أصر على امتحانات الثانوية.. لماذا يجازف السيسي بحياة المصريين؟

12

طباعة

مشاركة

تداول رواد موقع "تويتر"، صورا من أمام لجان امتحانات الثانوية العامة التي انطلقت في مصر صباح اليوم الأحد 21 يونيو/حزيران، تظهر الزحام الشديد بين الطلبة وتكدسهم أمام اللجان، وعدم وجود أي تنظيم في دخولهم، وتجمع لأولياء الأمور أمام البوابات.

واستنكر ناشطون عبر تغريداتهم على وسم #الثانوية_العامة، كذب النظام المصري وادعاءات وزارة التربية والتعليم بشأن التنظيم وتطبيق إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد، محملينها مسؤولية ارتفاع الإصابات بين الطلبة.

وكانت نقابة أطباء مصر قد طالبت في 18 يونيو/حزيران 2020، رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ورئيس مجلس النواب علي عبد العال، ووزير التربية والتعليم طارق شوقي، بإعادة النظر في عقد امتحانات الثانوية العامة.

ورد وزير التربية والتعليم على مطالبات النقابة، بأن قرار عقد امتحانات الثانوية العامة في الموعد المعلن عنه هو قرار الدولة بأكملها، متعهدا بأن توفر الحكومة كل شيء ممكن لتأمين الطلاب.

لكن ما ظهر في الصور المتداولة عكس كذب المسؤولين، ودفع الناشطين لاعتبار إصرار النظام على إجراء الامتحانات في ظل استمرار الإصابات بكورونا التي بلغت 53758 حالة حتى السبت 20 يونيو/حزيران، بأنه تصرف غير مسؤول لم يضع صحة الإنسان ضمن أولوياته.

وبعد ساعات من انطلاق الامتحانات تداولت أخبار بشأن عزل عدد من المراقبين والطلبة في بعض اللجان للاشتباه في إصابتهم بفيروس كورونا.

كذب النظام

ورأى ناشطون فيما حدث دلالة بارزة على فشل النظام المصري في الإيفاء بالتزاماته، متسائلين عما أعلنه الوزير بشأن جاهزية اللجان لاستقبال الطلبة، وتوفير وحدات تعقيم وتوزيع كمامات ومقياس الحرارة وأدوات تعقيم ووحدات تعفير اللجان وغيرها من الوعود الأخرى.

وقال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل: إن "ما حدث أمام المدارس مع بداية امتحانات الثانوية العامة يوضح أن كل التصريحات التي تطلق من المسؤولين في الدولة المصرية بلح..! ولا علاقة لها بالواقع مطلقا، فوضى وتكدس ومهزلة!".

 وأكد الإعلامي حسام الشوربجي أن "امتحانات #الثانوية_العامة بدأت ومفيش أي #إجراءات_احترازية أو مراعاة للمسافة الاجتماعية.

ونشر مغرد آخر صورا من أمام لجان الامتحان متسائلا: "أين التعقيم والكمامات وبوابات التعقيم وعربيات الإسعاف والتباعد الاجتماعي والوعي وكل طالب مسافة 2 متر عن زميلة التاني أنا لا أراه".

عبث النظام

وأكد ناشطون أن آثار تعنت النظام وإصراره على إجراء الامتحانات لطلاب الثانوية العامة ستظهر تبعاته منتصف الأسبوع القادم، حين يتمكن الفيروس من الطلاب والمراقبين وتبدأ أعراضه في الظهور عليهم وينقلوه لذويهم.

وحث الصحفي عمرو خليفة في مقطع فيديو، أولياء الأمور على عدم إرسال أبنائهم لأداء الامتحانات، وحذر من حدوث مجزرة إصابات بين الطلاب والمراقبين.

ورأى أن النظام المصري يلقي بـ5 مليون مصر للتهلكة، مشيرا إلى تحذيرات نقاية الأطباء من حدوث ألف إصابة في اليوم. وأضاف: "مفيش دولة محترمة في العالم تفكر تعمل ما فعلته مصر" مؤكدا أن ما يحدث جريمة وأن المطالبة بإقالة وزير التعليم ليس كافيا لأنه سكرتير ينفذ التعليمات الصادرة له من فوق.

ووصف أحمد الشاذلي ما يحدث في الثانوية العامة بالـ"عبث" والمخاطرة بحياة الناس من أجل ورقة، قائلا: "هنتفرج كلنا كمان أسبوعين أحلا فرجة على أساس إن الجهاز الصحي مش مضغوط دلوقتي عشان يقدر يتحمل أكثر قدام".

ورأى مغرد آخر أن "#الثانوية_العامة انتحار جماعي"، مشيرا إلى خروج التعليم المصري من التصنيفات العالمية والعربية.

وحذر مغرد آخر من كارثة، وسخر قائلا: "منظر العيال بتوع #الثانوية_العامة وهما قدام اللجان هما وأولياء أمورهم مرعب .. لا تعقيم بقي ولا كمامات ولا إسعاف ولا تباعد اجتماعي ولا أي بطيخ".

أجندة السيسي

وصب ناشطون جام غضبهم على رئيس النظام المصري، مشيرين إلى أن امتحانات الثانوية العامة ضمن مخططات السيسي للانتقام من شباب مصر.

وقال رائد: إنها إحدى طرق السيسي للقضاء على شباب مصر من خلال تعريضهم لخطر الفيروس عند تقديمهم لامتحانات الثانوية العامة، متسائلا: "متى سيقتنع من يؤيد هذا العميل أنه ينفذ أجندة صهيونية !".

ودعا شيكو قائلا: "الله يوفق طلاب #الثانوية_العامة اللي #السيسي عميل اليهود في #مصر متعمد أن يصيبهم بالوباء،  اللهم عجل بهلاك عدوك وعدو المسلمين السيسي طاغية مصر الملعون" .

وأكد مغرد آخر أن "#السيسي يقتل الطلبة بإرغامهم على تقديم امتحانات  #الثانوية_العامة في ظروف غامضه مع معدل انتشار فيروس كورونا مرتفع!؟"، مضيفا: "#تسقط_اختبارات_السيسي مش قادر يشغلهم أو يفتح جامعات تستوعبهم و عاوز يقتلهم".

يشار إلى أن امتحانات الدور الأول لإتمام الدراسة الثانوية العامة، للعام الدراسي 2019 / 2020 من المقرر أن تستمر لمدة شهر كامل على أن تنتهي الثلاثاء 21 يوليو/تموز 2020، ويخضع للامتحانات نحو 650 ألف طالب وطالبة، ويشرف عليهم 192 ألف معلم.

وحذر خطاب نقابة الأطباء الحكومة من إجراء الامتحانات بصورتها التقليدية، في فترة لا تزال فيها ملامح جائحة كورونا غير واضحة، وما تشكله من بؤرة انتشار واسعة في ظل التزايد المطرد في أعداد المصابين.

وقال الخطاب: إن "من المعلوم استحالة وقاية هذه الأعداد الغفيرة من الطلاب، وذويهم، حتى في أحسن الظروف والإجراءات، وهو ما ستنتج عنه زيادة حتمية في عدد الإصابات بين صفوفهم في مختلف المحافظات".

وأضاف: "إذا افترضنا أن نسبة الإصابات بفيروس كورونا لا تزيد على 1 بالمئة، فهذا معناه إصابة نحو ألف طالب يوميا، في عدد أيام الامتحان، وما سيتبعه من إصابات أسر كاملة"، مشددا على أن "القطاع الطبي في مصر لن يتحمل تلك الزيادات في أعداد المصابين، وهو ما يُنذر بتكرار تجارب بعض الدول الأوروبية من حيث حجم الإصابات".