صحيفة إيرانية: لا يمكن أن نعتمد على الأسواق الغربية.. هذا البديل

12

طباعة

مشاركة

وبخت صحيفة إيرانية السياسيين في البلاد، ممن يكتفون بالتوجه للانفتاح على الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي غير آبهين بمعاداة ذلك الفريق للجمهورية الإسلامية.

وقال الكاتب أحمد هدايتي في مقال له بصحيفة "رسالت": إنه على ما يبدو أن بعض السياسيين الإيرانيين لن يتعلموا من تجاربهم السابقة، فهم يستمرون بالتهور في قراراتهم، لدرجة أنهم نسوا شعار الثورة الإسلامية  "لا شرقية ولا غربية"، وشعار مرشد الثورة "نحن نستطيع". 

وأوضح أن السبيل الوحيد لخلق الأمن وإنقاذ اقتصاد البلاد هو بالانغلاق على الأسواق الغربية ومقاطعتها، والاتجاه إلى فتح أسواق جديدة في الشرق لإيجاد حلول للمشاكل، مع عدم إغفال المقدرات الداخلية المساهمة في قوة الاقتصاد الإيراني.

وتابع: "لا شك في أن عالم اليوم هو عالم التفاعل والتبادل، وأحد أسرار نجاح الدول في مختلف الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية والعلمية وحتى الثقافية والاجتماعية يكمن في التفاعل مع الدول الأخرى".

في الواقع، تُعد المصالح المشتركة مع البلدان الأجنبية إحدى طرق نقل المعرفة والخبرة، فضلا عن كونها طريقة آمنة نسبيا للتنمية الاقتصادية والأمن المتبادل.

ومع ذلك، فإن هذا المفهوم بالتأكيد لا يعني أنه ليس لإيران نصيب في المنافسة الدولية، وأنها ستعمل على استيراد البضائع أو العلوم والتكنولوجيا من البلدان الأخرى إلى الأبد. 

عقد الصفقات

بعبارة أخرى، فإن إقامة صفقات وترتيب اتفاقيات ثنائية مع دول أخرى (حتى مثل الولايات المتحدة)، ليست مفيدة فقط ولكنها ضرورية إذا كانت قائمة على الاحترام المتبادل والعدالة ومراعاة مصالح الطرفين، ولكن هذه التبادلات يجب أن تأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب.  

ولذلك، يقول الكاتب: إنه عندما يؤكد المرشد الأعلى للثورة (علي خامنئي)، على ضرورة إقامة علاقات مع دول غير معادية، وعقد اتفاقيات معها، مثل اتفاقية الـ 25 عاما مع الصين، فهذا لا يعني بالضرورة أنه يتوجب علينا التركيز في علاقات إيران الاقتصادية على دول محددة أومحور واحد، بالرغم من وجود شعارات مثل: الاكتفاء الذاتي و(الاكتفاء الذاتي النسبي)، واقتصاد المقاومة، أو الثورة الفكرية. 

بالطبع، يجب أن تكون الأولوية في المبادلات مع دولة مثل الصين، والتي على عكس الولايات المتحدة وأوروبا، ليس لها سوابق بالتدخل في إيران في التاريخ المعاصر -حتى مع افتراض أن كل دعمها لطهران في الدوائر الدولية هو في مصلحتها الخاصة-، يقول الكاتب.

وأضاف: "بما أن دولة مثل روسيا (وبنفس الفرضية السابقة) أصبحت الآن من بين مؤيدي إيران في الدوائر الدولية وأن العراق وسوريا وفنزويلا والعديد من دول العالم الأخرى مدرجة أيضا على قائمة شركاء طهران الإستراتيجيين في جبهة المقاومة وخارجها، فمن الطبيعي أن تكون هذه الدول في طليعة التبادل التجاري والاقتصادي معنا".

ومع ذلك، يرى الكاتب أنه لا يجب المبالغة في هذه العلاقات، وأن يتم التحرك نحو خلق قيمة مضافة على الأصول واكتساب مكانة اقتصادية متفوقة (في مختلف الأبعاد العلمية والتكنولوجية) في ظل المبادلات التجارية التقليدية وبيع النفط والمواد الخام الأخرى للبقاء في مجال المنافسة العالمية.

بمعنى آخر، يجب ألا تؤدي هذه التفاعلات مرة أخرى إلى راحة البال وإنشاء ثقة زائفة لضمان إمكانية تلبية احتياجات الدولة بشكل دائم من الدول الأخرى، ومحافظة الدولة على مبيعات النفط والمواد الخام أو حتى تصدير نخبة الباحثين الإيرانيين على شكل تقديم مقالات في ندوات دولية، أو نشر مقالات في المجلات الأجنبية.

وختم: "دعونا لا ننسى أنه وفقا لنتائج بعض الدراسات المحلية والأجنبية، فإن إيران هي إحدى الدول القليلة التي يحتمل أن تكون غنية جدا في العالم، والتي تمتلك تقريبا جميع مكونات الثروة وإنتاج الطاقة ولا تقل عن الدول المتقدمة التي احتلت المركز الأول".