"ازدواجية مواقف".. لماذا تمتدح أصالة نصري السيسي وتناهض الأسد؟

12

طباعة

مشاركة

أغضبت الفنانة السورية أصالة نصري، رواد موقع "تويتر" بسبب الفيديو كليب الذي طرحته على موقع يوتيوب بعنوان "الحب والسلام" في 3 يوليو/تموز 2020، ذكرى الانقلاب العسكري في مصر، حيث ظهر فيه التمجيد الواضح لرئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي.

واعتبر ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم #أصالة_نصري، #أصالة، #عمر المختار، الكليب الجديد للمطربة السورية سقطة مهنية وأخلاقية في تاريخها الفني والإنساني، وذكروا بموقفها المناهض لرئيس النظام السوري بشار الأسد وخروجها من سوريا.

واستنكروا طريقة عرض الكليب الذي تظهر فيه صور عدة لفنانيين أدباء وساسة مصريين وعرب، وتزامن ظهور صورة أنور السادات رئيس مصر الأسبق المعروف بأنه "عراب السلام" مع إسرائيل في الخلفية أثناء غناء أصالة بكلمة "أنا الحب والسلام".

واستهجن ناشطون تعاقب ظهور صورة السيسي بعد صورة القائد الليبي عمر المختار أحد أشهر المقاومين العرب والمسلمين، منتقدين تأييد أصالة للسيسي الذي ارتكب جرائم بحق المصريين لا تقل جرما عن جرائم الإبادة الوحشية التي ارتكبها رئيس النظام السوري بحق شعبه.

تسيس الفن

وشجب ناشطون عبر تغريداتهم على "تويتر" تسييس الفن، والمتاجرة به لتلميع الأنظمة الفاسدة وتزيف وعي الشعوب وتوجيه الجمهور وتشويه التاريخ.

وقال أستاذ الأخلاق السياسية محمد المختار الشنقيطي: "لا أصالة ولا معاصرة.. بل نخب زائفة، فقيرة الضمير، عديمة الإحساس،  تزخرف الباطل، وتداهن الفجرة. وإلا فهل يصل عمى البصيرة حد الربط بين السفاح السيسي والشهيد عمر المختار؟!".

وكتب الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل: "ممكن حد يفهمني إيه علاقة السيسي بالمجاهد العظيم عمر المختار في أغنية أصالة؟!"، مضيفا: "السيسي لو كان بيحكم في زمن عمر المختار كان زمانه بيقول عليه إرهابي وبيستقبل في القاهرة السفاح الإيطالي رودولفو جرتسياني وعمل مؤتمر صحفي مشترك ومطالبة عمر المختار ورفاقه بالاستسلام !!".

وغرد الإعلامي محمد جمال هلال، قائلا: "قبل أن تلوموا أصالة لوموا أنفسكم !! أين أنتم من صناعة القوى الناعمة والفن!!"، مشيرا إلى أن "محور الفساد والاستبداد يعرف قيمة الفن والفنانين يصنع مسلسلات وأغاني وكليبات ويستعطف الناس ويدغدغ مشاعرهم حول أوهام وأكاذيب". وأضاف: "السيسي أصبح مثل عمر المختار على الحائط تجمعهما الصور، والمختار يلعنكم".

ازدواجية المواقف

واستغرب ناشطون من ازدواجية مواقف أصالة وتمجيدها للسيسي في أغنيتها التي تزامن ظهور صورته مع غنائها بعبارة "أنا بصارع من البداية أنا هدافع للنهاية"، واتهموها بركوب موجة الثورات دون موقف نابع من الدفاع عن مبدأ مناهضة الأنظمة الديكتاتورية.

وتساءلت نسرين: "ما هذا التناقض والوقاحة من أصالة؟ تساوي بين عمر المختار القائد والزعيم بواحد بلحة مثل السيسي؟ على أساس خرجت  من سوريا لأنها ضد بشار الأسد وذهبت إلى مصر لكي تُعرض وتصفق لبلحة!".

ونصح الصحفي نظام المهداوي، بعدم تصديق أمثال المغنية #أصالة_نصري ووطنيتها وإنسانيتها حين أعلنت معارضتها لبشار الأسد، قائلا: إن "كل ما في الأمر أنها ركبت موجة الثورة واعتقدت أنها منتصرة قريبا".

وأضاف: "أمثال أصالة هم مع الطغاة ولهذا رأت أن تغني للسيسي الذي قتل المئات وغيب الآلاف وتضع صورته مع عمر المختار".

وقالت حياة اليماني: "السيسي الذي تغني له الست #أصالة_نصري وتخصه بكادر واحد مع المناضل الليبي عمر المختار  وهي تقول أنا هدافع للنهاية، ما هو إلا عسكري وصل للسلطة بانقلاب دموي ويقبض عليها بالقتل والسجن والتشريد والتعذيب فكيف ترفض هي مجازر بشار ثم تغسل دماء المصريين من على يديه".

ورأى صباح حمامو أن "قمة الحقارة أن توضع صورة عمر المختار، الذي حارب وأُعدم لاستقلال  بلاده، بجوار قائد عسكري ارتكب مذابح وتخلى عن أرض وطنه، وأهدر كرامة أبنائه، كما لم يفعل أحد حتى المحتل الأجنبي"، ناشرا صورة للشاعرة المصرية شيماء الصباغ، التي قُتلت في عهد السيسي وهي تحمل وردة وتركت طفلا صغيرا.

محور الشر

وأعرب ناشطون عن غضبهم من أصالة، واتهموها بـ"التشبيح" والبحث عن مصالحها المادية والتربح من الفن ومغازلة دول عرفت بأنها محور الشر ومناهضة لثورات الربيع العربي وهي: "مصر والسعودية والإمارات"، بظهور صور لزعمائها في الكليب.

وقال ضرار خطاب: إن "الفنان الذي يقحم شخصيات سياسية في أعماله بصورة إيجابية، هو يختار طوعا أن يكون شبيحا لهذه الشخصيات"، مؤكدا أن "الانخراط في أي فن، يتطلب التحرر والانعتاق من كل القيود السائدة في كل المجتمعات".

وأشار الكاتب والصحفي الأردني ياسر أبو هلالة إلى أن أصالة نصري غنت للدكتاتور المقبور حافظ الأسد "يا حافظ العهد يا طلاع ألوية"، ووقفت مع السعودية عندما كانت ضد بشار ليس أكثر، لافتا إلى أنها مع مصالحها في السوق السعودي والإماراتي والمصري وليست مع شعبها.

وتعجبت الصحفية نادية كمال، قائلة: "لايمكن لإنسان أن يناقض نفسه لهذه الدرجة يعارض ديكتاتور ويؤيد آخر، أعتقد أن #أصالة_نصري كان عندها مشكلة شخصية مع نظام بشار الأسد ولم تكن داعمة للثورة بمعناها الحقيقي! فأغلب الفنانين يعتمدون بحفلاتهم وأعمالهم على أموال الطبقة الحاكمة التي تطالبهم دائما برد الجميل".

ولفت مغرد آخر إلى أن "أصالة تحاول تلميع رموز معفنة لمحور الشر العربي"، معتبرا ذلك بمثابة "سقوط حر جديد لها لمحاولتها تلميع المجرم السيسي بوضع صورته القذرة بجانب الشهيد البطل عمر المختار في أغنيتها الحب والسلام".

وسخر قائلا: "شتان بين الثرى والثريا كان وضعت صورة عزيز وبشار لتكتمل صورة الشر في الكوكب.. في نفس الأغنية".

وأكد محمد أن "الحب والسلام عند خروج المعتقلين والترحم على الشهداء كل الشهداء ومساندة أهليهم وذويهم، الحب والسلام لمساندة المظلومين والوقوف بوجه الظلمة المفترين أصالة أثبتت بأن التعريص لا يمكن تحديده بقالب جنسية محددة، بل هو أسلوب قومي ومصدر رزق ومرض مُعد استفحل وانتشر كوباء في بلادنا".

يشار إلى أن أصالة نصري المقيمة في مصر ناهضت النظام السوري مع انطلاق الثورة السورية 2011، وأكدت أن من يدافع عن بشار الأسد مجرم، وأعربت عن تضامنها مع الثورة السورية ودعت الثوار للاستمرار في ثورتهم لحين تحقيق أهدافهم.

وغنت موال "آه لو الكرسي بيحكي" الذي انتقد استمرارية حكم النظام في دمشق، وطالب برحيله، وشاركت في 2012، بمهرجان "وطن يتفتح للحرية" في قطر تعبيرا عن رفضها لسياسة النظام السوري ودعمها للحرية في سوريا، من خلال غنائها للأغاني التي ترمز للنضال والثورة.

وطالبت أصالة مرات عدة السلطات المصرية بمنحها الجنسية المصرية، وذلك نتيجة لإقامتها الدائمة داخل مصر منذ خروجها من سوريا.