاد، وفي ذلك الوقت كانت كل دلائل القوة يمتلكها حفتر، من السلاح والرجال فضلا عن الإسناد الجوي، بفضل الدعم المصري والإماراتي والفرنسي.

بعدها تمكن حفتر من السيطرة على سماء المعركة وقصف قوات الوفاق والأحياء السكنية في طرابلس حتى يجبر السكان على الخروج، ويحثهم على الخوف والتمرد.

تحولات فارقة

لم تستسلم حكومة الوفاق، وفي 26 يونيو/ حزيران 2019، قصفت قواتهم الجوية غرفة مركز العمليات الرئيسية في مدينة "غريان"، جنوب طرابلس، ما ساهم في تحرير عاصمة الجبل الغربي.

وفي أغسطس/ آب 2019، نفذ سلاح الجو التابع للوفاق أكثر من 700 ضربة جوية، بحسب المتحدث باسم عملية بركان الغضب محمد قنونو، وذلك وسط اشتداد هجمات حفتر.

بعدها استهدف طيران حفتر مطار مصراتة وكليتها الجوية، وكذلك مطار معيتيقة في طرابلس، وأوقع خسائر فادحة في قوات الوفاق، بهدف إخراج طيرانها من حسابات المعركة.

ومع زيادة الدعم المصري الإماراتي لحفتر لسرعة إنهاء المعركة، تسيدت قواته الجوية سماء المعركة، بينما أضحت قواته البرية على مشارف طرابلس.

وفي سبتمبر/ أيلول 2019، ازداد الوضع سوءا لحكومة الوفاق، مع دخول مرتزقة "فاغنر" إلى المعركة تحت لواء حفتر، وهم يمتلكون خبرة ضخمة في التحكم بالطائرات المسيرة ومنظومات الدفاع الجوي، بالإضافة إلى التدريب وصيانة الطائرات.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، كثف حفتر بشكل جنوني قصفه على طرابلس، ونفذ نحو 170 غارة بطائرات مقاتلة، بينها 60 غارة لطيران أجنبي، وتحديدا من مصر والإمارات بحسب شهادات قادة الوفاق الميدانيين. 

ورغم المقاومة الشرسة لقوات حكومة الوفاق والفصائل التابعة لها، لكن طرابلس كانت على وشك السقوط، وسط مخاوف من مجازر مروعة سوف ترتكب داخل المدينة على غرار ما حدث في ترهونة. 

إسناد تركي

دخلت تركيا على خط الصراع، وبدأ الإسناد الجوي حينها للوفاق حينما وصلت شحنة أسلحة تحوي  40 ناقلة مدرعة من طراز "بي. أم. سي كيربي" تركية الصنع، إلى جانب عدد من الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات وبنادق القنص ورشاشات، بهدف زيادة صمود المقاتلين على الجبهة. 

وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، بدأت موازين المعركة تتغير، عندما وقعت حكومة الوفاق اتفاقية أمنية وعسكرية مع تركيا، بعدها تمكنت قوات الوفاق من نصب منظومات دفاع جوي متطورة في كل من طرابلس ومصراتة.

وفي 2 يناير/ كانون الثاني 2020، وافق البرلمان التركي على مذكرة تفويض تسمح بإرسال خبراء ومدرعات وطائرات مسيرة من نوع "بيرقدار" و"E7T" وأنظمة تشويش من نوع كورال، لموازنة القوة أمام هجمات حفتر.

وفي 7 يناير/ كانون الثاني 2020، بدأت القوة الجوية لحفتر في التداعي، عندما أسقطت قوات الوفاق طائرة "ميغ "23 تابعة لحفتر، مع أسر طيارها عامر الجقم.

ومع حلول يوم 28 يناير/ كانون الثاني 2020، أعلنت قوات الوفاق إسقاطها طائرة مسيرة لحفتر، ليفقد سيادته على سماء المعركة في طرابلس.

هجوم كاسح

انتقلت قوات الوفاق من الدفاع إلى الهجوم، حيث تمكنت من استهداف خطوط الإمداد الطويلة لحفتر، وضرب قواعده العسكرية على طول جبهة القتال.

وفي 25 مارس/ آذار 2020، أطلقت الوفاق عملية عاصفة السلام، وبدأت الهجوم الشامل على عدة محاور جنوبي طرابلس، مستهدفة تمركزات حفتر. 

وفي نفس اليوم اقتحمت قوات الوفاق لأول مرة وبشكل مباغت قاعدة الوطية الجوية الإستراتيجية، وأسرت 27 عنصرا من مليشيا حفتر، وفي 28 مارس/ آذار 2020، بدأ طيران الوفاق يقصف غرفة عمليات سرت الكبرى.

وفي 1 أبريل/ نيسان 2020، أسقطت الدفاعات الجوية للوفاق طائرة مسيرة إماراتية جنوب بلدة العجيلات (80 كلم غرب طرابلس)، وفي 13 أبريل/ نيسان 2020، استطاعت قوات الوفاق تحرير كامل مدن الساحل الغربي (صرمان وصبراتة والعجيلات والجميل ورقدالين وزلطن)، بالإضافة إلى معسكر العسة بالقرب من الحدود التونسية، ومنطقة مليتة الإستراتيجية.

بعد هذه الانتصارات حرمت قوات الوفاق، مليشيات حفتر من المدن الإستراتيجية التي كان يستعملها كقواعد ارتكاز للهجوم على طرابلس، ما أضعف قواته المتمركزة على حدود العاصمة. 

وفي 18 أبريل/ نيسان 2020، هاجمت قوات الوفاق، مليشيا حفتر في مدينة ترهونة، من 7 محاور، وحررت مناطق جنوب مدينة القره بوللي (45 كلم شرق طرابلس)، وشمالي ترهونة، وأسرت العشرات من مسلحي اللواء التاسع ترهونة (المتحالف مع حفتر)، وسيطرت على معسكر الرواجح بالغ الأهمية. 

رقصة المذبوح

ومع توالي الهزائم بدأ حفتر يفقد توازنه العسكري والسياسي، ليفاجأ العالم كله في  27 أبريل/ نيسان 2020، بتنصيب نفسه حاكما على ليبيا، ما اعتبره مراقبون رقصة المذبوح الأخيرة قبل الموت.

وفي 5 مايو/ أيار 2020، شنت قوات الوفاق هجوما ثانيا على قاعدة الوطية وتمكنت من اقتحام إحدى بواباتها، والقضاء على قائد الكتيبة 134 المكلفة بحماية القاعدة، وعدد من العناصر المتمردة.

وفي 9 مايو/ أيار 2020، قصفت مليشيا حفتر، وبدعم مصري إماراتي، أحياء طرابلس بـ156 صاروخا وقذيفة، وتسببت في مقتل 6 مدنيين وإصابة أكثر من 10 آخرين، وفي نفس اليوم قتل وأصيب نحو 70 مسلحا من عناصر حفتر، في 6 ضربات جوية من قبل حكومة الوفاق.

وحققت قوات حكومة الوفاق في 18 مايو/ أيار 2020، انتصارا تاريخيا، عندما سيطرت تماما على قاعدة الوطية، بعد انسحاب مليشيا حفتر المتحصنة بها منذ 2014.

تم انسحاب مرتزقة "فاغنر"، وفقد حفتر السيطرة الكاملة على الجو، وأصبحت قواته تحت رحمة قصف حكومة الوفاق المستمر.

وفي 20 مايو/ أيار 2020، دمرت الوفاق 9 منظومات دفاع جوي "بانتسير" في قاعدة الوطية، وترهونة، ومحيط مدينة سرت.

وفي 22 مايو/ أيار 2020، سيطرت قوات الوفاق على معسكر التكبالي (10 كم جنوبي طرابلس) وكامل منطقة صلاح الدين، بما فيها كلية الشرطة، ومصلحة جوازات السفر والجنسية وقسم البحث الجنائي، بالإضافة إلى أجزاء واسعة من منطقة مشروع الهضبة، ومعسكر الصواريخ.

كذلك سيطرت الوفاق في 23 مايو/ أيار 2020، على معسكر حمزة الإستراتيجي بمحور مشروع الهضبة، بالإضافة إلى معسكر الصواريخ في منطقة خلة الفرجان.

وفي 24 مايو/ أيار 2020، سيطرت على معسكر اليرموك (15 كلم جنوبي طرابلس) بخلة الفرجان، أكبر وأهم معسكرات طرابلس، كما انسحب المئات من مرتزقة "فاغنر" الروسية من محاور القتال جنوبي طرابلس إلى مطار بني وليد، ونقلهم إلى وجهة غير معلومة.

 

تحرير العاصمة

في 3 يونيو/ حزيران 2020، أعلنت حكومة الوفاق تحرير مطار طرابلس، وفي اليوم التالي، أعلنت الوفاق تحرير الحدود الإدارية لمدينة طرابلس بالكامل، لأول مرة منذ العام 2014.

وفي 5 يونيو/ حزيران 2020، تمكن الجيش الليبي لحكومة الوفاق من التقدم نحو ترهونة وتحريرها بالكامل، في ضربات قاصمة لحفتر وحلفائه في القاهرة وأبوظبي.

وفي 13 يونيو/ حزيران 2020، سيطرت الوفاق على خط إمداد رئيسي يربط بين جنوب وغرب البلاد، استخدمته مليشيات حفتر لعام كامل في دعم العدوان على طرابلس بالمرتزقة والأسلحة والذخائر والعتاد والوقود، وباتت مليشياته في سبها وأوباري تحت الحصار.

واندحرت قوات حفتر من جنوب طرابلس إلى مدينتي الجفرة وسرت وسط البلاد في مسافة تقدر بنحو 500 كيلومتر.

بعدها بدأ الجيش الليبي التقدم نحو سرت والجفرة لتحريرهما من يد المتمردين، وفي تلك الأجواء كانت القاهرة والإمارات وحلفاء حفتر من كل حدب وصوب يشتعلون بالغضب بعد الهزيمة المروعة، ونهاية أحلام مشروع السيطرة على ليبيا.

فقد حفتر إيرادات النفط، بعد الاتفاق باستئناف إنتاج وتصدير النفط، على أن تودع إيراداته في حساب خاص بالمؤسسة الوطنية للنفط لدى المصرف الليبي الخارجي، ولا يتم التصرف بهذه الإيرادات إلا بعد التوصل إلى ترتيبات سياسية جامعة وفق نتائج مؤتمر برلين.

انعكاسات الهزيمة

وفي 20 يونيو/ حزيران 2020، وافق البرلمان المصري على إرسال قوات عسكرية مصرية إلى ليبيا لإنقاذ مشروعهم العسكري هناك، ولمنع سقوط باقي الأراضي في يد الحكومة الشرعية. 

بعدها بدأ يحدث تواصل دولي مكثف، ووساطات دولية لكبح جماح تطور الأوضاع، ودخول ليبيا إلى مراحل صراع أصعب قد تتطور إلى مجابهات دولية بين قوى إقليمية. 

وفي 21 أغسطس/ آب 2020، أصدر طرفا النزاع في ليبيا أوامر بوقف جميع العمليات القتالية، ورحبت كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا وتركيا وروسيا وإيطاليا وكندا وقطر ومصر باتفاق وقف إطلاق النار كمقدمة لتسوية سياسية.

الشاهد أن حفتر بدأ يفقد داعميه الذين باتوا يبحثون عن بديل له، حافظت الوفاق على الدعم التركي لها وتوثقت الروابط بين البلدين.