بعد ردعها الإمارات في ليبيا.. هل تتدخل تركيا باليمن؟

قسم الترجمة - الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

نشر موقع إيطالي تقريرا تطرق فيه إلى دور الجهات الخارجية وفي مقدمتها السعودية والإمارات، في تأجيج الصراع باليمن وإمكانية تصادم أبوظبي مع المصالح التركية هناك أيضا.

وقال موقع إيل سوسيداريو: إن الصراع بين السعوديين وحلفائهم ضد المتمردين الحوثيين، أدى إلى تحويل اليمن إلى ساحة مضطربة إلى أقصى حد، تتعارض فيها الآن السياسة التوسعية للإمارات مع سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأشار إلى أن الحرب اليمنية المستمرة منذ 5 سنوات، تسببت في إلحاق دمار كبير بالبلاد وسقوط 100 ألف قتيل على الأقل، بينما تتفشى أوبئة مثل الكوليرا ويعتمد 80 ٪ من السكان على المساعدات الخارجية من أجل البقاء على قيد الحياة. وبالإضافة إلى كل هذا، يهدد تفشي فيروس كورونا بقوة السكان في ظل تدهور النظام الصحي.

ولفت الموقع إلى أنه على الرغم من بعض المحاولات الخجولة للحوار ووقف إطلاق النار الذي أعلنته الرياض، تستمر الاشتباكات بين تحالف السعودية والمتمردين الحوثيين الشيعة.

وتحكم جماعة الحوثي عمليا شمال البلاد، وقد بسطت سيطرتها أيضا على العاصمة صنعاء.

مشهد متوتر

ويبدو أن الجماعة على استعداد للتفاوض مع الرياض فقط إذا ما اعترفت بها الأخيرة علنا ​​كطرف محاور للتفاوض حول مستقبل البلاد، خاصة وأن الحوثي لم يعد في موقع الدفاع.

يتضح ذلك من الهجمات بواسطة الصواريخ والطائرات المسيرة ضد الرياض والعديد من المدن في السعودية، التي ردت بعشرات الغارات الجوية على صنعاء وغيرها من المدن التي تسيطر عليها الجماعة.

وذكر أن المشهد توتر أكثر في منتصف العام 2019، بعد سيطرة الحركات الانفصالية جنوب البلاد على المنطقة، وطردهم لأنصار الحكومة الحالية. 

وتمكن الانفصاليون من السيطرة أيضا على عدن، المدينة التي لجأت إليها الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة وبدعم من السعوديين بعد خسارة صنعاء.

كما كان على الرياض أن تفتح مفاوضات مع انفصاليي عدن، وعرضت تشكيل حكومة جديدة بمشاركتهم. ويشير هذا التطور إلى الصعوبة الكبيرة التي تواجها المملكة العربية السعودية وفشل السياسة الخارجية لولي العهد محمد بن سلمان.

وبين الموقع أن قضية عدن تسلط الضوء على الدور المتزايد لدولة الإمارات التي كان دورها في الحرب اليمنية إلى جانب السعوديين، نشطا بشكل خاص، ولكن منذ منتصف العام 2019، سحبت جزءا كبيرا من قواتها ودعمت الانفصاليين ضد الحكومة التي دخلت الحرب من أجلها.

وفي شهر يونيو/حزيران 2020، طُرد المسؤولون الحكوميون من أرخبيل سقطرى، ودعمت الإمارات هذا الإجراء، على الرغم من معارضة جزء من السكان المحليين للوجود الإماراتي والسعودي.

تجارة النفط

ويرى الموقع أن إستراتيجية الإمارات موجهة للسيطرة على مضيقين بحريين أساسيين لتجارة النفط هما هرمز وباب المندب.

ويُعد الأول، الذي يكون فيه صدام محتمل مع الجار الإيراني متوقعا دائما، أساسيا لحركة المرور البحري بين دول الخليج والمحيط الهندي ومنه يقدر مرور أكثر من ربع إجمالي تجارة النفط. ويربط الثاني المحيط الهندي عبر خليج عدن بالبحر الأحمر وقناة السويس.

ويضيف الموقع بأن دعم الانفصاليين في جنوب اليمن، مع الوجود في عدن وسقطرى، يسمح للإمارات بأن يكون لها تأثير حاسم في المنطقة، معززا بقواعدها على الساحل الإفريقي، على سبيل المثال في مناطق الحكم الذاتي الصومالية في جمهورية أرض الصومال وأرض البنط.

وأكد أن الدور الإماراتي نشط جدا في ليبيا أيضا، حيث يدعم بقوة بنغازي واللواء المنقلب خليفة حفتر ضد حكومة طرابلس. وبدورهم، يصطف السعوديون أيضا مع روسيا ومصر وفرنسا، ولكن يبدو أنهم أقل مشاركة. 

ويذكر أن السعودية تواجه وضعا اقتصاديا صعبا، نظرا لتراجع عائدات النفط، كما أن السياسات الداخلية محل انتقادات واسعة، بدءا باغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى الخلافات داخل العائلة المالكة. ولا يمكن وصف سياسة المملكة الخارجية بأنها ناجحة، كما حدث في حرب اليمن.

وبحسب الموقع، يبدو جليا أن الإمارات تحاول لعب دور حاسم في المشهد الجيوسياسي، ولكن عليها أن تنتبه إلى واحدة من أكثر الجهات الفاعلة في المنطقة وهي تركيا.

وتصطف أبوظبي وأنقرة على جبهات متعارضة في مسائل مختلفة، بدءا بالخلاف مع قطر، التي تعرضت إلى حصار من قبل السعودية والإمارات ودول خليجية أخرى، لكنها تحظى بدعم من تركيا.

وتصطدم المصالح في ليبيا لكن باستخدام السلاح هذه المرة، حيث تتلقى حكومة الوفاق في حربها ضد خصمها حفتر، دعما عسكريا من قبل تركيا وقطر.

وختم الموقع بالقول: إن المواجهة بين البلدين لن تتوقف في ليبيا وفقا لبعض المعلقين، لأن سياسة أردوغان الجديدة يمكن أن تمتد إلى اليمن وتصطدم بإستراتيجيات الإماراتيين أيضا في باب المندب خاصة وأن تركيا تمتلك قاعدة عسكرية في الصومال.