"رجل عصابات".. هكذا وصف خبراء ممارسات ابن سلمان بحق خصومه

أثارت محاولات السعودية اغتيال سعد الجبري مستشار ولي العهد السعودي السابق، على يد عملاء سعوديين في كندا، غضب رواد موقع "تويتر"، وأعادوا التذكير بقضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وهاجم ناشطون عبر حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #سعد_الجبري، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، واتهموه بتشويه سمعة المملكة في جميع الأصعدة، خاصة بعدما أكدت الخارجية الكندية محاولات الاغتيال ونددت الخارجية الأميركية بالتنكيل بعائلة الجبري.

واستنكر رواد "تويتر" الهجوم على وسائل الإعلام التي تناولت قضية الجبري ونقلت تفاصيلها، في حين تجاهل الإعلام ذكر أي تفاصيل عنها بداية من رفع الجبري، دعوى قضائية أمام المحكمة الأميركية يتهم فيها ابن سلمان بإرسال فريق اغتيال لقتله في كندا، وما تبعها من تأكيدات الجانبين الكندي والأميركي للحدث.

وأوضح الجبري المقيم في كندا منذ أكثر من 3 سنوات تحت حماية أمنية خاصة بعدما هرب من بلاده إلى تركيا ثم إلى كندا قبيل ليلة اعتقال عدد من الأمراء والأثرياء ورجال الأعمال في فندق "ريتز كارلتون" بالرياض عام 2017، في دعواه القضائية أن الهدف من اغتياله هو إسكاته عن إعلان معلومات شديدة الحساسية بشأن فريق اغتيال خاشقجي.

وأشار الجبري في الدعوى إلى أن ابن سلمان أرسل فريق القتلة إلى أميركا الشمالية، مطالبا بمحاكمته بمحاولة قتله خارج نطاق القانون في انتهاك للقانون الأميركي الخاص بحماية ضحايا التعذيب، وكذلك انتهاك للقانون الدولي.

نصيحة قطرية

وأعاد ناشطون نشر سلسلة التغريدات التي كتبها رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر، بشأن ما يحدث في المملكة والأحداث المتعلقة بقضية الجبري، والتي تأسف فيها على الأخبار والأحداث المتتالية التي "لا تبعث على الطمأنينية تجاه مستقبل المنظقة والمملكة، ونصح بإغلاق ملف خاشقجي والجبري، لتصحيح المسار".

وأكد ابن جبر أن الإصلاح يبدأ دائما في الداخل ومنه، بخطوات تخفف الاحتقان، مثل إطلاق سراح المعتقلين والموقوفين سواء كانوا رجالا أو نساء أو أطفالا، مستنكرا توجيه أغلب الجهد في المملكة للانتقام من أي شكل من أشكال الرأي المعارض، وإرهاب أصحابه في الداخل والخارج على كل المستويات.

ودعا إلى الكف عن السياسات والإجراءات المغامرة ومشاريع الاغتيالات وتهديد المعارضين في الخارج باحتجاز نسائهم و أطفالهم وآبائهم واقاربهم، والشروع في عهد جديد يبدأ دائما بتسخير الجهد للتنميه الداخلية في كل المجالات، وانتهاج سياسة التسامح بكل معانيها.

"سيكوباتي"

وصب ناشطون جام غضبهم على ابن سلمان ونعتوه بتوصيفات اقترنت باسمه منذ اغتيال خاشقجي، منها "المنشار والفتى الطائش وفتى البابجي، وغيرها. وقال مصطفى السيد: إن "محمد بن سلمان رجل عصابات من زمن حكم أعمامه الملوك لكن كان هناك من يوقف جماحه أما الآن في عهد والده فالملك سلمان يغط بالفساد منذ أن كان أميرا للرياض"، مشيرا إلى أن "#سعد_الجبري يمرغ خشم (أنف) ابن سلمان بالتراب".

وأشار الخبير القانوني محمود رفعت إلى أن إجرام محمد بن سلمان يُصنف أنه سيكوباتي جنوني وهذا النوع من المجرمين لا يمكن توقع ما سيفعل كما أنه لا يكترث للعواقب، فهو أرسل نفس فريق اغتيال خاشقجي لقتل سعد الجبري في أميركا بعد أسبوعين فقط من قتل خاشقجي أي أثناء ما كان الكوكب يضج والدنيا مشتعلة لقتل خاشقجي".

وأشار الناشط والمعارض السعودي عمر بن عبد العزيز، إلى ما أعلنته صحيفة "غلوب أند ميل" الكندية بشأن خضوع سعد الجبري لحراسة مشددة من قبل الشرطة الفدرالية الكندية، ساخرا بالقول: "هذه التهديدات والبلطجة هي أفضل طريقة لطمأنة المستثمر الأجنبي للاستثمار بالسعودية".

ولفتت الناشطة نورة القطرية إلى القضية قائلة: "ويجي الثور يسجن نص آل سعود وكبار رجال السعودية بحجة محاربة الفساد!".

مساءلة الجبري

وذكّر ناشطون بدور الجبري إبان وجوده ضمن رموز السلطة في المملكة ودوره كمستشار لولي العهد وقبل ذلك عمله إلى جانب محمد بن نايف وزير الداخلية الأسبق، مشيرين إلى أنه "متورط بشكل أو بأخر في جرائم تستوجب المساءلة القانونية".

وقالت الناشطة الحقوقية الدكتورة حصة الماضي: يجب أن "لا ننسى أن #سعد_الجبري كان الساعد الأيمن في القمع لهذا المجرم #محمد_بن_نايف الذي لا يقل إجراما عن #محمد_بن_سلمان".

وأشار صاحب حساب "السياسي المتقاعد" إلى أن "#سعد_الجبري هو المستشار الخاص والمخطِط لمحمد بن نايف!، وكل جرائم الداخلية كان يتحمل الجزء الأكبر منها"، مضيفا: أنه "لا فرق بينه وبين ابن سلمان وكلاهما كانوا وما زالوا حربا على الإسلام والإسلاميين! وكلهم ينفذ ما ماتريده".

وقال مغرد آخر: إن "الفضائح التي تنهمر على #محمد_بن_سلمان وفريقه ونشر الغسيل القذر الذي يتساقط عليهم من كل اتجاه، لا ينسينا أن محمد بن سلمان كان طفلا يرضع عندما كان #محمد_بن_نايف وأبوه يمارسون أخس الجرائم والخيانات".

براءة قطر

وسخر ناشطون من التعتيم الإعلامي على قضية الجبري وتوجيه الذباب الإلكتروني للحديث عن ابن سلمان وتلميع سيرته، في مقابل الهجوم على الإعلام القطري لنقله تفاصيل الأحداث، معتبرين ذلك تغييرا لمسار القضية استغلالا لأزمة الحصار القطري.

ورد جابر المري على ضاحي خلفان نائب رئيس الشرطة السابق، الذي تأسف على أن وسائل إعلام قطرية تروج بأن المملكة تخطط لاغتيال سعد الجبري، وقوله إن ما يفعله الإعلام القطري يثير الشكوك في الدوحة.

وقال "المري": إن "محاولة إلصاق تهمة الترويج لاغتيال #سعد_الجبري بالإعلام القطري والتركيز عليه لتشتيت الانتباه لن يجدي نفعا يا ضاحي"، مضيفا: أن "الإعلام القطري ينقل ما تتداوله وسائل إعلام العالم أجمع بالإضافة إلى نقل ما يقوله صاحب الشأن نفسه وأبناؤه، لذلك ريّح راسك واستريح".

وأشار الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب إلى أن "الذباب الإلكتروني تركوا القضاء الأميركي والإعلام الغربي، وانشغلوا بشتم قناة الجزيرة"، مضيفا: "هذا يكشف حجم الألم الذي تُسببه هذه القناة لمحمد بن سلمان وزبانيته".

وأشار أحمد العيناوي إلى تعامل الإعلام السعودي وابن سلمان مع قضية اغتيال #جمال_خاشقجي بتكذيب وعدم تصديق واتهام قناة "الجزيرة" بتلفيق التهم وبعد كشف الحقيقة تراجعوا وبدا التخبط عليهم واضحا فصدقت قناة "الجزيرة"، لافتا إلى أنهم "يريدون تكرار نفس السيناريو مع #سعد_الجبري وافتضح أمرهم".