بعد اعتراف ترامب بتبعيته لإسرائيل.. ناشطون يؤكدون: #الجولان_سوري

شدوى الصلاح | منذ ٥ أعوام

لم تكد تمضي شهور قليلة على نقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السفارة الأمريكية للقدس في 14 مايو/آيار 2108، حتى أعلن اعترافه بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على هضبة الجولان المحتلة.

فالجولان التي تقع بكاملها ضمن الحدود السورية بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي في حرب 1967، وهي الخطوة التي لم يعترف المجتمع الدولي بها.

غضب النشطاء

ناشطون عبر هاشتاج "#الجولان_سوري"، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أعربوا عن غضبهم من تصريحات ترامب، مطالبين الدول العربية بموقف حاسم من تلك التصريحات التي وصفها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بـ"الشجاعة".

كما استنكر كتاب وأكاديمون ومحللون سياسيون عبر حساباتهم بتويتر، الصمت العربي، منددين بانحراف البوصلة الفكريّة للحكام العرب وفقرهم لامتلاك الإرادة وانشغال إعلامهم بتمجيد الحاكم وإنجازاته وخداع شعوبهم.

كابوس الإنسانية

وقال الدكتور يوسف اليوسف -الأكاديمي الإماراتي- الصمت العربي على تصريحات ترامب، "معتوه البيت الأبيض مستمر في اقتطاع الأراضي العربية لصالح الاحتلال الإسرائيلي العنصري وكأنه يمهد لقيام دولة إسرائيل الكبرى والعملاء وأصحاب الكراسي في المنطقة يلوذون بالصمت وكأن الأمر لا يعنيهم من بعيد أو قريب".

وتساءل: "ألا يكفي هذا مبررا لكنس هذه الزبالة التي أصبحت عبئا على هذه الأمة".

وقال الدكتور عزمي بشارة -الكاتب والباحث مدير المركز العربي للأبحاث ـ،"استنتج ترامب أنه يمكنه أن يتصرف بالشؤون العربية كما يريد وأن يفعل ما شاء في خدمة إسرائيل، وأن لا يحسب للدول العربية أي حساب. ثمة تجارب مع أشخاص ودول وزعماء دول ساعدته في الوصول إلى هذا الاستنتاج".

وأضاف في تغريدة له على تويتر: "لا نهاية واضحة لمسلسل كابوس الإنسانية المكنى ترامب. كل يوم يقوم بعملية تخريب جديدة لقواعد العلاقة بين البشر وبين الدول. كل يوم يصدر عنه شر جديد".

ضياع البوصلة

وقال ياسر الزعاتر -الكاتب والمحلل السياسي- "ترامب يواصل مسيرة صهينته الوقحة والمفضوحة، اليوم قال بصفاقة: "قد حان الوقت للولايات المتحدة للاعتراف الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان"، لأن ذلك "مهم لأمن إسرائيل واستقرار المنطقة". من أعلن صهيونية القدس، لن يستثني الجولان، لكنه واهمٌ، فالصراع مستمر، اعترف أم لم يعترف".

وأضاف: "أنظمة العرب التي صمتت على موقف ترامب من القدس، لن يُنتظر منها موقفا يُعتد به من موقفه الجديد من الجولان. أنظمة لا تمنح ترامب وحده فرص الاستخفاف بالأمة، بل ما تبقى من القوى الكبرى أيضا"، مستطردا: "لم يحدث أن كان الوضع العربي الرسمي بمثل هذا المستوى من الضعف وضياع البوصلة كما هو عليه الآن".

وتساءل هيثم أبو خليل -الناشط السياسي والحقوقي المصري- "هو مفيش حاكم عربي هيرد على ترامب ويقوله الجولان عربية؟".

وأكد أن بلطجة ترامب ووزير خارجيته بشرعنة احتلال إسرائيل للجولان وقبلها للقدس ينهي أسطورة المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة .. والمفروض أن يجمع السوريين ضد بشار وعصابته الذين لم يطلقوا رصاصة واحدة تجاه الجولان ولكن كانت كل قذائفهم وبراميلهم المتفجرة فوق رؤوس السوريين!

صمت عربي

ووصف الدكتور محمود رفعت -الخبير بالقانون الدولي- إن تصريح ترامب بأنه شديد الخطورة، مستطرداً: "رغم أن القانون الدولي لا يقر اعترافات ترامب بتبعية القدس والجولان لإسرائيل، تبقى أفعال ترمب تقرر أمر واقع يصعب إزالته، خاصة بظل صمت النظام الرسمي العربي اللاهث للتفريط مقابل الكرسي".

واستبق حديثه بالإشارة إلى موقف دول عربية وخليجية من الكيان الإسرائيلي، ناشرا مقطع فيديو للعاهل الأردني الملك عبد الله يتحدث فيه عن تعرضه لضغوط من الخارج لتغيير موقفه بشأن القضية الفلسطينية والقدس.

وعقب "رفعت" قائلاً: "ليس سرا أن من يمارس الضغوط هم السعودية والإمارات لإتمام صفقة القرن بوهم تثبيت إسرائيل كراسيهم، لكنهم لا يعون ما يعي ملك الأردن، أن التفريط سينهي دولهم وليس فقط حكمهم".

قوة المقاومة

ونشر الدكتور عبد الله الشايجي -استاذ العلوم السياسي بالكويت- تغريدة الرئيس الأمريكي بشأن الجولان، قائلاً "إن ترامب ينسف ثوابت الاستراتيجية الأمريكية بعدما اعترف بالقدس المحتلة عاصمة أبدية لدولة الاحتلال.

وأوضح أن ترامب في هذه التغريدة خالف القانون الدولي بتأكيده أنه حان الوقت لاعتراف أمريكا بسيادة إسرائيل على الجولان السورية المحتلة منذ 52 عاما حرب 1967! لأنها تشكل أهمية استراتيجية وأمنية لإسرائيل"!.

وجزم الدكتور أمين حطيط - أستاذ القانون بجامعة لبنان- أن هذا الاعتراف العدواني الذي جاء ردا على الهزيمة الاستراتيجية التي تجرعها العدوان على سوريا بقيادة أمريكا يؤكد أن الجولان لن تتحرر إلا بقوة المقاومة وهي قوة تتحضر حتما لانجاز المهمة بعد الانتصار الاستراتيجي الكبير الذي حققته سورية وحلفاؤها.

وأضاف أن ادعاء أمريكا سيادة المحتل الإسرائيلي على الجولان السوري المحتل فيه انتهاك صارخ لكل قواعد القانون الدولي والشرعية الدولية التي تتشدق بها"، قائلاً: "وفيه درس لكل أولئك الذين يثقون بأمريكا لتحصيل حقوقهم، فأمريكا لا تعرف حقا ولا قيمة للحق عندها، أمريكا فقط تفهم بمصالح القوة ولا شئ بعد ذلك".

 استخفاف فاضح

وأشار الكاتب السياسي الدكتور مأمون أبو عامر - المتخصص في الشئون الإسرائيلية- إلى أن اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل هو قرار الإدراة الأمريكية بإنهاء قواعد النظام الدولي القديم الذي كانت تقوده أمريكا نفسها، وبدء مرحلة تقوم على سيطرة القوة فقط على قواعد العلاقات الدولية.

وقال الدكتور محمد محسوب -وزير الشؤون القانونية والبرلمانية المصري الأسبق في حكومة هشام قنديل-: "بالأمس نقل ترامب سفارته لدى إسرائيل إلى القدس المحتلة.. اليوم يعلن شرعية احتلال الجولان لاستقرار المنطقة!"، قائلاً إنه استخفاف فاضح بأنظمة عربية وإدرك أنها لا تنتفض إلا ضد شعوبها فهل أدركنا أن أم المعارك هو التأسيس لنظام عربي جديد قوامه دول مدنية حرة؟ وقتها لن يجرؤ على الاستخفاف بنا أي ترامب".

خيبة جديدة

ومن خلال أكثر من هاشتاج منها "#الجولان، #الجولان_سورية، #الجولان المحتل"، أجمع ناشطون على أن الصمت العربي اليوم على الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على الجولان، سيوصل العرب غدا إلى الاعتراف بسيادة إسرائيل من النيل إلى الفرات، واصفين الصمت على تصريح ترامب بأنه "خيبة جديدة تنضم لخيبات العرب المتعددة".

وأكد المغرد شلبي أن الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على الجولان مرفوض، قائلاً: "اليوم الجولان وغداً من النيل إلى الفرات، نختلف مع النظام السوري من الألف إلى الياء، ولكن أن تغتصب أرض عربية وتكون السيادة فيها للمحتل هذا أمر مرفوض ولا نقبله".

وأكد مصطفى غاندي: "امبارح (أمس) القدس والنهارده (اليوم) الجولان وبكره (غدا) القاهره وبعده بغداد كل الحكاية مسألة وقت سلاما علي خير أمة أخرجت للناس".

وأشار المغرد قحطان الشهري إلى أن إهانات ترامب في عامين تجاه العرب لم تقترفها إسرائيل وحكامها والمستعمرون للوطن العربي في تاريخهم!، قائلاً: "اعترف بالقدس عاصمة للصهاينة واليوم يعترف بالجولان وإذا لم تردعه الأنظمة العربية الهشة سوف يطالب ببابل العراق وأهرامات مصر ومكة والمدينة للصهاينة كحق تاريخي لليهود! بجح ومغرور!".

وغرد صاحب حساب مخلل استراتيجي، قائلاً: "حتى لو اعترفت أمريكا والغرب بالقدس عاصمة للصهاينة وقاموا بضم كل أرض فلسطين للصهاينة فلن يتحرك المتحكمون العرب ولو شبرا واحدا! يوم أن يزول المتحكمون العرب من على رأس شعوبهم ترجع فلسطين كاملة بإذن الله".

وقال توفيق كرابة: "ليعترف ترامب ما شاء له الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان وليعترف أيضاً حلفاءه من أوروبيين وأعوانهم ولكن تبقى الحقيقة ناصعة البياض أن الجولان جزء لا يتجزأ من تراب سوريا الحبيبة وحفنة منه تساوي أمريكا وأوروبا مجتمعين وسيعود يوماً إلى حضن الأم الكبرى".

الحبة الثانية

وكتب عمر عبد اللطيف: "تنازل الأسد الأب عن الجولان للمحتل الإسرائيلي وكذلك فعل وريثه ببيعه رسميا وحماية حدود إسرائيل مقابل حمايته وبقائه في الحكم، أين هو الآن وأين هم شركاؤه من إيران إلى حزب الله مما يجري؟ الجبناء لم نراهم إلا وهم يستقوون على السوريين بقتلهم وتشريدهم وتدمير مدنهم ".

وقال خالد الشمري: "إنه التمادي .. وكيف تمادى ؟ بعد أن رأى رأي العين كيف خذل العرب قضيتهم فلسطين في صفقة القرن ويبدو أنه بسكوت العرب ضموا الجولان للصفقة.. "ألا بعداً لعاد".

واعتبر حسين كامل، ما قام به ترامب بأنه عدوانية ضد العرب، مؤكدا أنه فاق ما فعله كل أسلافه من الرؤساء الأمريكان الذى حكموا الولايات المتحدة على مر العصور.

وغرد عايد صقر كاميل قائلة إن "الوقت غير ملائم لتصفية الحسابات بين العرب، حان الوقت ولأول مرة لتوحيد الصفوف لقضية وحدة مصيرية مشتركة. اليوم الجولان، بكرا (غدا) وين ما كان. بس تفرط (تقع) حبة وحدة بتكّر المسبحة.، وللتذكير هذه الحبة الثانية بعد القدس".