سيل اتهامات.. لماذا هاجم "محور الشر" رئيس الشؤون الدينية بتركيا؟

إسطنبول - الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

استنكر رواد موقع "تويتر" حملة شنتها شخصيات محسوبة على الدول الثلاث، المعروفة بـ"محور الشر"، السعودية والإمارات ومصر، على رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش، بعدما صعد إلى المنبر حاملا سيفا في خطبة أول صلاة جمعة، منذ 86 عاما، بمسجد آيا صوفيا.

وتداول ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم تحمل اسم رئيس الشؤون الدينية التركي #علي_أرباش، #AliErbasYalnizDegildir، آراءهم في الواقعة، وتوضيحات الإعلام التركي ووكالات الأنباء بخصوص السيف الذي حمله أرباش، حيث أفادت بأنه يعود للقائد المسلم محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية (إسطنبول حاليا).

استُخدم "آيا صوفيا"، الذي يقع في مدينة إسطنبول، مسجدا لمدة 481 عاما، وتم تحويله إلى متحف عام 1934، وهو من أهم المعالم المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.

إلا أن المحكمة الإدارية العليا التركية، ألغت في 10 يوليو/تموز 2020، قرار مجلس الوزراء الصادر في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 1934، بتحويل "آيا صوفيا" من جامع إلى متحف.

وتحدد يوم 24 يوليو/تموز 2020، لإقامة صلاة الجمعة الأولى في آيا صوفيا بعد فتحه للعبادة، وأقيمت الصلاة بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأعلن علي أرباش أن الصلوات الخمس ستقام يوميا في المسجد بانتظام منذ ذلك الحين.

وأوعز "أردوغان" بإبقاء المسجد مفتوحا على مدار 24 ساعة بشكل دائم، ويتوافد الأتراك والسياح على المسجد بأعداد كبيرة منذ افتتاحه.

"عادة عثمانية"

"محمد الفاتح حمل هذا السيف، عندما ألقى الخطبة الأولى له في الجامع الكبير، بمدينة أدرنة، التي كانت عاصمة الدولة العثمانية في ذلك الحين"، بحسب وكالة أنباء "الأناضول" التركية الرسمية.

وأشارت الوكالة، إلى أن حمل السيف على المنبر بات تقليدا عند السلاطين العثمانيين لستة قرون تالية، موضحة أن دلالة ذلك "إظهار سيادة الإسلام ونوره في الأمصار التي فتحها المسلمون طيلة قرون".

وتداول الناشطون صورا لملوك أشهروا سيوفهم في مواقف مختلفة دون أن توجه لهم أي انتقادات أو يتهموا بالإرهاب أو التطرف أو "الداعشية" كما حدث مع أرباش، منهم الملك سلمان بن عبد العزيز الذي شارك الرئيس الأميركي دونالد ترامب رقصة العرضة السعودية والتي تلوح بها بالسيوف في حركات معينة. 

جاء ذلك خلال استقبال السعودية لترامب في مايو/أيار 2017 في أول زيارة خارجية له بعد تسلمه منصبه، رئيسا لأميركا، كما سبق للملك سلمان أيضا أن رقص بالسيف مع جورج بوش الابن.

فيما تداول ناشطون صورا لملكة بريطانيا إليزابيث الثانية أثناء منحها شخصيات بريطانية لقب "سير" اعترافا بجهودهم أو تكريما لهم، ويقوم تقليد منح اللقب بأن تلمس ملكة بريطانيا أو من ينوب عنها الشخص الذي ينعم عليه باللقب بسيف تقليدي.

ازدواجية وانفصام

وسخر ناشطون من توزيع الاتهامات حسب هوى وسياسة وتعليمات وتوجيهات عليا، كأن يتم الثناء على الملك سلمان إذ ما لوح بالسيف ورقص به مع ضيوفه ويوصف بأنه كرم ضيافة وحسن استقبال، بينما يروج لحمل "أرباش" للسيف بأنه نذير شؤم وإرهاب و"دعشنة".

وأبدى الداعية السعودي المعارض سعيد بن ناصر الغامدي استغرابه من كيل الاتهامات لـ"أرباش" قائلا: "السيف مع ترامب في #ايا_سوبيا حلال، والسيف مع خطيب #آيا_صوفيا حرام !!".

ونشر الصحفي أنيس منصور صورة للملك سلمان وهو يرقص بالسيف إلى جانب ترامب، وأخرى لخطيب مسجد آيا صوفيا، معقبا بالقول: "السيوف نوعان: سيف للفتح، وسيف للرقص..".

كما نشر مغرد آخر صورا لفعاليات منح لقب "سير" لشخصيات بريطانية وفيها تلمس ملكة بريطانيا أو من ينوب عنها الشخص الذي ينعم عليه باللقب بسيف تقليدي، معقبا بالقول: "إيه أخبار العلمانيين والمتنورين والسائرين في فلك الغرب وعلى كل لون يا باتيستا.. مش ده سيف برضو ولا الحرقان بس لما يكون في يد إمام".

وتهكم عبد الرحمن خليل قائلا: "الملكة إليزابيث شايله السيف خلال مراسم التكريم. شفونا حد بقى يطلع يكلمنا عن وحشية وهمجية الإنجليز، والملك سلمان في زيارة ترامب شال السيف هو بس السيف في تركيا فيه كخة وبيحرق".

"إرهاب سعودي"

وصب ناشطون جام غضبهم على النظام السعودي، إذ كانت أغلب التغريدات الناقدة لحمل "أرباش" للسيف من مغردين محسوبين على النظام السعودي.

وكانت أبرزهم، تغريدة المغرد السعودي منذر آل الشيخ مبارك، الذي رأى في تصرف "أرباش" رسالة إرهابية وإشارة خطيرة، مدعيا وجود مخطط تركي لسفك الدماء، ومطالبا بالقضاء على كل متعاطف معهم قبل أن يكون عميل خيانة.

ويتابع "آل الشيخ" أكثر من 420 ألف مغرد وحظيت تغريدته هذه بتفاعل أكثر من ألفي حساب بين رد وإعجاب وإعادة تغريد.

ولفت أحد المغردين إلى مهاجمة الإعلام #السعودي خطيب #آيا_صوفيا لأنه حمل السيف بينما سلمان استقبل بوش بعد غزو العراق استقبال الفاتحين، مضيفا: "هكذا هم لا يشهرون سيوفهم إلا عندما يغرزونها في خاصرة الأمة".

وتهكم جاسم قائلا: إن سيف الفتوحات يختلف عن منشار الاغتيالات، في إشارة إلى تورط النظام السعودي في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول وتقطيع جسمه بالمنشار وبات يطلق على ولي العهد السعودي لقب المنشار.

وأضاف: "أحب أن أطمئنكم إنه –سيف الفتوحات- غير خطر على المسلمين وأنقل لكم تعاطف العالم معكم مقدرين حالة الرعب التي سببها لكم أبو منشار".

وكتب محمد الزيات على حسابه في "تويتر" قائلا: "شتان بين سيف الحق ومنشار الباطل. نقطة ومن أول السطر".

وسخرت سارة الغامدي قائلة: "عندما اتكأ خطيب إمام #آيا_صوفيا على السيف اعتبروه إرهابا.!!. أما عندما رقص #الملك_سلمان بالسيف مع ترامب اعتبروه حسن ضيافة.!".

العلم و"داعش"

وذكّر ناشطون، المستنكرين لظهور "أرباش" حاملا السيف، بأن العلم السعودي مرسوم عليه سيفان، إذ استغرب الدكتور في الفقه الإسلامي عطيه العطار، سخرية بعض السعودين والإعلام المصري من سيف إمام آيا صوفيا، معتبرا ذلك جهلا.

واستهجن قائلا: "يعني السعودية فى علمها سيف وكمان اثنين وبينهما نخلة، ولا تقصدون سيف الرقص للمك سلمان مع ترامب أبو 460 مليار دولار، ولا رقص محمد بن راشد فى الإمارات بالسيف رقص فقط السيف رمز كما تفعل ملكة بريطانيا".

وقال ناصر آل سعد القحطاني: إن "أول من رفع سيف الوهابية الذي تدعشن هو عبد العزيز، فقتل به أهل #الطائف ثم قتل به حجاج بيت الله الحرام"، مؤكدا أن "الوهابية أسست بذرة داعش وأسست للاستبداد والتسلط على رقاب الناس باسم الدين، أما #سيف_آيا_صوفيا فهو سيف النصر الذي خضعت له #اليونان ونكست علمها".

وقالت الكاتبة القطرية ابتسام آل سعد: "استنكر السعوديون رفع السيف بيد رئيس الشؤون الدينية التركية على منبر مسجد #آيا_صوفيا الكبير في إشارة إلى سيف القائد #الفاتح رحمه الله في أول صلاة فيه، ونسي هؤلاء أنهم من أسسوا #داعش التي تنحر الرقاب بسيوف وسكاكين ولا زالت !حركات الاستشراف هذه مو علينا ترى!".