"تضخ الملايين".. هكذا أسست أبوظبي شبكة كتّاب لاستهداف تركيا وقطر

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "ديرليش بوستاسي" التركية مقالا للكاتب إسماعيل ياشا، سلط فيه الضوء على الفضائح المتتالية لحملات التشوية التي تديرها دولة الإمارات العربية المتحدة عبر وسائل إعلام مختلفة، ضد كل من تركيا وقطر وإيران ومجموعات في العراق ولبنان.

وقال الكاتب التركي في مقاله: إنه لا يكاد يمر يوم على دولة الإمارات العربية المتحدة من دون فضيحة جديدة، وهي الدولة الثرية بالنفط والتي يديرها ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

شخصيات وهمية

وتطرق إلى ما كشفه موقع "ديلي بيست" الأميركي مؤخرا عن شبكة تضم 19 شخصية وهمية نشرت عام 2019 أكثر من 90 مقالة رأي في 46 موقعا مختلفا، تضمنت مدحا وإشادة بالإمارات وشنت هجوما وحملة تشويه ضد كل من تركيا وقطر وإيران ومجموعات في العراق ولبنان، ودعت إلى اتباع نهج أكثر صرامة تجاه الدول الثلاث.

وبحسب تقرير الموقع الأميركي، فإن الشخصيات، التي كانت تنشر المقالات بتوجيه من أبوظبي، قُدموا في وسائل إعلام مختلفة أميركية وأوروبية على أنهم خبراء.

وأوضح الكاتب: في الحقيقة لا أرى كثيرا أن هذه المواقع كانت جزءا من اللعبة والهجوم على تركيا وقطر بالدرجة الأساس، فلا يمكن التصرف بهذا الحمق ولهذه الدرجة لكن من الواضح أن نفط أبوظبي وراء هذا كله.

وتابع: أنه ولقاء هذه الكمية الضخمة من المقالات كان هناك مبلغ كبير كذلك وهذا يعني ببساطة أن الأمر ليس مجرد خدعة من أبوظبي، بل هو تصرف مقصود من الصحف تلك التي تلقت هذه الأموال؛ فليس من المعقول أن تنشر كل صحيفة رأي ما يرسله كل خبير ومختص إليهم.

وتساءل ياشا، قائلا: "فهل من الممكن مثلا أن ننشر رأي أي خبير دون التأكد من قدرته وآرائه وحتى خبراته السابقة ؟ هذا لا يصدقه أحد في الحقيقة. لا يوجد هنا خداع بقدر ما يوجد تصرف معلوم الخطوات. وجميعهم شركاء في الجريمة والاحتيال".

وذكر تقرير "ديلي بيست" عن الشبكة الوهمية أن المقالات كتبتها شخصيات وهمية طرحت نفسها على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تحت مسميات "خبراء" ونشرت لهم مواقع محافظة مثل "واشنطن إكزامينر" و"نيوزماكس" وصحف إسرائيلية وموقع قناة "العربية" السعودية التي تبث من أبوظبي، ونقلت هذه التقارير  صورا ساخنة للأحداث في منطقة الشرق الأوسط وتضمنت تحريضا ضد تركيا وقطر وإيران.

ولفت الكاتب إلى أن محمد بن زايد يدفع ملايين الدولارات للضغط على الشركات العاملة في الغرب لتنظيم مثل هذا "العمل القذر" حيث تمكنت هذه الشركات من نشر مقالات الخبراء المزيفة في أجهزة الإعلام في أميركا وأوروبا. كما تحاول هذه الشركات كذلك من استفزاز شخصيات سياسية رفيعة المستوى، بل أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي وتأليبهم ضد كل من تركيا وقطر.

تجنيد الناشطين

ونوه إلى أن الإمارات لا تقف عند هذا الحد من هذه العمليات، بل هناك أيضا عندها شبكة هائلة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وعندهم أيضا آلية اسمها "شراء ناشط اجتماعي" حيث يتم استقطاب الناشطين الذين لديهم عدد لا بأس به من المتابعين وتوجيههم خدمة لمصالح أبوظبي مقابل حفنة من المال وبالتالي يغدو "تويتر" برمته تقريبا يخدم رؤية الإمارات، وبهذه الطريقة يتم تجنيد الصحفيين والكتاب والناشطين من مختلف الدول العربية.

ولفت الكاتب إلى أنه يتم تخصيص الكثير من المؤتمرات من أجل استقطاب هؤلاء الناشطين وخاصة ذلك المؤتمر السنوي للناشطين الاجتماعيين المقام في دبي بحيث يتم التركيز على نقاط الضعف الخاصة بالناشط من أجل تجنيده. خلال المؤتمر، تتطور العلاقات مع الناشطين الذين استضافتهم الفنادق الفاخرة في دولة الإمارات لبضعة أيام وفقا لأداء الأسماء المستهدفة.

وأكد ياشا أنه بفضل هذه العملية التي قام بها فريق خاص، يمتلك محمد بن زايد شبكة كبيرة أنشأها واستخدمها للتلاعب في وسائل التواصل الاجتماعي وقد يكون الهدف من مسابقة "شاعر المليون" هو نفسه ولعل هذه العلاقات هي دائما وراء مديح الشعراء العرب الذين شاركوا في المسابقة وحصلوا على جوائز.

في المقابل قامت شركة "تويتر" بتعليق عشرات المغردين، وقال المتحدث باسم تويتر في بيان: "باستخدام التكنولوجيا والمراجعة البشرية والشراكات مع الباحثين والمنظمات المستقلة الأخرى التي تدرس مثل هذه القضايا، نعمل على تحديد التلاعب بالمنصة في خدمتنا واتخاذ الإجراءات ضدها". وأضاف: أنه "وكما المعتاد إذا كانت هنا أدلة معقولة بوجود نشاط أو عملية نشر معلومات بدعم من دولة ما فسنكشف عنها بعد إجراء تحقيق شامل حولها بالاستناد على أرشيفنا العام".

وختم الكاتب حديثه بالقول: إن "تويتر" أغلق حسابات الخبراء المزيفين في الإمارات، لكن لا يعني أن الملف قد أغلق بشكل نهائي، فالمال يستطيع أن يفتح الأبواب المغلقة وستفعل ذلك الإمارات مرة ومرة ومرات.