صحف فرنسية: اتفاق الإمارات وإسرائيل تتويج للتطبيع العربي

12

طباعة

مشاركة

تطرقت صحف فرنسية إلى اتفاق السلام غير المسبوق بين الإمارات ودولة الاحتلال الإسرائيلي، ضمن تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية الذي كان يقتصر رسميا على مصر والأردن.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن في 13 أغسطس/آب، عبر تغريدة على تويتر عن اتفاق إسرائيلي إماراتي على تطبيع العلاقات بينهما، وقال: "اختراق ضخم اليوم، اتفاق سلام تاريخي بين صديقينا العظيمين".

وبالتزامن مع تغريدة ترامب، أعلن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد -في تغريدة- اتفاق الإمارات و"إسرائيل" على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا إلى علاقات ثنائية.

وقالت صحيفة لوموند: إن الاتفاق "ليس بالسبق الجيوإستراتيجي وإنما هو تتمة لمشوار عربي بدأته مصر (1979) والأردن (1994) علنا".

وتصف لوموند الاتفاق الموقع بين ابن زايد ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو بالتاريخي وتقول: إنه تطبيع للعلاقات مقابل تعليق مؤقت للخطة الإسرائيلية لضم جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة. 

وقد عبر تننياهو عن رغبته في تطبيع شامل للعلاقات بما في ذلك الجانب الاقتصادي لأجل دوام هذا الاتفاق الذي رحب به الغرب على نطاق واسع، مثل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي أشاد بهذا التطبيع الذي اعتبره بشارة، معبرا عن أمله الشديد في عدم استمرار عملية الضم في الضفة الغربية.

هذه البشارة لم تلق واسع الترحيب عند المستوطنين الذين يؤيدون بشدة عملية الضم الإسرائيلية، حيث تقول الصحيفة: إنهم يعتبرون ما حصل "نكسة وطعنة لأولئك الذين يرون في نهاية الولاية الأولى لدونالد ترامب فرصة إلهية لبسط السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية".

وبعد توقيع الاتفاق، كذّب نتنياهو الإمارات بالقول: إنه لم يوافق على موضوع إزالة السيادة على الضفة الغربية من جدول أعماله، وإنه كان هناك طلب واضح للتريث في بسط السيادة على الضفة، ولم يتم شطب ذلك من جدول أعماله.

بدورها، وصفت صحيفة لوبوان الاتفاق بالتاريخي وركزت على الظرفية السياسية الأميركية التي جاء فيها هذا التقارب.

فالرئيس الأميركي الذي أضفى الطابع الرسمي على التطبيع الإماراتي الإسرائيلي يقف بعد شهور قليلة من انتخابات (نوفمبر/تشرين الثاني)، تقول أغلب الاستطلاعات: إنه الخاسر فيها أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن الذي يميل لكل ما عاداه ترامب في سنوات حكمه التي لم تمر بالخير على العالم وخاصة البلدان العربية وتحديدا القضية الفلسطينية، وفق وصف الصحيفة.

حقبة جديدة

تقول لوبوان في هذا الصدد: إن هذه الاتفاقية تمثل "حقبة جديدة" للعالم العربي وإسرائيل وأنها تعد أيضا إنجازا كبيرا في السياسة الخارجية لدونالد ترامب، حيث من المتوقع أن تكون الحملة لإعادة انتخابه صعبة.

تذكر الصحيفة موقف الإمارات التي زعمت أن الكيان العبري سيتخلى ظرفيا حسب الاتفاق عن ضم الضفة الغربية وهو ما لم يؤكده نتنياهو ولم ينفه في نفس الوقت.

وقد أشارت لوموند لردود الفعل الدولية فذكرت ما قاله وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي أشاد، على غرار فرنسا، بهذا الاتفاق، داعيا باقي الدول العربية للانسياق وراء الاتفاق.

صحيفة لاكروا الفرنسية قالت: إن هذا الاتفاق يندرج في سياق مرحلة كاملة من التطبيع العربي الإسرائيلي سواء كان علنيا كما هو الحال مع مصر والأردن أو سرا شأن البحرين والمملكة العربية السعودية.

وتوضح الصحيفة أنه "في السنوات الأخيرة، طورت إسرائيل تعاونا غير رسمي مع الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى في المنطقة مثل البحرين والمملكة العربية السعودية، والتي سعت لتطبيع العلاقات معها".

وتحدثت عن جوانب إستراتيجية لهذا الاتفاق، "فهو رغم كل شيء يمثل خطوة في السلام العربي الإسرائيلي من شأنه تعزيز ما يعرف بحل الدولتين وإحلال السلام الفلسطيني الإسرائيلي".

وأضافت لاكروا: "في الماضي، ارتبط التطبيع بشكل وثيق بعملية السلام مع الفلسطينيين، والذي كان بمثابة جسر للعلاقات مع العالم العربي والمسلمين على نطاق أوسع. لكن بالنسبة لبنيامين نتنياهو فهو يفكر عكس ذلك ويرى أن التطبيع مع الدول العربية هو الذي سيدفع الفلسطينيين إلى اتفاق سلام مع إسرائيل".