"تآمر وغدر".. كيف تدير الإمارات حملات الذباب الإلكتروني ضد عُمان؟

مسقط- الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

عبّر ناشطون على موقع "تويتر" عن غضبهم بعدما كشف حساب "هاكرز عُمان" عن دور الإمارات في تحريك الذباب الإلكتروني للتحريض ضد سلطنة عُمان وتدبير المؤامرات وتأليب الشعب العُماني ضد قيادته، وطالبوا سلطات بلادهم باتخاذ موقف حاسم لردع أبوظبي.

ونشر القائمون على الحساب الذين يعرفون أنفسهم بأنهم مجموعة هواة ومختصون يسعون لتوفير بيئة إلكترونية نظيفة وآمنة للجميع، تحت وسم #فضيحة_الذباب_الإماراتي، ثلاث مواد مرئية، موضحين أنهم حصلوا على معلوماتهم من خلال اختراق أحد الحسابات التي اشتهرت بالإساءة لعُمان.

ذباب إلكتروني

وتحتوي المادة الأولى على صور وبيانات شخصية وأدلة عن دور أحد العسكريين الإماراتيين في الملحقية العسكرية الإماراتية بالأردن يدعى يوسف حسن مراد آل طاهر البلوشي من إمارة رأس الخيمة، عبر منصة "تويتر" وإدارته لـ13 حسابا ضد السلطنة وشعبها.

وتوثق المادة نماذج من إساءة البلوشي للسلطنة عبر الحسابات الأخرى التي يديرها، وتخطيطه لمحاولة التأثير النفسي وزعزعة استقرار السلطنة وفبركة القصص واحتقار المواطن العُماني.

وكشف القائمون على الحساب في المادة المرئية الثانية عن مبتعث إماراتي إلى لندن يدعى عيسى عبد الله ناصر العيسائي لقبوه بـ"ذبابة لندن الإماراتية"، وعلاقتها بمن وصفوه بـ"الخائن" سعيد جداد والدور الذي تلعبه هذه "الذبابة الإماراتية" في توفير الدعم الفني لباقي الحسابات.

أما المادة الثالثة، فتحدث فيها حساب "هاكرز عُمان" عن دور "الذبابة" أمل بنت جاسم -مغردة كويتية- وحقيقة جنسيتها، وقصة المملكة السعودية وكيف يستغلها الذباب الإماراتي لتحقيق أهدافه "الخبيثة".

 

تآمر وغدر

وصب ناشطون جام غضبهم على دولة الإمارات العربية المتحدة، مستنكرين دورهم وغدرهم بجارتهم العُمانية، ووصفها أحمد بن مبارك بأنها "قطعة جغرافية لا ترقى إلى مستوى دولة، ينظرون إلى أنفسهم على أنهم رقم صعب في المعادلة الدولية وأنهم قوة عظمى وحقيقة أمرهم دعارة وغسيل أموال".

وتمنى مغرد آخر أن يتم عزل "شيطان العرب" –محمد بن زايد- عن الحكم، معتبرا ذلك "أملا لأن تصبح الدول العربية والخليجية تعيش بسلام مطمئنين".

وقال أبو هزاع الخميسي: إن "ما يحدث من الإمارات هو مرض نقله محمد دحلان لمحمد بن زايد من مؤامرات وخيانات واغتيالات"، مشيرا إلى أن "هذا ما فعله دحلان مع المقاومة الفلسطينية والفلسلطينيين لصالح الصهاينة والآن يطبقه محمد بن زايد، لكن بشكل أكبر على مستوى دول من تآمر وتجسس واغتيالات، من تدبير أستاذه عميل إسرائيل دحلان".
 

ولفت مغرد آخر إلى أنها "ليست فضيحة بقدر ما هي مأساة بحق الشعب الإماراتي الوفي، لأن الحكومة في الإمارات سخّرت قوتها ودراهمها في زعزعة الاستقرار في جميع دول المجلس والعالم ودمرت اليمن".

وتساءل ناشط آخر، قائلا: "متى نرى فضيحة الإمارات السياسية تنتشر في ربوع الوطن العربي مثل فضيحة ذبابهم الإلكتروني؟".

وكتب محمد إن "الإماراتيين معروفون بخبثهم في زرع خلايا تجسسية للسيطرة على موانئ مهمة في السلطنة الهدف عرقلة المشاريع الحيوية كما حدث في ميناء مطرح وتطويره وصحار والدقم، تعمد ابتزاز العُمانيين في الحدود البرية قتل مواطن وغيرها من أفعال شيطانية نابعة من الحقد والكراهية".

ردع أبوظبي

وطالب ناشطون عُمانيون حكومة بلادهم باتخاذ موقف حاسم ضد الإمارات بعد ما كشفه أصحاب حساب "هاكرز عماني"، لردع أبوظبي وإيقافها عند حدها.

ونشرت بنت سالم صورة تجمع محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، والسلطان هيثم بن طارق، ويظهر فيها الاثنان يحدقان النظر لبعضهما، معقبة بالقول: "قراءة العيون تعطي الإجابة دون وسيط".

وأضافت: "هذه المرة لازم حكومتنا وسياستنا ما تسكت عن هذه المهزلة الي صارت لازم توقفهم عند حدهم لأنه صراحة الكلاب نبحت واجد (كثيرا) ولسانهم طالت وشمخت ما نلومهم ترانا دولة ناجحة سياسيا وقيادة والكل يمدح فينا عكسهم المرتزقين".

وقال ابن الثنينان: إن "عٌمان خنجر في خاصرة كل مسيء وحاقد ضد هذا الوطن، عُمان عالية وقلعة منيعة وشامخة برجالها الأشاوس، مستطردا: "أما بالنسبة لـ#فضيحة_الذباب_الإماراتي نقول لهم لن تنالوا من المجتمع العُماني بكل طوائفه هم كالبنيان المرصوص وسوف تقف عُمان بكل شموخها أمام كل من تسول له نفسه بالسوء اتجاهها".

وأشار هادي السجايا إلى أن "الأغلبية العظمى تعلم سلفا بوجود هذا الذباب الإماراتي ومنذ فترة ليست بالوجيزة"، مؤكدا أن "الحل الجذري لهذا الذباب هو قطع الرأس المدبر".

وحذر النهدي بأن صمت رجال سلطنة عُمان عن الأقاويل الصبيانية والتطاول على السلطنة وقادتها وشعبها لن يستمر، قائلا: إن "الدم العُماني فصيلة واحدة وصفهم واحد، فإن ثاروا فلا تلوموهم".

وكتب علي العامري، قائلا: "إذا المقاطع المنتشرة حاليا صحيحة فهذه جريمة مع سبق الإصرار والترصد وما خلية ٢٠١٠ عنا ببعيد".

يشار إلى أن العلاقات الإماراتية العُمانية مرت بمحطات خلافات خرجت للعلن أكثر من مرة، وكشفت استهداف أبوظبي لنظام الحكم في عُمان وآلية العمل الحكومي والعسكري فيها، ودعمت محاولات متعددة للانقلاب على الحكم، ودفعت بخلايا تجسس إماراتية تم كشفها.

ووفق التقارير فإن أطماع دولة الإمارات في السلطنة لها جذور تاريخية تعود إلى فترة حكم الشيخ زايد، حيث أمر في سبعينيات القرن الماضي بتشكيل خلايا في صفوف العُمانيين من قبيلة الشحوح المقيمين في المناطق المجاورة لإمارة رأس الخيمة، وكسب ولائهم واستمالة بعضهم بإغراءات كبيرة للتخلي عن الجنسية العمانية وحمل الجنسية الإماراتية.

وأطماع الإمارات في عُمان لها مجموعة عوامل أبرزها: نظرة أبوظبي لسيطرة السلطنة على مضيق هرمز عبر شبه جزيرة مسندم العمانية المحاطة من كل الجهات من دولة الإمارات.

وشكلت العقيدة الدبلوماسية لسلطنة عُمان منذ تأسيسها، أزمة بالنسبة للإمارات، حيث تحافط السلطنة على علاقتها مع قطر التي فرضت عليها الإمارات والسعودية حصارا منذ يونيو/حزيران 2017، كما امتنعت عن المشاركة في عاصفة الحزم التي شنتها دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، على اليمن في 2015.

وتشترك دولة الإمارات العربية المتحدة مع سلطنة عُمان حدوديا من الجهة الجنوبية الشرقية، والجهة الشمالية الشرقية، ويبلغ طول الحدود بينهما 450 كيلومترا.