بايدن الصين وترامب روسيا.. هكذا تتدخل الدولتان بانتخابات أميركا

12

طباعة

مشاركة

تضع العديد من الدول وخاصة الصين وروسيا، أنظارها على الانتخابات الأميركية المرتقبة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020؛ على اعتبار أن انتصار الديمقراطيين أو الجمهوريين على السواء، يتعلق بشكل وثيق بعلاقات الولايات المتحدة مع هذه الدول.

ومن ناحية أخرى، دار سؤال عن الشخص الذي سيختاره المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن لمنصب نائب الرئيس حال فوزه في الانتخابات وهو الذي كان قد تعهد أن يكون الشاغل لهذه المنصب امرأة.

وفي هذا السياق، تقول صحيفة "يني شفق" التركية: "هناك ضغط شعبي على بايدن لاختيار اسم أسود (من الأميركان السود) ويُعتقد أن المرشحة السوداء يمكن أن تزيد من معدل الإقبال وتزيد أيضا من فرص بايدن في الانتخاب".

وبالفعل، أعلن جو بايدن المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية في 12 أغسطس/آب اختيار عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا السيناتورة كامالا هاريس لتخوض الانتخابات معه على منصب نائب الرئيس.

وبذلك تصبح هاريس (55 عاما) أول امرأة ليست بيضاء (والدها جامايكي ووالدتها هندية) تخوض الانتخابات على منصب رئاسي كبير في تاريخ الولايات المتحدة، ويرى المراقبون أن هذا الخيار يمنح بايدن شريكا في وضع جيد يتيح له مواصلة الهجوم على الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.

جمع التبرعات

قضية أخرى تطرقت لها الصحيفة في مقال لها، هي سباق جمع التبرعات بين الديمقراطيين والجمهوريين لتنفيذ الحملات الانتخابية.

فقبل أن يضرب وباء كورونا "Covid-19" الولايات المتحدة، كان الرئيس الحالي دونالد ترامب متقدما في سباق جمع التبرعات، بينما يعمل الديمقراطيون على اللحاق بالركب وجمع المزيد من الأموال.

وتابع المقال: "المانحون الرئيسيون لترامب في عام 2016 لم يضعوا أيديهم بعد في جيوبهم لدعمه في انتخابات 2020 كما لا يوجد حتى الآن صوت من روبرت ميرسر، أحد ممولي اليمين الراديكالي، أو من الملياردير الصهيوني شيلدون أديلسون الذي لم يقدم ردا واضحا على دعوة ترامب للتبرعات".

 ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الأميركية، أجرى ترامب مكالمة هاتفية مع أديلسون، لكن الأخير خرج من المكالمة مستاء، فبينما هو أراد مناقشة قضايا أخرى مع ترامب، قصر الرئيس الأميركي الاتصال على قضية التبرعات. لذلك، لم يعط أديلسون إجابة واضحة لترامب.

 ومن المتوقع أن يفضل أديلسون، وهو أيضا أقوى مؤيدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الانتظار على الهامش لبعض الوقت مع العلم أن أزمة الأموال التي ستختبرها حملة ترامب ستقوي يد الملياردير الصهيوني.

وتقول الصحيفة: "بكين وموسكو ستدخلان الانتخابات فعليا". فوفقا للبيان الذي أدلى به ويليام إيفانينا، مدير مركز الأمن والاستخبارات الوطنية الأميركية، فإن روسيا لا تريد انتخاب بايدن، والصين لا تريد ترامب.

تدخلات خارجية

ترامب الذي قال: إن الصين تفضل بايدن كرئيس، يجادل بأنه ليس زعيما أميركيا "أكثر صرامة" ضد روسيا. ويقول ترامب: "إذا أصبح بايدن رئيسا، فستسيطر الصين على بلدنا". ووصف الجمهوريون بايدن في إعلاناتهم الانتخابية بأنه "بايدن بكين". 

وكانت هناك مزاعم بأن روسيا تدخلت في الانتخابات لفوز ترامب في عام 2016 وكان ذلك بالفعل موضوع تحقيق من قبل محامي السلطة الخاص روبرت مولر فيما حاول الجمهوريون التحقيق في العلاقات التجارية لابن بايدن مع أوكرانيا قبل الانتخابات.

وتقول يني شفق: "المزاعم بأن ترامب ضغط على رئيس أوكرانيا لفتح تحقيق ضد بايدن مقابل الإفراج عن الأموال المخصصة لمساعدة كييف قد أثارت جدلا عنيفا".

وبعد ترشيح بايدن للرئاسة، سربت بعض الأسماء المؤيدة لروسيا في أوكرانيا معلومات يمكن استخدامها ضد بايدن في وسائل الإعلام فيما يقول الديمقراطيون: إن هذه التطورات تعني التشكيك في مصداقية الانتخابات الأميركية.

في المقابل تنفي روسيا والصين مزاعم التدخل هذه، فيما انتقد بايدن روسيا في خطاب ألقاه في حفل لجمع التبرعات في يوليو/تموز 2020، مضيفا: "هذه الانتهاكات ستستمر حتى أصبح رئيسا". 

ومن شعاراته كذلك مواجهة روسيا وتقوية حلف شمال الأطلسي، كما أنه قال: "سأخبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنهم سيدفعون ثمن التدخل في عملياتنا الديمقراطية".

 وكما يتضح من التطورات، فإن توقعات روسيا والصين من الانتخابات تتعارض مع بعضها البعض ومن الواضح أن مكسب طرف من هذه الأطراف يعني بالقطع خسارة الطرف الآخر.