سلطان القاسمي.. حاكم إماراتي بارز يخالف توجهات بلاده علنا

12

طباعة

مشاركة

بعد إعلان تركيا إعادة تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد، أثار أمير الشارقة الإماراتية، سلطان بن محمد القاسمي، جدلا آخر حول مسجد قرطبة في إسبانيا.

وفي 10 يوليو/تموز 2020، ألغت المحكمة الإدارية العليا التركية، قرار مجلس الوزراء الصادر في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1934، القاضي بتحويل "آيا صوفيا" من مسجد إلى متحف.

و"آيا صوفيا" هو صرح فني ومعماري فريد، يقع في منطقة "السلطان أحمد" بإسطنبول، واستُخدم لمدة 481 سنة مسجدا، ثم تحول إلى متحف في 1934، وهو من أهم المعالم المعمارية في تاريخ منطقة الشرق الأوسط.

وشجع هذا القرار، الشيخ الإماراتي للمطالبة علنا بضرورة استعادة مسجد قرطبة ليصبح من جديد مكان عبادة إسلامي.

وفي حديث تلفزيوني مع قناة الشارقة الفضائية، قال الشيخ سلطان: إنه "يجب على الأقل المطالبة بإعادة مسجد قرطبة إلى المسلمين"، حيث أصبح تحت سلطة الكنيسة.

وتابع: "لقد تقدمت بطلب في إحدى المناسبات، وأعلموني أن بلدية قرطبة قد منحت إدارة المسجد للكنيسة، وهو "منح من لا يملك لمن لا يستحق"، مؤكدا أن "ملكيته لا بد أن ترجع للمسلمين". 

وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ سلطان يحكم الشارقة منذ 48 سنة، وهي إمارة ذات مساحة صغيرة ويبلغ تعداد السكان فيها 2.3 مليون نسمة.

وبشكل علني، تتناقض تصريحات سلطان مع الإدانة الإماراتية لتحويل آيا صوفيا إلى مسجد.

فبعد القرار، انتقدت وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية، نورة الكعبي، تحويل المعلم التاريخي إلى مسجد، معتبرة أن هذا الإجراء يضر بالقيمة الثقافية لهذا الرمز الإنساني، وفق تعبيرها. 

نبذة عنه

وأشارت صحيفة ألموندو الإسبانية إلى أن الشيخ سلطان دكتور في التاريخ، ويتباهى بكونه كاتبا بارعا، ألف مقالات ومسرحيات وروايات.

من بين العناوين التي كتبها، يبرز كتاب "إني أدين"؛ يجمع فيه وثائق من منتصف القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر حول "حقيقة الجرائم التي ارتكبت ضد المسلمين في الأندلس".

وفي المقابلة التي طالب فيها بإعادة مسجد قرطبة إلى المسلمين، وهو المبنى الذي تم تحويله إلى كاتدرائية في عام 1238 بعد الغزو المسيحي للمدينة، أشار الشيخ سلطان أيضا إلى محاكم التفتيش الإسبانية.

واستنكر الأمير قائلا: "لقد بذلت محاولات لإنكار تراث المسلمين في الوقت الذي يجب أن نفخر فيه بالحضارة والدين اللذين نرثهما، ومن هنا جاءت كل الترجمات الخبيثة لنصوصنا الدينية والتشويه والقتل".

وتابع: "حاولوا منع أي شخص من ترك المسيحية واعتناق الإسلام، ولم يكن الهدف متمثلا في التعذيب أو الأسر أو الإذلال، بل يركز على تشويه الإسلام".

وفي إحدى خطاباته النارية، يتهم حاكم الشارقة مارتن لوثر مؤسس البروتستانتية، بتعمد ترجمة نسخة من القرآن الكريم عام 1543 بشكل خاطئ، وذلك بهدف "انتقاد المسلمين وتقوية إيمان المسيحيين".

وعلق على ذلك قائلا: "لقد سألوا عما يملكه المسلمون، وعندما كانت الإجابة: القرآن؛ رأوا أنه من الضروري تدبير مؤامرة لرفض تشريع النبي محمد وإسناد كلمات فاحشة إليه".

وذكرت الصحيفة أن الشيخ سلطان زار إسبانيا خلال أكتوبر/تشرين الأول 2019 لحضور الدورة السابعة والثلاثين لمعرض الكتاب الدولي، حيث كانت الشارقة ضيف شرف.

في هذه المناسبة، استقبل الأمير فيليب السادس الشيخ سلطان في قصر لازارزويلا. وخلال الزيارة، تمكن حاكم الشارقة من مشاهدة فيلم وثائقي عن تاريخ قرطبة والكنوز المعمارية والفنية للمدينة الأندلسية.

ويجدر التذكير بأن الشيخ سلطان يتطلع إلى تحويل الشارقة القاحلة إلى مركز ثقافي؛ وذلك بمساعدة بناته الأربع.

وذكرت ألموندو أن ابني الشيخ سلطان لقيا حتفهما في حوادث مأساوية. فقد توفي ابنه خالد، مصمم الأزياء المعروف في مقر إقامته بلندن بعد تسممه بالمخدرات.

وخلال شهر أبريل/ نيسان 1999، توفي ابنه الأكبر محمد الذي كان ولي العهد، بسبب تناول جرعة زائدة من المخدرات في سن 24. وقد عثر على جثته في منزل عائلته في إيست غرينستيد في مقاطعة ويست ساسكس الإنجليزية.