ميدل إيست مونيتور: 5 معتقلين في السعودية لا أحد يعرف عنهم شيئا

12

طباعة

مشاركة

قال موقع "ميدل إيست مونيتور": إن هناك "اهتمام عالمي بالنساء اللاتي يتلقين معاملة مروعة على أيدي النظام السعودي العازم على سحق أي معارضة". واستند الموقع في تقريره على بيان المؤسسة الحقوقية الدولية "هيومن رايتس ووتش"، الذي صدر في 21 مارس/آذار بالنيابة عن الناشطات السعوديات اللواتي أُحضرن إلى المحكمة في الرياض قبل ذلك أسبوع.

ونقل التقرير ما جاء في البيان، الذي أفاد أن "التهم الموجهة إليهن ترتبط بشكل شبه كامل بأنشطتهن في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك تعزيز حقوق المرأة والدعوة إلى وضع حد لنظام الوصاية التمييزية للذكور في المملكة". وأوضح البيان أن "التعذيب يشمل الصدمات الكهربائية والجلد والتحرش الجنسي والإعتداء".

وتواصل هيومن رايتس ووتش ومنظمات حقوقية دولية أخرى، بحسب الموقع، الدعوة إلى إسقاط جميع التهم وإطلاق سراح النساء على الفور. وعبّر كاتب التقرير، عن أمله في "أن يؤدي انتباه العالم والأضرار التي لحقت بسمعة المملكة وولي عهدها محمد بن سلمان -الذي تلاحقه شبهات كثيفة حول مقتل خاشقجى- إلى قيام السلطات في النهاية بإطلاق سراح النساء".

وتساءل بيل لو، وهو صحفي مستقل اشتغل متخصصا في ملف الشرق الأوسط، عن "مصير المحتجزين الآخرين في السجون السعودية"، موضحا، "هناك خمسة ربما لم يسمع بهم أحد من قبل، وقد وثقت قصصهم من قبل منظمة حقوق الإنسان السعودية ALQYST ومقرها لندن".

محتجزون لم يسمع عنهم أحد

أول المحتجزين الذين تطرق إليهم التقرير، سليمان الدويش، وهو عالم دين وداعية قُبض عليه في 22 أبريل/ نيسان 2016. وأفاد الموقع أن الدويش "كان ينتقد محمد بن سلمان -نائب ولي العهد آنذاك والمفضل لدى والده الملك سلمان- في تغريدات على تويتر".

واسترجع بيل لو ما حدث في يناير/ كانون الثاني 2015 ، قائلا: "عندما صعد إلى العرش، أعطى سلمان سلطة غير مسبوقة لابنه، الذي كان يبلغ من العمر 28 عامًا فقط آنذاك، ولقّبه كنائب لولي العهد، ثم عينه وزيرا للدفاع ورئيسا لصندوق الاستثمار العام في المملكة ورئيسا لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية، وتولى أيضًا شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة طاقة في العالم".

قال الدويش: إن "وضع الكثير من السلطة في يد شاب صغير كان قرارا خطيرا من سلمان المسن"، بحسب الموقع. ونصح قائلا: "لا تتمادَ كثيرا بتكليف ابنك المراهق المدلل بمزيد من الصلاحيات دون إشراف ومساءلة، وإلا يجب أن تتوقع منه كارثة يوميا تؤدي إلى هدم بيتك في نهاية المطاف".

وأفاد "ميدل إيست مونيتور"، أنه "منذ إلقاء القبض عليه، لم يُسمع أي شيء عن مصير الداعية، ولا حول مكان احتجازه أو حالته الصحية".

الأمر الأكثر غرابة، بحسب التقرير، أن "اختفاء خالد محمد عبدالعزيز البالغ من العمر 41 عامًا، لا يوجد له سبب"، وتابع الكاتب "لقد سافر مع والدته خديجة من تركيا إلى مكة للحج، وهناك فقدت خديجة الاتصال بابنها. وعادت إلى تركيا بدونه وبعد سؤال في القنصلية السعودية بتركيا علمت أنه محتجز في سجون السعودية".

ورأى بيل لو أن حالة عبدالرحمن السدحان، هي حالة متساوية في الغرابة مع حالة عبد العزيز، وأفاد التقرير أن مسؤولين بملابس مدنية -يعتقد أنهم من شرطة المباحث السرية السعودية- ألقوا القبض على السدحان  يوم 12 مارس/ آذار 2018، من مكان عمله بمقر هيئة الهلال الأحمر السعودي في الرياض، ثم نقله إلى مكان مجهول".

"لم تصدر الشرطة مذكرة أو تعطي أي سبب للاعتقال، وفي اليوم التالي، دخل مجموعة من الرجال يرتدون زي الشرطة منزله بالقوة، وأفادت المصادر أنهم رأوا الرجال يستولون على جهاز كمبيوتر محمول وهاتف ذكي وممتلكات شخصية أخرى، ولا يعرف أقاربه عن مصيره شيئا"، بحسب التقرير.

وتابع الكاتب: "في مارس 2018 اعتُقل الصحفي تركي بن عبدالعزيز الجاسر وصودرت أجهزته الإلكترونية من منزله، منذ ذلك الحين اختفى الجاسر تماما، والسلطات السعودية ترفض الرد على أي استفسارات عنه".

أما خامس حالة اختفاء استعرضها التقرير فهي "مروان المريسي، الذى كان يعمل في العديد من وسائل الإعلام السعودية، بما في ذلك القنوات التلفزيونية "المجد" و"الرسالة"، وكان يتابعه على تويتر أكثر من 100 ألف متابع،  تغريداته كانت تركز على مجالات تخصصه، بما في ذلك وسائل الإعلام الرقمي والتنمية البشرية".

وأوضح التقرير، أنه "قبل اختفائه، كان المريسي قد أنتج أكثر من 30 برنامجا تلفزيونيا، وكان ضيفا شهيرا في البرامج التي تتناول التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي. تم اعتقاله من منزله في يونيو/ حزيران 2018 ومثل الأربعة الآخرين لا يعلم أهله عنه شيئا، بحسب المصدر ذاته.

"كوارث يومية"

عندما حذر سليمان الدويش الملك سلمان من أنه "يجب أن تتوقع كوارث يومية إذا لم يكبح جماح ابنه، لم يكن يعرف أن كلماته تلك ستكون بمثابة نبوءة، فقد جر بن سلمان المملكة بالفعل إلى حرب دامت أكثر من أربع سنوات في اليمن حملت عواقب وخيمة على أفقر شعب في العالم العربي، كان ذلك نذيرا لما سيحدث"، بحسب التقرير.

واعتبر التقرير أن "ولي العهد أقام حصارا بريا وجويا وبحريا على قطر عضو مجلس التعاون الخليجي في يونيو/ حزيران 2017، بالاشتراك مع الإمارات العربية المتحدة. واختطف، في وقت لاحق من نفس السنة، رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرياض وأجبره على الإعلان عن استقالته عبر شاشات التلفزيون".

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، تابع التقرير: "اعتقل بن سلمان أكثر من 200 من كبار رجال الأعمال وأفراد الأسرة الحاكمة واحتجزهم في فندق ريتز كارلتون ذو الخمس نجوم في الرياض. على الرغم من أن السلطات وصفتها بأنها حملة ضد الفساد، إلا أنه لم تكن هناك إجراءات قانونية بل انتهاك صارخ لحقوق الإنسان.و لم يتم إطلاق سراح المعتقلين إلا بعد موافقتهم على تسليم أعمالهم، بالإضافة إلى مبالغ طائلة من المال فيما وصل إلى الابتزاز التقليدي على غرار المافيا، ولا يزال عدد غير معروف منهم محتجزا".

وواصل الكاتب سرده للأحداث قائلا: "في ربيع 2018، وقبل اليوم الذي حظي فيه ولي العهد بثناء كبير حيث سُمح للنساء بالقيادة، أمر ولي العهد باعتقال الناشطات اللواتي قمن بحملات من أجل الحصول على هذا الحق. وعندما دعا وزير الخارجية الكندي إلى إطلاق سراحهن، كان رد فعل السعوديين هو طرد السفير الكندي، واستدعاء سفرائها، وقطع التجارة وطالبوا جميع الطلاب السعوديين الذين يدرسون في الجامعات الكندية بالعودة فورا إلى المملكة".

"وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تم قتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول وتقطيع جثته، بحسب وكالة الاستخبارات المركزية CIA، التي أفادت باحتمالية عالية أن محمد بن سلمان هو المسؤول عن مقتل خاشقجي"، بحسب "ميدل إيست مونيتور".

وخلص التقرير إلى أن "الناشطات السعوديات والمختفون الخمسة ليسوا سوى عدد قليل من آلاف القابعين في السجون السعودية أو في أماكن مجهولة"، مشددا على "أنهم ضحايا نظام يفلت من العقاب على ما يبدو، يحكمه أمير شاب لا يعرف حدودا لطموحه القاسي أو وحشيته"، بحسب بيل لو.