"القيمة المضافة".. هكذا حمّل ابن سلمان السعوديين فشل سياساته الاقتصادية

الرياض - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أثارت زيادة ضريبة القيمة المضافة بنسبة 15 بالمئة التي أقرتها المملكة العربية السعودية في مايو/أيار 2020، والمقرر تطبيقها رسميا مطلع يوليو/تموز 2020، غضب ناشطين على موقع "تويتر"، ودفعتهم لمطالبة السلطات بالتراجع عنها.

وأكد ناشطون عبر مشاركتهم في وسم #ضريبة_القيمة_المضافة أن المتضررين منها هم ذوو الدخل المتوسط والمحدود والفقراء، مقترحين فرض الضريبة على الدخل وليس على السلع والاحتياجات الأساسية لأن التجار سيحملوها على المستهلك للحفاظ على أرباحهم.

وحثوا وزارة التجارة على متابعة الأسعار الاستهلاكية وغيرها وتكليف التجار بوضع تسعيرة لكل منتج وتحديد الأسعار والربحية بشفافية لعدم إعطائهم فرصة للتلاعب بالأسعار، مستنكرين تبرير السلطات السعودية بأن أزمة كورونا وراء إقرار زيادة الضرائب.

ورأى رواد "تويتر" أن القرار مجحف بحق المواطنين ودليل على التخبط الإداري وفشل السياسات الاقتصادية، معتبرين زيادة الضرائب وسحب بدل المعيشة هما ضربتان في رأس المواطن السعودي.

الفئات المتضررة

وتضامن ناشطون مع أصحاب الدخل المحدود والعوائل الفقرة والعاطلين عن العمل كونهم أبرز المتضررين من زيادة الضرائب بالسعودية، وقالت عبلة مرشد: إن "#ضريبة_القيمة_المضافة للأسف التأثير الكبير سيكون على صاحب الدخل المحدود وعلى كل من هو لا ينتمي لفئة التجار، لأن التاجر بيعوض ما قد يؤخذ منه مستقبلا من المستهلك الضعيف".

وأكدت ليان سامي أن "ليس من العدل فرض الضريبة على جميع الشعب"، متسائلة: "ليش ما تكون فقط على التجار وكبار الشخصيات ومن لهم أرصدة بالملايين؟".

وأشارت إلى أن أصحاب الدخل المتوسط والفقير سوف يعانون كثيرا خاصة مع فواتير الكهرباء والمياه والإيجارات بالإضافة إلى مصاريف البيت والأبناء.

ووجه محمد الطريقي أبو عبد العزيز، سؤلا لوزير المالية قائلا: "هل تم دراسة وضع ذوي الرواتب المنخفضه حين تم إقرار ضريبة القيمة المضافة؟". مضيفا: "ليس من الرحمه أن يتساوى صاحب راتب خمسون ألف مع خمسة آلاف لست مشرعا ولكني مواطن ولي الحق بالعيش الكريم".

لعنة النظام

وصب ناشطون جام غضبهم على النظام الحاكم بالمملكة العربية السعودية ومتخذي القرارات، واقترحوا حلولا بديلة للخروج من الأزمات الاقتصادية الراهنة والتأكد من فرض الضرائب على من يستحق.

ورأى أحد المغردين أن المواضيع التي يحب أن تكون حديث الساعة في وسائل الإعلام السعودي وكذلك جلسات نقاشية في مجلس الشورى  وقضايا رأي عام المثقفين والكتاب بدل التطبيل وتوجيه الرأي العام بعيدا عن المشاكل التي خلقها مبس (محمد بن سلمان ولي العهد السعودي) وأعوانه هي: "#الراتب_ما_يكفي_الحاجة، #تجمع_العاطلين_السعوديين، #ضريبة_القيمة_المضافة".

وأعرب ناشط آخر عن استعداده دفع #ضريبة_القيمة_المضافة على أن تذهب للضمان الاجتماعي أو لدعم العاطلين السعوديين وألا تصرف كالعادة على دول الجوار.

وقال مغرد آخر: "من المفترض إذا تم تطبيق  #ضريبة_القيمة_المضافة على المواطن البسيط في المقابل يتم تطبيق التقشف وتجريد مسؤولي الدولة من المميزات والرواتب العالية والسيارات الفارهة وهذا من غير الطائرات الخاصه والقصور ومن المفترض إلغاء دور هيئة الترفيه أخذت نص ميزانية الدولة".

وجزم عبد العزيز الخياط بأن "فرض #ضريبة_الدخل على الأغنياء + التوسع في #الضريبة_الانتقائية أكثر فائدة وعدالة للمجتمع من #ضريبة_القيمة_المضافة التي يدفعها الجميع (غني/فقير) بنفس القيمة.

وكتب محمد علي قائلا: "اللهم عليك بابن سلمان وأبيه الفاسدين، اللهم دمر ملكه، وشتت أمره، وزلزل أرضه واكف السعوديين والأمة الإسلامية شرة، اللهم ذله في الأرض قبل يوم العرض، اللهم مكنا من رقبته".

فشل اقتصادي

واتهم ناشطون مقترحي زيادة ضريبة القيمة بالمضافة بالجهل بالسياسات الاقتصادية وتعمد الإضرار بالبلاد وتجاهل مصلحة الشعب وخلق طبقية، متسائلين عن وضع الرواتب والأسباب التي تمنع النظام السعودي من زيادتها لتجاري الارتفاع في الضرائب المقررة.

وأكد فهد الرشيد أن من نصح بزيادة ضريبة القيمة المضافة لا يهمه الناس ولا يفقه بالاقتصاد، لافتا إلى أن كل دول العالم في ظل تباطؤ نموها الاقتصادي لدرجة الكساد، تشجع على الإنفاق حتى لا تتزايد معدلات البطالة، من خلال تخفيض قيمة الضريبة المضافة كمحفز لذلك وليس رفعها.

وقال الناشط خالد: إن من اقترح زيادة #ضريبة_القيمة_المضافة وتخفيض #الراتب لا يريد خيرا بالوطن ولا بالاقتصاد المحلي قبل الشعب، مضيفا أن من الطبيعي أن شح السيولة بيد المستهلكين وغلاء الأسعار بسبب الضرائب ستجعل الناس يعزفون عن الشراء والنتيجة إفلاس شركات ومؤسسات وطنية بالجملة.

وأوضح مشعل الجريسي أن الإسلام شرّع الزكاة بأخذ ٢.٥ بالمئة من أموال الأغنياء وتوزيعها على الفقراء لتقليل الفارق بينهم وزيادة معدل الطبقة المتوسطة، محذرا من أن ضريبة الـ ١٥بالمئة التي تعادل ٦ أضعاف الزكاة تأتي بشكل معكوس، مما يجعل المجتمع يتكون من طبقتين، غني وفقير فقط، والطبقة المتوسطة للنسيان.

واستهجن الناشط أبو عمر القرارات التي يتخذها النظام السعودي وعددها قائلا: "زادوا أسعار الطاقة فرضوا #ضريبة_القيمة_المضافة، الأسعار تضخمت أضعافا مضاعفة، كل ذلك والراتب مكانك سر"، متسائلا: "لماذا لا يزيد أيها المسؤول أمام الله وأمام الناس؟".

وقال مغرد آخر: إن "من اقترح #ضريبة_القيمة_المضافة لا يتقي الله في مساكين من الشعب تفرق معهم الهللات والريال، وسوف يعود على البلد بكل سوء لأنه من جيب المواطن المغلوب على أمره حتى في قوت يومه".

إجراءات تقشفية

واتخذت المملكة في مايو/أيار الماضي، إجراءات تقشفية مؤلمة، بدعوى مواجهة التراجع الاقتصادي الذي تسببت به إجراءات الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد وتراجع أسعار النفط.

وتضمنت تلك الإجراءات وقف بدل غلاء المعيشة بداية من يونيو/حزيران 2020، الذي كان مقدرا بألف ريال سعودي يقدم للمواطن شهريا، وزيادة ضريبة القيمة المضافة إلى ثلاثة أمثالها من 5 إلى 15 بالمئة بداية من يوليو/تموز المقبل، وتقليص الإنفاق على المشروعات.

وزعمت وسائل إعلام سعودية أن تلك الإجراءات ستوفر حوالي مئة مليار ريال (26,6 مليار دولار) لخزينة الدولة، ما أثار استياء السعوديين، ونددوا بارتفاع تكاليف المعيشة.

ويرى مراقبون أن تدابير التقشف السعودي لن تساهم في سد كامل العجز الهائل في ميزانية المملكة الذي توقّعت مجموعة "جدوى للاستثمار" السعودية أن يرتفع إلى مستوى قياسي قد يبلغ 112 مليار دولار هذا العام.

كما تؤدي إجراءات التقشف إلى انتقادات حادة لإستراتيجية الحكومة في السنوات الأخيرة والتي قامت على استثمار مليارات الدولارات لاستضافة فعاليات فنية ورياضية وسياحية ضخمة في إطار سعيها لتنويع الاقتصاد.

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش إجمالي الناتج المحلي للسعودية بنسبة 6.8% هذا العام، في أسوأ أداء له منذ ثمانينيات القرن الماضي.