حليف أردوغان يرغب بالتحالف مع "المرأة الحديدية".. ما السبب؟

قسم الترجمة - الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

أثار طلب رئيس حزب الحركة القومية في تركيا دولت بهتشلي، من زعيمة الحزب الجيد ميرال أكشينار "العودة إلى بيتها"، تكهنات كثيرة حول مقصده بعد زيارتها مسجد آيا صوفيا في إسطنبول.

ودخلت أكشينار آيا صوفيا متخفية وصلت ركعتين هناك، في موقف مختلف عن حلفائها في المعارضة الذين وإن لم ينددوا بعودته إلى جامع، طالبوا بإحالة بعض المساجد الأخرى التاريخية متحفا. 

ومضمون هذه الدعوة هو أن تكسر أكشينار تحالفها مع المعارضة الرئيسية (حزب الشعب الجمهوري) والعودة للتحالف مع الحركة القومية (حليف حزب العدالة والتنمية)، حيث ربط بهتشلي ذلك بزيارتها لمسجد آيا صوفيا والصلاة هناك.

ويندد شركاء أكشينار في المعارضة بخطوة تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، ويطالبون حتى بتحويل مسجد السلطان أحمد إلى متحف هو الآخر.

ولكن كان لموقف الحزب الجيد شأن آخر، حيث طالب قبل ذلك غير مرة بعودة آيا صوفيا مسجدا بل وأجرى دراسة حول ذلك وقدم مقترحا للبرلمان فيما بقية رجالات وزعامات الأحزاب المعارضة رفضوا الذهاب لصلاة الجمعة الأولى للمسجد بعد دعوة رسمية وجهتها الرئاسة التركية.

وفي 10 يوليو/تموز 2020، ألغت المحكمة الإدارية العليا التركية، قرار مجلس الوزراء الصادر في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 1934، بتحويل “آيا صوفيا” من جامع إلى متحف.

وبعد ذلك بيومين، أعلن رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش، خلال زيارته “آيا صوفيا”، أن الصلوات الخمس ستقام يوميا في الجامع بانتظام، اعتبارا من 24 يوليو/تموز.

و”آيا صوفيا”، صرح فني ومعماري فريد، يقع في منطقة “السلطان أحمد” بمدينة إسطنبول، واستُخدم لمدة 481 سنة جامعا، ثم تحول إلى متحف في 1934، وهو من أهم المعالم المعمارية في تاريخ منطقة الشرق الأوسط.

جدال سياسي

وبعد تصريحاته، لا يبدو أن أكشينار ورجالاتها قد استقبلوا ما قاله بهتشلي برحابة صدر بل ردت من يطلق عليها "المرأة الحديدية"، على أسئلة الصحفيين قائلة: "أنا لا أربط التلويح بالأصابع باللطف السياسي" في إشارة لعدم تقبلها هذه الدعوة. 

وأضافت أنها لا تحب كثيرا الخوض في الجدل السياسي على حساب الاستماع إلى صوت الشارع التركي.

ومضت في تصريحاتها قائلة: إن الرئيس رجب طيب أردوغان يواجه أزمة حقيقية في ائتلافه وكلما قل اهتمامه ببهتشلي أو العكس ينادي من أجل أن تنضوي تحت ائتلافهم ولقد سئمت هي وحزبها من ذلك، وفق تعبيرها.  

الكاتب أحمد هاكان قال في صحيفة حرييت: إنه بحث عن تفسير لدعوة بهتشلي وتوصل إلى عدة إجابات منها؛ أن العدالة والتنمية الحاكم وكذا الحركة القومية يريدان ضم الحزب الجيد إلى صفهما. 

وقد يكون الهدف هو أن يخوض الأحزاب الثلاثة الانتخابات المقبلة ككتلة واحدة وائتلاف جامع، وعليه فقد يكون تصريح بهتشلي جزءا من جس النبض أو خطوة على هذا الطريق. 

كما أن التصريح، وفق الكاتب، يعد بمثابة استطلاع رأي أو بالون اختبار لقاعدة الحزب الجيد وردود فعله حول هذا التصريح وهل هناك فرصة حقيقية أو متاحة من أجل العودة إلى "البيت" أم لا؟

بدوره، قال الكاتب مصطفى تويجار في صحيفة اينبوليتك: إنه "يجب على أكشينار أن تعود"، محذرا إياها من الوسط السياسي الذي تتحرك فيه حاليا سواء حزب الشعب الجمهوري أو الشعوب الديمقراطي اللذين أهانا تاريخ تركيا وشعبها ومعاركها، وفق قوله.

ونقل تصريح سابق للرئيس أردوغان قال فيه: "هؤلاء ليسوا قوميين، إنهم عنصريون وأصحاب رؤية تمييزية، هل تعرفون ماذا يقولون لمعرفة ما إذا كان الرجل صاحب اتجاه يميني أم يساري؛ يطلبون منه أن  يقرأ الفاتحة، ثم يسألون أصدقاءهم: هل قرأ بشكل صحيح؟، وهكذا، هؤلاء هم أسباب كل أنواع المشاكل والأزمات في البلاد". 

ورأى الكاتب أنه "لا معنى لاعتراض أكشنيار على دعوات بهتشلي، إذ لا يعرف الكل قصده ولا ما تحمله هذه الدعوات في الحقيقة".

وتابع: "كل ما عليها أن تفعله، هو أن تسأل عن المعنى والفكرة من هذا التصريح ولعل ذلك فيه فائدة لها ولحزبها ولتركيا بشكل عام فقد يجري تهميشها في حزبها، وتجد لها مكانا بجانب أردوغان وبهتشلي الذي قاتل من أجل البلاد ويستحق هذا الموقع الرفيع عن جدارة".