إغلاق جديد وفرض للكمامات.. أسباب عودة كورونا لمهاجمة أميركا بعنف

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، إن خريطة الولايات المتحدة لأماكن انتشار وباء كورونا صبغت يوم 6 يوليو/تموز 2020 باللون الأحمر، مع اقتراب عدد الإصابات الجديدة بـ كوفيد-19، خلال الأيام الستة الأولى من الشهر إلى 300 ألف شخص.

وحذر مسؤولو الصحة من نفاد الأماكن في المستشفيات، وانتشار العدوى على نطاق واسع، بعد عطلة نهاية الأسبوع واحتفالات عيد الاستقلال التي شهدت حشودا كبيرة من الأميركيين يشربون ويحتفلون بدون كمامات.

وقال مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فوسي: إن الولايات المتحدة "ما زالت غارقة حتى ركبتيها في الموجة الأولى للوباء".

ويقول تقرير نشرته الصحيفة: "أبلغت كل من أريزونا ونيفادا عن أعلى عدد من حالات الاستشفاء المتعلقة بالفيروس التاجي في الأيام الأخيرة".

تصاعد جنوني

ويتابع: "على الرغم من ادعاء الرئيس دونالد ترامب أن 99 ٪ من حالات كوفيد-19 غير ضارة، سجلت متوسطات السبعة أيام في 12 ولاية ارتفاعات جديدة، مع أكبر الزيادات في فرجينيا الغربية وتينيسي ومونتانا".

وبلغ متوسط ​​الحالات الجديدة اليومية في البلاد، خلال السبعة أيام الماضية، ارتفاعا قياسيا 6 يوليو/تموز، وهو اليوم الثامن والعشرون على التوالي لتسجيل الأرقام القياسية في عدد الحالات الجديدة".

وقد أعلنت وزارة الصحة بولاية أريزونا أن 89 ٪ من أسرة العناية المركزة بالولاية كانت ممتلئة صباح ذلك اليوم، حيث تجاوزت عدد الحالات 100 ألف حالة.

وفي مقاطعة ميامي-دايد، تراجعت السلطات عن خطة إعادة الفتح، وأصدرت أمرا طارئا بإغلاق صالات الألعاب الرياضية وأماكن الحفلات والمطاعم، بعد أن شهدت ولاية فلوريدا ارتفاع عدد الحالات إلى ما يزيد عن 10 آلاف حالة يوميا، و200 ألف في الإجمال، وفق التقرير.

ووفقا لما أعلنه كارلوس جيمينيز، عمدة ميامي-دايد، فإن الارتفاع الجديد كان مدفوعا بالعدوى بين الفئة العمرية من 18 إلى 34 عاما، الذين كانوا يتجمعون في أماكن مزدحمة دون ارتداء الكمامات والحفاظ على المسافة المناسبة.

وبعد الارتفاع الحاد الجديد في الإصابات، علق مجلسا النواب والشيوخ أعمالهم في عطلة لمدة أسبوعين، مما أدى فقط إلى تأجيل معركة محتملة، عندما يعودون، على حزمة إغاثة أخرى من الوباء.

ويقول التقرير: "لقد أبلغت الولايات المتحدة عن 2.9 مليون حالة إصابة بفيروسات تاجية حتى الآن، وتوفي ما لا يقل عن 127 ألف شخص على الصعيد الوطني". 

وبذلك فقد بلغت أعداد الوفيات المسجلة في الولايات المتحدة أكثر من ضعف الأعداد في أي دولة أخرى، وتمثل ما يقرب ربع جميع الوفيات المنسوبة للفيروس في جميع أنحاء العالم، وفق التقرير.

وفي إطار محاولة الحد من ارتفاع أعداد الحالات والحفاظ على قدرة المستشفيات، فرضت بعض الولايات قيودا جديدة.

وأعلن حاكم ولاية فرجينيا الغربية، جيم جاستيس، (من اليمين) أن تغطية الوجه ستكون إلزامية داخل المباني، وطلب من السكان الامتثال طوعا. 

جاء هذا بعد أن بلغت الولاية ذروتها على الإطلاق عند 130 حالة إصابة جديدة في يوم واحد يوم 5 يوليو/تموز، ليصل إجمالي حالات الإصابة إلى 3442 حالة في اليوم التالي.

وقال جاستيس في بيان موجز: "إذا ذهبت للعمل في مبنى، أتوقع منك أن ترتدي قناعا أثناء دخولك للعمل، وإذا كنت تعمل في منطقة بعيدة تماما عن المجتمع، فاخلع قناعك".

أفادت قناة WCHS التليفزيونية التابعة لوكالة ABC المحلية: أن "جاستيس" أجل في البداية قرار فرض لبس الكمامات لكنه سرعان ما أصدر أمر الإلزام في النهاية، وقال: "هذا هو الشيء الذي أريد أن أفعله، لأنني أعرف في قلبي إذا لم نفعل ذلك، فسوف نحصل على جنازة بعد الجنازة".

ويوضح التقرير كيف كانت الجامعات، التي تقترب بسرعة من الخريف، تناضل أيضا حول كيفية توفير التعليم دون المخاطرة بصحة الطلاب.

فقد أعلنت جامعة هارفارد، أنها ستعيد فتحها مع أقل من نصف الطلاب الجامعيين في الحرم الجامعي، وهي علامة على القيود غير العادية التي تواجهها الكليات في جميع أنحاء البلاد أثناء رسمها لخطة فترة الخريف. 

وقالت الجامعة: إن ما لا يزيد عن 40 ٪ من الطلاب الجامعيين في جامعة هارفارد سيعيشون في حرم جامعة ايفي لييج في كامبريدج، ماساتشوستس، عندما يبدأ العام الدراسي. 

وسيكون معظمهم من طلاب السنة الأولى، الذين سيحصلون على الأولوية؛ لمساعدتهم على التكيف مع الحياة الجامعية.

وبينت الجامعة أن جميع المقررات سيتم تدريسها عن بعد، بغض النظر عن مكان إقامة الطلاب، وستبقى الرسوم الدراسية نفسها.

التعامل بجدية

ويقول التقرير: "يناشد مسؤولو الصحة العامة الشباب أن يأخذوا الفيروس على محمل الجد، فقد أدت الحالات الجديدة بين هذه الفئة العمرية إلى ارتفاع كبير في عدة أماكن". 

ودعا مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فوسي، الشباب إلى إدراك أنهم ليسوا "غير معرضين لخطر العواقب الوخيمة" للفيروس. 

وعلى الرغم من أنهم قد لا يمرضون بما فيه الكفاية حتى ينتهي بهم المطاف في المستشفى، إلا أنهم ما زالوا يمكن أن يمرضوا "لمدة طويلة"، على حد قوله. 

وأضاف: أنه من خلال الإصابة بالعدوى، "إنهم يسرعون عملية التفشي" وقد يصيبون دون قصد شخصا ضعيفا، مع نتائج مميتة محتملة.

وتابع: "على الرغم من أن الأطفال الصغار يعتبرون أقل عرضة للإصابة، فإنهم أظهروا قابلية التأثر بينما يحاول الناس العودة إلى روتينهم المعتاد". 

وقد أفادت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في تكساس يوم 6 يوليو/تموز أن ما لا يقل عن 1335 شخصا ثبتت إصابتهم في مرافق رعاية الأطفال، وأن حوالي ثلث الحالات كانت من الأطفال.

ويقول التقرير: "يصر ترامب وحملته بشكل متزايد على أن الأميركيين بحاجة إلى الاستمرار في عيش حياتهم على الرغم من الوباء". وغرد ترامب في 6 يوليو/تموز "يجب فتح المدارس في الخريف".

ودفاعا عن موقفه فقد قلل ترامب من ارتفاع الحالات، وعزا ذلك إلى الاختبارات الموسعة، وشدد مؤخرا على أن الوفيات في الولايات المتحدة لم ترتفع مع الحالات الجديدة. 

وقد غرد في نفس اليوم أيضا: "إن معدل الوفيات لفيروس الصين في الولايات المتحدة هو فقط أدنى مستوى في العالم".

ويوضح التقرير أنه ليس كل الجمهوريين لديهم نفس الاستهتار، فقد أظهر البعض نبرة أكثر جدية. وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل في مؤتمر صحفي: "كنا نأمل أن نكون في طريقنا لتوديع هذا الوباء، من الواضح أن الأمر لم ينته". 

وتابع: "انتقد مسؤولو الصحة العامة في كلا الحزبين إدارة ترامب لرفضها العلم والخبرة في تعاملها مع الوباء". ودعا عشرات العلماء الحكوميين السابقين إلى نهج قائم على العلم.

وكتب مسؤولون في إدارات ترامب، والرئيسان السابقان باراك أوباما، وجورج بوش: "أن تنحية العلم جانبا قد كلف بالفعل أرواحا، وعرض سلامة أحبائنا للخطر، وأضعف قدرتنا على إعادة فتح أعمالنا ومدارسنا وأماكن عبادتنا بأمان، وعرض صحة ديمقراطيتنا نفسها للخطر"، وفق التقرير.

وواصل: "حثت مجموعة أخرى تضم أكثر من 200 عالم من عشرات البلدان منظمة الصحة العالمية على أن تأخذ بجدية إمكانية انتقال الفيروس عبر الهواء"، قائلة: إن هناك أدلة متزايدة على أنه يمكن أن يبقى في الهواء داخل الأماكن المغلقة معلقا بالجزيئات الصغيرة".

ومن ناحية أخرى يقول التقرير: "أعلنت شركة التقنيات الطبية بيكتون-ديكنسون، أيضا، أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية منحتها ترخيصا طارئا لإنتاج اختبار تشخيص سريع، يمكن استخدامه في مراكز الرعاية الأولية لمصابي كوفيد-19، والذي يعطي نتائج في غضون 15 دقيقة".

سيتم استخدام الاختبار الجديد الذي يكتشف وجود الفيروس بالاقتران مع أداة تشخيصية أخرى من الشركة، والذي هو قيد الاستخدام في أكثر من 25000 مستشفى ومركز طبي وصيدلية في جميع أنحاء البلاد.

وزاد التقرير: "في مايو/أيار 2020، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA أول موافقة طارئة على أداة اختبار لمضاد الفيروس التاجي الجديد، من صنع شركة Quidel Corp".

وقال فوسي: "عانينا بالفعل الكثير من الألم الاقتصادي، والشخصي. سنتجاوز هذا الأمر بالعلم من خلال توفير الأدوية سواء لعلاج المراحل المبكرة أو المتأخرة للحالات"، مضيفا: "اصمدوا، سينتهي كل هذا، نحن نعدكم بذلك".