مسجد آيا صوفيا.. هكذا فضح ازدواجية دول "محور الشر" العربي

12

طباعة

مشاركة

عم الفرح موقع تويتر، بعد إعادة فتح متحف آيا صوفيا في تركيا كمسجد، فيما لم يخل الأمر من تباكي دول وشخصيات عربية وانتقادهم القرار الصادر من القضاء التركي.

هذا الحدث التاريخي في تركيا، تجلى مع إلغاء المحكمة الإدارية العليا، في 10 يوليو/تموز 2020، قرار مجلس الوزراء الصادر بتاريخ 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1934، والقاضي بتحويل "آيا صوفيا" بإسطنبول من مسجد إلى متحف، وبالتالي فتح الطريق أمام إعادته إلى مسجد مجددا.

ويعتبر "آيا صوفيا" صرحا فنيا ومعماريا موجودا في منطقة "السلطان أحمد"، بمدينة إسطنبول، كان في الأصل كاتدرائية بنيت في القرن السادس الميلادي، وبقيت كذلك إلى أن دخل السلطان العثماني محمد الفاتح القسطنطينية عام 1453، فحوله إلى مسجد، وظل على وضعه لمدة 481 عاما إذ تم تحويله إلى متحف عام 1934.

واقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إعادة هذا المبنى الأثري المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو إلى مسجد مرة أخرى، قائلا في مارس/آذار 2019: إن بلاده تخطط "لإعادة آيا صوفيا إلى أصله، وليس جعله مجانيا فقط، وهذا يعني أنه لن يصبح متحفا، وسيسمى مسجدا"، وأخذ الأمر مجراه في القضاء التركي.

تباكي بلا مضمون

واستنكر ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة، منها #آيا_صوفياـ #آيا_صوفيا_مسجد، #آياصوفيا_جامع_لا_مُتحف، وغيرها، تباكي وسائل إعلام وشخصيات محسوبة على أنظمة عرفت بأنها "محور الشر" على القرار، وذكروهم بمواقفهم المحاربة للإسلام والمسلمين.

ونددوا بصمت تلك الأنظمة وداعميها على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، القدس عاصمة لإسرائيل، في حين سخروا أقلامهم وشاشاتهم ومنصاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي للتنديد باستعادة آيا صوفيا إلى سابق عهدها مسجدا. 

وأثنى ناشطون على قدرات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السياسية، وإيفائه بوعده الذي وعد به في إحدى حواراته الصحفية قبل 26 عاما، مستنكرين حنق بعض الأنظمة عليه.

وقال الخبير القانوني محمود رفعت: إن "تحويل #آياصوفيا أو بالأحرى إعادته لمسجد يأت ضمن سعي #أردوغان لجعل بلاده #تركيا دولة قوية عن طريق جذورها لتغذية حاضرها، الملفت هو استماتة العربان لخدمة من يحرق بلاد العرب ويحتل أرضهم ومقدساتهم وتآمرهم على تركيا المسلمة". 

فيما رأى أستاذ العلوم السياسية بالكويت عبد الله الشايجي، أن من الطبيعي أن يثير قرار #تركيا إعادة #آيا_صوفيا من متحف لمسجد غضب وتنديد "أميركا-روسيا-اليونان وحتى قبرص اليونانية- الذين نافقوا ولم ينتقدوا #إسبانيا وصربيا في إحراق وتدمير وتحويل مساجد لكتدرائيات وكنائس.

وأضاف "الشايجي" : "تتفق أو تختلف مع #أردوغان هذا شأنك-لكنه أثبت تميزه ودهاءه"، مؤكدا أن سر انتصاراته وحزبه في الانتخابات منذ 2002-فهمه لنبض الشارع وشرعيته وإنجازاته التي رفعت دخل ومستوى معيشة الأتراك ومكانة #تركيا إقليميا ودوليا. 

جرائم المناهضين

وعدد ناشطون الجرائم التي ارتكبتها الأنظمة المنددة بإعادة آيا صوفيا مسجدا بحق شعوبها لمناهضة الإسلام، رافضين أن يسمعوا لهم صوتا أو يروا منهم موقفا.

وأكد الصحفي السعودي تركي الشلهوب، أن محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، الذي شيد المعابد لغير المسلمين، والذي مول الأحزاب المناهضة للإسلام، ورئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي الذي حارب المساجد، وهدم المئات منها، ومحمد بن سلمان ولي عهد السعودية، الذي حارب العلماء والمصلحين، وحول منابر الحرمين الشريفين إلى أداة لتلميع جرائمه.. لا يحق لهم أبدا انتقاد قرار إعادة #آيا_صوفيا كمسجد.

وأشار الكاتب الإماراتي والناشط الاجتماعي أحمد الشيبة النعيمي، إلى دعم الأنظمة الخليجية ومساندتها للسيسي الذي حرق مسجد رابعة في #مصر، في حين شتموا #أردوغان وحاربوه حين أعاد #آيا_صوفيا_مسجدا.

ورأى ناشطون في إعادة فتح آيا صوفيا مسجدا انتصارا للأمة الإسلامية، مذكرين بمساجد حولها النصارى إلى كنائس، وجرائم ارتكبها اليهود والبوذيون وغيرهم من أصحاب العقائد الأخرى. واستنكروا صمت المتباكين على استعادة آيا صوفيا مسجدا على انتهاكات اليهود بحق المسجد الأقصى.

وقال الكاتب والباحث السياسي السوري خليل المقداد: "بغض النظر عن الموقف من دولة أو نظام أو زعيم، هناك قضايا تمس الأمة بأسرها وتؤثر على عقيدتها وتاريخها".

وأكد أن مسجد #آيا_صوفيا قضية أمة لا دولة ونظام وزعيم لأنها تمنح أملا وتعطي زخما في مرحلة شديدة التعقيد حيث يتعرض الإسلام لحملة بشعة قذرة تهدف لتغريب الأمة عن عقيدتها.

وأشار اﻷمين العام السابق لحركة العدالة بالبحرين أبو الحارث خان، إلى أن التاريخ مليء بما فعله النصارى واليهود والبوذيون بمساجد المسلمين في أنحاء العالم قديما وحديثا، لافتا إلى أنهم هدموا المساجد وحولوا بعضها خمارات وزرائب حيوانات وجعلوا الجميل منها للسياحة فقط.

وتساءل: "لو أقام اليهود هيكل سليمان على أنقاض مسجد الأقصى هل سنرى انتفاضتكم كما فعلتم ضد #آيا_صوفيا ؟"، مستطردا: "لا أعتقد".

ونشر نور تغريدة لرجل الأعمال المصري نجيب ساويرس يقول فيها لأردوغان: "نبارك لك عداوة مسيحي العالم كله"، معقبا بالقول: "لم يفتح فمه لا هو ولا بعض العلمانيين المسلمين ضد انتهاكات اليهود للمسجد الأقصى". وأكد أن "الخيط المشترك بينهم جميعا كراهية المساجد والإسلام".

 وسخر ناشطون من حديث البعض الآن عن أن آيا صوفيا كنيسة وليست متحفا، مؤكدين أن المتشدقين بهذه الكلمات لا هم لهم سوى محاربة الإسلام والمسلمين.

وقال المذيع التلفزيوني المصري محمد جمال هلال: "لما تشتر كنيسة وتحولها لمسجد وتظل قرابة 500 سنة مسجد وبعدين تقرر تقفل المسجد أو تحوله لمدرسة أو مستشفي أو متحف! مش هيلموك وهيقول المساجد كتير وعادي ومفيش مشكلة! لكن لو قررت ترجعه مسجد تاني هيقولك ده كان كنيسة".

وقال أستاذ الأخلاق السياسية في قطر محمد المختار الشنقيطي: إنهم نسوا أن #آيا_صوفيا تحولت متحفا لمدة 86 عاما، ولم يطالبوا باتخاذها كنيسة طيلة هذه المدة، ولا استفزهم رقص الراقصات فيها.

وأضاف: "لما رجعت اليوم مسجدا -كما كانت لمدة 480 عاما- تذكروا فجأة أنها كانت كاتدرائية أورثودوكسية!"، قائلا: "واضح أن القوم لم يعد لديهم من الدين سوى كراهية الإسلام".

ولفت كمال النعيمي إلى أن "العلمانجية ومنافقي ومرتزقة حكام التطبيع ليست مشكلتهم إعادة #آيا_صوفيا مسجدا"، متوقعا تصويتهم للصهاينة حال حصل استفتاء بأحقية الأقصى للصهاينة أم المسلمين.

ولفت علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى تحول المساجد في الأندلس لكنائس وبارات ونوادي ليلية، وتحول مسجد بابري في الهند إلى معبد للأصنام، ورغبتهم في تحويل القدس بكل مقدساتها عاصمة للصهاينة، دون صوت غربي أو شرقي يدين هذه الجرائم، في حين أخرج تحويل آيا صوفيا لمسجد أضغان وأحقاد مرضى القلوب من الشرق والغرب، وفق تعبيره.