هل يعطل بوتين مشروع إنتاج اللقاح الحقيقي ضد كورونا؟

12

طباعة

مشاركة

باغت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العالم، بعد إعلانه عن إنتاج بلاده لقاح فيروس كورونا، في وقت تشكك أطراف دولية في حقيقة الأمر.

ففي 11 أغسطس/آب، خاطب بوتين العالم بالقول: إن روسيا عثرت على لقاح فيروس كورونا، والذي أطلق عليه اسم "سبوتنيك 5" في محاولة لإنهاء وباء أودى بحياة أكثر من 737 ألف شخص. 

وبعدها، قال وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو: إن الأطباء في دائرة المخاطر سيستفيدون من اللقاحات في دفعتها الأولى كما سيكون التطعيم طواعية ولن يجبر أحد على تلقي العلاج، مؤكدا أن بلاده ستواصل إنتاج هذا اللقاح. 

وأوضح بوتين أن إنتاج اللقاح سيبدأ اعتبارا من سبتمبر/أيلول، مشيرا إلى أن إحدى بناته حصلت عليه.

 وأضاف أنه طلب من وزير الصحة تقديم معلومات مفصلة عن اللقاح، مؤكدا أنه "يعمل بشكل فعال نوعا ما، ويشكل مناعة مستقرة"، وشدد على أنه "اجتاز جميع الاختبارات اللازمة".

في مقابل هذا قال وزير الصحة الاتحادي الألماني ينس سبان: إن المرحلة الثالثة، أي الأخيرة، لم تكتمل في تجارب اللقاح الروسي.

ردود فعل

كما تدخلت منظمة الصحة العالمية وطلبت من روسيا الامتثال للقواعد المعمول بها لإنتاج "لقاح آمن وفعال".

من جانبه قال مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية د. أنتوني فوسي: "آمل أن يجرب الصينيون والروس اللقاح حقا قبل تطبيقه على أي شخص".

وكالة الأناضول التركية نشرت تحليلا تحت عنوان "عالم ما بعد الهيمنة وحروب اللقاحات"، من تقديم الخبير الاقتصادي صادق أوناي الذي قال: "ليس من المستغرب أن يكون هناك أكثر من نصف دزينة من اللقاحات المرشحة في هذه المسابقة من أصل أميركي".

 ومن بينها، لقاح كانت تحاول التوصل إليه شركة موديرنا Moderna، والتي وصلت إلى مرحلة الاختبار الشامل بعد النتائج الواعدة في التجارب الأولى.

بالإضافة إلى ذلك، تعد مبادرات اللقاحات التي نفذتها مجموعات الأدوية والتكنولوجيا الحيوية العملاقة مثل Inovio وPfizer و Johnson & Johnson بدعم عام وتمويل من المنظمات غير الحكومية مثل مؤسسة Gates من بين منافسات اللقاحات العالمية الرائدة.

من ناحية أخرى، وصلت بعض مبادرات اللقاحات المختلفة التي نفذتها معاهد البحوث الطبية التابعة للجيش الصيني والأكاديمية الصينية للعلوم الطبية وشركة الأدوية العامة Sinopharm وشركات التكنولوجيا الحيوية مثل Sinovac و CanSino إلى مرحلة الاختبار الشامل. 

ومع ذلك، فإن مبادرة اللقاح التي تديرها جامعة أكسفورد مع شركة الأدوية البريطانية السويدية العملاقة AstraZeneca تعتبرها منظمة الصحة العالمية المرشح الأقرب لتطوير لقاح مناسب للإنتاج بالجملة.

أوناي أشار في بحثه إلى أن اللقاح الروسي لم يجتز الاختبار الميداني الشامل لـ 30 ألف شخص، مذكرا أن بوتين ادعى سابقا أن لقاح فيروس إيبولا تم انتاجه فى روسيا.  

ووصفت منظمة الصحة العالمية لقاحات إيبولا التي ذكرها بوتين بأنها "مرشحة محتملة" ومن الواضح أن تجربة اللقاح الروسي ضد كورونا لن تخرج عن هذا السياق. 

والسؤال الآن: هل أعلن بوتين عن هذا اللقاح ليعطل أي تجربة لقاح حقيقي تشرف عليه منظمة الصحة العالمية؟