مؤشرات على تفكك جديد بحزب الشعب الجمهوري في تركيا

12

طباعة

مشاركة

كشفت أوساط إعلامية تركية، بأن المرشح للانتخابات الرئاسية السابقة 2018، والقيادي في حزب الشعب الجمهوري محرم إنجة، يعتزم إطلاق حزب جديد، ما قد يؤثر على مستقبل خريطة التحالفات في البلاد من جهة، وينذر بانشقاقات داخل الحزب الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك.

الكاتبة شابنام بورصالي قالت في مقالة بصحيفة صباح التركية: إن الحديث عاود من جديد حول الحركة السياسية في البلاد خاصة حزب الشعب الجمهوري وما يتعلق بانشقاقات محتملة داخله أو خروج حزب جديد من رحم حزبه. 

بالتحديد، يجري الحديث عن محرم إنجة وتداول أنباء عن ممارسة عدم احترام له داخل حزبه بشكل متعمد يدفعه إما للانسحاب أو الانطواء، "والصورة العامة أن الجهود الخفية المبذولة حالت دون ممارسة إنجة لحقوقه السياسية داخل الحزب فاضطر هو إلى البدء في خطوات إنشاء حزب جديد".

ولم يشارك محرم إنجة في المؤتمر العام لحزب الشعب الجمهوري، والذي تمخض عن تكليف كمال كليتشدار أوغلو لولاية سادسة برئاسة الحزب.

الكاتبة ذكرت أن إنجة ليس هو الأول الذي يتم تهميشه في الحزب، "فهناك مثله أكثر من اسم، كانوا أصحاب شخصيات فاعلة داخل أروقة الحزب وهؤلاء الآن في الصدارة ويجري الحديث أنهم سيؤسسون حزبا ما".

ولكن هل هذا الحزب واحد باشتراك إنجة ورفاقه أم أن لكل مشربه بعد الابتعاد عن الشعب الجمهوري؟، سيكون ذلك معروفا خلال الفترة القريبة القادمة، تقول الكاتبة.

في المؤتمر الأخير للحزب، الذي عقد أواخر يوليو/تموز 2020، تمت مناقشة أن أغلبية الفريق الذي كان على قائمة زعيم الحزب كمال كليتشدار أوغلو، قد تعرض للإهانة، كما بدأ الهمز واللمز له.

خلافات حادة

وأثناء المؤتمر تحدث أحد المقربين من كليتشدار أوغلو قائلا: "ما دام تريد أن تكون ملكا وزعيما، اجعل لنا من هذا نصيب ولنكن نحن ملوك ذات ليلة" في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية والتي كان يحذو الأمل إنجة أن يفوز فيها على الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان. 

وتقول الكاتبة: "ينتقد أعضاء حزب الشعب الجمهوري عدم احترام هذا الشخص (محرم إنجة) الذي خدم على جميع المستويات، من رئاسة المقاطعات إلى أن يكون نائبا وحتى الترشيح الرئاسي، ويرون أن من يقوم بهذه التصرفات غير حريص على مصلحة الحزب بل أشخاص مرتزقة تقوم بذلك من أجل المال وهي مأجورة من أجل التصرف على هذه الشاكلة".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، تزايدت حدة الخلافات، بعد إشاعة لكاتب تركي في صحيفة سوزجو عن لقاء سري جمع بين أردوغان، وأحد قادة حزب الشعب الجمهوري (إنجة). 

وبحسب الإشاعات، فإن أردوغان الذي نفاها، عرض على إنجة أن يترشح لرئاسة حزب الشعب الجمهوري، قائلا له: إن في استلامك رئاسة الحزب، منفعة كبيرة للبلاد.

 وردا على ادعاءات الكاتب، قال إنجة في رسالة: إنه مستعد لحرق نفسه وسط ميدان تقسيم الشهير في إسطنبول، إذا ثبتت صحة تلك الادعاءات، التي رفضها كليا، متهما بالوقت ذاته ما وصفها بـ"العصابة" داخل حزبه بالوقوف خلف الإشاعات.

وأثناء البحث عن إجابة لسؤال ما سيحدث بعد ذلك في حزب الشعب الجمهوري، فإن يلماز أتيش النائب السابق لرئيس الحزب، الذي طُرد منه، أجاب عن هذه الأسئلة بالقول: إنه و"منذ الإعلان عن ترشح كمال كليتشدار أوغلو لرئاسة الحزب قبل 10 سنوات، بات هذا الرجل قنبلة تهدد وحدة الحزب ونزاهته".

 وأضاف: "قد يكون هذا الرأي مبالغا فيه لو قيل آنذاك؛ لكن اليوم يبدو هذا الرأي صائبا وإلى حد بعيد". 

أتيش يرى أيضا أن "حزب الشعب الجمهوري تم إفراغه من هويته لأسباب واهية كادعاء التحديث والتجديد".

في المقابل لم يتورع الحزب عن إعلان كل شخص يخالف مبادئ الحزب أنه صديق له، عكس من ترأس مناصب قيادية فيه وأفنى عمره داخله.

ويشير أتيش في ذلك إلى أحمد داود أوغلو وعلي باباجان اللذين انشقا عن حزب العدالة والتنمية، وأعلنا أن وجهات نظرهم متطابقة بنسبة 99 ٪ مع الشعب الجمهوري.

ويتوقع أتيش أنه مع وجود ساحة تحالفات جديدة، ستكون هناك نهضة جديدة لحزب الشعب الجمهوري مع تاريخ 15 سبتمبر/أيلول 2020، وهو التاريخ الذي يعتزم محرم إنجة إطلاق حزبه الجديد فيه وينضم إليه أعضاء من حزبه السابق، وفق ما ذكرت صحيفة حرييت.

وبحسب حرييت، فإن إنجة وأصدقاءه خاصة من الذين جرى استبعادهم مؤخرا، قرروا إنشاء حزب جديد مبني على مبادئ "الشعب الجمهوري" الأساسية.