صحيفة إسرائيلية: هل تحصل الإمارات على أسلحة متطورة مقابل التطبيع؟

12

طباعة

مشاركة

حقائق جديدة بدأت تتكشف بشأن اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل، حيث كان أولها الحديث عن بند سري لم يجر تناوله ضمن البيانات والتصريحات الرسمية لدى أول إعلان عن التطبيع الرسمي غير المسبوق.

ففي صباح 18 أغسطس/آب أوردت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية خبرا ملفتا ومفاجئا، حيث أشار الكاتب والمحلل الأمني "ناحوم بارنيع" إلى أن مصادر في الولايات المتحدة الأميركية والإمارات كشفتا عن تعهد إدارة دونالد ترامب برفع الحظر عن الأسلحة المتطورة وهو ما أقنع ولي عهد أبوظبي.

وقال: إنه لم يتم إخبار وزيري الجيش بيني غانتس والخارجية غابي أشكنازي بذلك، أما مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقال: إن "موقفنا ضد بيع السلاح لدول الشرق الأوسط لم يتغير".

شرط أساسي

وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن هناك "بندا سريا بالاتفاق بين إسرائيل والإمارات"، مشيرة إلى أنه "يتعلق برفع حظر بيع الأسلحة الإستراتيجية للإمارات". 

وأوضحت أن "الاتفاق بين إسرائيل والإمارات يشمل بندا سريا لحصول دولة الإمارات على طائرات مسيرة ومقاتلات أميركية من طراز F35". 

وأضافت الصحيفة العبرية أن بند شراء الأسلحة الإستراتيجية من الولايات المتحدة كان شرطا أساسيا للاتفاق، ولفتت إلى أن ابن زايد قال: "بدون أسلحة لا يوجد اتفاق".

وتعقيبا على ذلك أوضح ديوان رئاسة الوزراء أن إسرائيل لم تغير موقفها المعارض لبيع أسلحة كاسرة للتوازن وتكنولوجيا أمنية متطورة إلى جميع دول الشرق الأوسط.

وأشار الكاتب والمحلل الأمني "ناحوم بارنيع" إلى أن اتفاقية التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة حدث إيجابي للغاية بالنسبة لإسرائيل، يمكن أن تسحب المزيد من الدول السنية في منطقةالخليج والعالم العربي إلى الحذو على خطاها. 

ولفت إلى أن تعليق إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية أدى إلى تحسن فوري في العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي والعلاقات مع الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة. 

وحسب بارنيع فإذا كان السعر هو صفقة السلاح، فهو يستحق ذلك. ومع ذلك، فإن طريقة إتمام الاتفاقية تثير بعض التساؤلات. 

واستغرب المحلل الأمني تستر نتنياهو على البنود السرية كمن يريد أن تكون إسرائيل تحت قيادته بكافة أنظمتها وهيئاتها ومؤسساتها، حيث فضل عدم إطلاع شريكة في الحكومة غانتس ووزارة الجيش والخارجية في التطبيع. 

فنتنياهو يرى أنه كان يخشى أن يسرب غانتس وأشكنازي السر وقال في 17 أغسطس/آب: "لم أقل إنهم سيسربون ولكن يمكنهم التحدث بلا حسيب ولا رقيب مع زملائهم ويمكن أن تخرج المعلومات".

أين السعودية؟

أما من ناحية حزب أزرق أبيض، فإن سلوك نتنياهو يشير إلى محاولته إقامة نوع من النظام الرئاسي تحت قيادته، حيث يقرر هو وفقط.

وحتى وقت قريب، لم يسمع وزيرا الجيش والخارجية تفاصيل من نتنياهو بشأن المفاوضات، فهو لم يبلغ أحدا، يقول المحلل الأمني.

وأشار بارنيع إلى أنه عندما يتعلق الأمر بصفقات الأسلحة مع دول أخرى، فإن رأي مؤسسة الجيش مطلوب، مستطردا "لعلكم تتذكرون أن نتنياهو أخفى عن جهاز الدفاع الاتفاق الذي أعطاه لألمانيا لبناء غواصات متقدمة للبحرية المصرية، كما تتم صياغة الاتفاقية الحالية أيضا بنفس الطريقة".

وأضاف الكاتب أن مشكلة اتفاق إسرائيل والسكوت على صفقة الأسلحة هي سابقة، فقد تشترط دول أخرى، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، بأن لا يتم أي تحرك نحو التطبيع إلا عبر رفع الحظر عن أنظمة الأسلحة الأكثر تطورا في ترسانة الولايات المتحدة، وهذا يعني: التطبيع مقابل السلاح.

ولفت المحلل الأمني إلى أن إسرائيل توقعت بأن تبارك الرياض الاتفاق، مشيرا إلى أن الشيخ محمد بن زايد يعتبر حاكم الإمارات، وهو أيضا معلم محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، لكن، المملكة ما تزال صامتة.

وخلص الكاتب إلى أنه على الرغم من أن زعماء حزب "أزرق أبيض" لم يشاركوا في الاتفاق، إلا أنهم نسبوه إليهم إلى حد كبير، وقالوا: إنهم أقنعوا أعضاء البيت الأبيض بالتراجع عن اتفاقهم بشأن الضم والشروع في تحرك نحو دول الخليج وغمر مكتب وزير الخارجية غابي أشكنازي بمكالمات من وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي. 

ورأى بارنيع أن تأجيل مخططات الضم أزال التهديد بفرض عقوبات على إسرائيل وفتح الباب أمام عودة التقارب مع أوروبا.

ولفت إلى أن النية في زيادة تطوير العلاقات مع دول الخليج تحيد أي فكرة عن الضم، فالاتفاق مع الإمارات هو الإنجاز الوحيد لترامب في السياسة الخارجية ولن يدع نتنياهو يفسد له هذا الإنجاز.