مسكن لامتصاص الغضب.. هكذا رأى اللبنانيون استقالة حكومة دياب

بيروت- الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

رأى ناشطون على موقع تويتر، أن استقالة رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، التي أعلنها في أعقاب احتجاجات شعبية مشتعلة منذ انفجار مرفأ بيروت، غير كافية، ومحاولة لامتصاص النقمة الشعبية، محذرين من استخدامها كمسكن لإغلاق التحقيقات.

وقال دياب في خطاب استقالته 10 أغسطس/آب: "لأن منظومة الفساد أكبر من الدولة، أعلن استقالة الحكومة"، من عشرين وزيرا بعد خمسة أيام من فاجعة انفجار مرفأ بيروت.

وفي 4 أغسطس/آب 2020، وقع انفجار ضخم في أحد مستودعات مرفأ بيروت، كان يحوي "موادا شديدة التفجير"، ما أسفر عن مقتل أكثر من 170 شخصا، وإصابة نحو 6 آلاف آخرين، ومئات المفقودين والمشردين، إضافة إلى خسائر مادية باهظة قدرت بين 10 إلى 15 مليار دولار، بحسب تصريحات رسمية.

وطالب الناشطون عبر تغريداتهم في وسوم #استقالة_دياب، #استقالة_الحكومة، #حسان_دياب، باستقالة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ومحاسبة جميع رؤساء الحكومات السابقين.

وأكدوا أن عون وبري ورفاقهم هم رعاة الفساد الأول وحماته في لبنان، "وإن لم يتم استئصالهم ومحاسبتهم فإن لبنان ستظل مستمرة في أزماتها"، رافضين الحديث عن أي مسارعة لتشكيل حكومة جديد قبل إقالتهم ومحاكمتهم على كل "جرائمهم" وآخرها حادث المرفأ. 

مطالب شعبية

وأشار ناشطون إلى أن استقالة حكومة دياب تطور متوقع لتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والفشل الحكومي في لبنان، معتبرين انفجار مرفأ بيروت "القشة التي قصمت ظهر البعير".

وأعلنوا أن لا شيء يرضي الشعب اللبناني سوى سقوط السلطة الحاكمة ومن يحميها، والاتفاق على نظام جديد خال من السلاح غير الشرعي والبؤر الأمنية.

وأكدت الصحفية والناشطة الحقوقية جمانة حداد، أن استقالة الحكومة اللبنانية ليست انتصارا للضغط الشعبي ولا للثورة ولا للعدالة، وإنما دليل إضافي على فساد المنظومة الحاكمة.

وأضافت أن لا حل إلا باستقالة ميشال عون، وحل المجلس النيابي وانتخابات نيابية مبكرة وعودة سلاح حزب الله للدولة، ورضوخ الطبقة السياسية الفاسدة كلها، داعية إلى انتخاب حكومة مستقلة جديدة تحت رقابة دولية لإنتاج سلطة تمثل حقوق الشعب، وإسقاط النظام بأكمله.  

وقال الدكتور فوزي زيدان الكاتب والمحلل السياسي: إن "لا حل إلا بعد التخلص من الطبقة السياسية الفاسدة التي نهبت البلد وسرقت أموالنا، ومن الحزب الإرهابي الذي دمر ست الدنيا بيروت ويتحكم بمفاصل البلد".

وتساءل أبو فراس: "هل استقالة الحكومة الهدف منها حماية الرؤوس الحامية من المحاسبة!"، مضيفا أن عدم اعتراض رؤوس السلطة على الاستقالة يؤكد هذه النظرية!.

ورأت نور أن استقالة دياب ما هي إلا ثغرة صغيرة، داعية لإسقاط #اتفاق_الطائف لأنه "عزز الطائفية بالسلطة والمحاصصات بين زعماء الطوائف أجمعين".

وحثت على ضرورة تشكيل دولة اختصاصيين بعيدا عن الطائفية تديرها جهات خارجية لها مصلحة ببناء لبنان حر لمستقل جديد.

وقال سيد: إن رئيس الحكومة الصوري استقال وبقي الرئيس الفعلي، ولا بد من تغيير شامل وكامل بدءا بالنظام إلى القضاء إلى قانون الانتخابات وإلا فلا فائدة من استقالة البعض وبقاء آخرين.

حماية الجناة

وتساءل ناشطون عن وضع التحقيق الجنائي في حادث انفجار مرفأ بيروت، محذرين من استخدام استقالة الحكومة اللبنانية كمسكن لإغلاق التحقيقات وطمس هوية المتورطين.

وناشد ماجد عبد الله رئيس قناة الشعب اللبنانيين قائلا: "يا أيها اللبنانيون مضى خمسة أيام على التفجير المهول! أين نتيجة التحقيق؟ فقط استقالة الحكومة ثم أما بعد .. كفاكم ضحكا على الشعوب وكسبا للوقت.. كل حكام العرب نسخة عميلة واحدة".

وتساءلت ملاك جفال قائلة: "شو صار بالتحقيق؟ مين هلق مفروض يخبرنا لوين وصلتوا؟ أو بتضيع الطاسة مع استقالة الحكومة؟ المرة المشكلة مش سياسية وبتنتهي بتحالفات واتفاق بين الأقطاب، المرة في أرواح ناس راحت وبيوت عالأرض وعالم بطل عندها شي.. رح نضل نعيد هالحكي كل يوم".

ونشر مغرد آخر إفادة وكالة "رويترز" بوجود وثائق أظهرت أن مسؤولين أمنيين لبنانيين حذروا رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية قبل شهر من أن وجود 2750 طنا من نترات الأمونيا في مخزن بمرفأ بيروت يمثل خطرا أمنيا ربما يدمر العاصمة إذا انفجرت تلك المواد.

وعقب قائلا: "لذلك يجب أن لا تكون استقالة دياب مخرجا له لعدم المثول أمام القضاء والمحاسبة الجنائية في إحدى أكبر الجرائم على مر التاريخ اللبناني، تسبب هو وعون في مقتل المئات وجرح الآلاف وتدمير بيوت ربع مليون لبناني". 

إنتاج السلطة

وحذر ناشطون من محاولات السلطة اللبنانية إعادة إنتاج نفسها، وطرح أسماء عرفت بالفساد وتدور حولها الشبهات لرئاسة الحكومة، مؤكدين أن الوقت حان للشعب اللبناني ليختار من يحكمه.

وقال الكاتب سامي كليب: "بدأ بازار تسريب أسماء المرشحين لرئاسة #الحكومة المقبلة في #لبنان، انتعشت الطبقة السياسية التقليدية للمرة الثالثة، أولها بعد جائحة #كورونا، وثانيتها مع تفجير المرفأ، وثالثها الآن بعد استقالة #حكومة_دياب"، مضيفا: "الأخطبوط يعيد إنتاج نفسه، إلا إذا تحرك الشعب بمشروع واضح وقيادة شريفة وطنية".

وأشار خودو رشاد إلى أن نفس الأخطاء تعاد، مؤكدا أن الخطوة الثانية بعد استقالة الحكومة ليس ضروريا أن تكون البحث عن رئيس حكومة جديد، بل المطالبة والعمل على إسقاط ميشال عون وإسقاط نبيه بري وحل المجلس النيابي. 

ورأى جورج فرانس أن من يجب أن يحدد مصير لبنان والحكومة الجديدة هم أهالي الشهداء والمجروحين والمفقودين وليس السلطة السياسية المجرمة بكل أحزابها دون استثناء. 

وعدد محمد فواز أولويات الشعب اللبناني سواء كانت وصلت لبنان لحكومة تصريف أعمال أو اختيرت حكومة أصيلة، على رأسها إنهاء التحقيق بانفجار #مرفأ_بيروت، وإعلان نتيجته وتعليق المشانق، والتدقيق المالي والجنائي، وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة لإنقاذ لبنان من الكارثة الاقتصادية، ووضع قانون انتخاب خارج القيد الطائفي.