على خطى “تيران وصنافير”.. هل تلقى حقوق مصر بنهر النيل نفس المصير؟

القاهرة - الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

في الذكرى الثالثة لإقرار البرلمان المصري التابع لنظام عبد الفتاح السيسي، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير" للرياض في 14 يونيو/حزيران 2017، أعاد رواد "تويتر" إطلاق وسم #تيران_وصنافير_مصرية.

وعبر مشاركتهم في الوسم، أكد الناشطون على موقع التواصل الاجتماعي أن الجزيرتين مصريتان، مستنكرين تفريط نظام السيسي في أرض مصر واستغلال الأغلبية البرلمانية في تمرير القوانين، وصمت الجيش على سياساته وعدم اعتبارها خيانة.

وربط ناشطون بين بيع نظام السيسي للجزيرتين، وبين تفريطه في مياه النيل وتوقيعه على اتفاقية الخرطوم 2015 التي تمنح إثيوبيا موافقة على بناء سد النهضة دون ضمانات أو التزامات مما تسبب في احتدام الأزمة، وفشل النظام المصري في إدارتها، مؤكدين أن السيسي يعبث بالأمن القومي المصري ويهز استقلالها السياسي.

خيانات النواب

وأحيا الناشطون ذكرى تمرير برلمان نظام السيسي للاتفاقية التي تقضي بمنح تيران وصنافير للرياض، بتذكير النواب بخياناتهم وموافقتهم على تمرير الاتفاقية، وتذكير الرافضين بتصريحاتهم التي وضعوا فيها استقالتهم أمام تمرير الاتفاقية ولم يفعلوا.

وقال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل: إن "14يونيو 2017 الذكري الثالثة السوداء لموافقة برلمان الطراطير على التفريط في تيران وصنافير، وعدم وفاء الطراطير الرافضين للاتفاقية لوعدهم بالاستقالة في حال تمرير الموافقة".

وتداول ناشطون قائمه بأسماء 31 نائبا، وصفوهم بـ"نواب العار الذين وافقوا على بيع تيران و صنافير للسعودية"، داعين لنشرها وتداولها على أوسع نطاق وتذكير الشعب المصري بعارهم.

وذكّر ناشطون بتصريحات بعض النواب أثناء مناقشة البرلمان للاتفاقية، إذ أشار صابر إلى قول النائب مصطفى بكري –المحسوب على النظام المصري- في جلسة بيع #تيران_وصنافير: "إذا لم نسلم الجزيرتين للسعودية ستضيع منا #حلايب_وشلاتين".

وكتب ناشط آخر: "زي النهار دة من ٣ سنين ١٤ يونيو ٢٠١٧ الموافق ١٩ رمضان ١٤٣٨ حطم برلمان مصر رونق القضاء الشامخ ورمى حكما باتا ونهائيا في صندوق الزبالة، وتنازل عن أرض مصرية لقبيلة قريش لصالح اليهود.. واضح أن رقم ١٤ خد الأفضلية من ١٣ في النحس وشهر ٦ مكمل معانا شوية".

صمت الشعب

واستنكر ناشطون صمت الشعب المصري على تفريط النظام في الجزيرتين واختلاق البعض الآخر للأعذار والحديث عن الإيجابيات والعائدات الاقتصادية وغيرها، مستهجنين سكوت الكيانات السياسية.

وقال أحد المغردين: بعد صدمتي في "كشوف عذرية" أبريل/ نيسان 2011 وسحل وتعرية البنات فى ديسمبر/ كانون الأول 2011 ماتصدمتش فى الشعب المصري إلا في صهينته على بيع الارض وتبرير بعضه للخيانة. ووصفها بأنها "ذكرى العار والخيانة"، داعيا لتذكير الأجيال القادمة بأن #عواد_باع_أرضك، و#تيران_وصنافير_مصرية.

وكتب ابن الفطيني: "اتذكر وقت لما عرفت أن البرلمان وافق على بيع الجزيرتين دخلت نمت على طول مش عدم اهتمام مني أو لا مبالاة، لكن كنت للأسف معتقد أن الكيانات السياسية والثورية هتسهر كلها فى اعتصام مفتوح أول مطالبه إسقاط النظام مش عدم بيع الجزيرتين بس، فكنت محتاج أكون صاحي وفايق كويس".

وتعهد ناشطون بإعادة تيران وصنافير، إذ قال أحد المغردين: "أما عن تيران وصنافير فستعودان يوما، إما بحد السيف أو يردها عربان البادية وهم صاغرون".

وغرد ناشط آخر على "تويتر" قائلا: " مش ناسيين اللي حصل في 14 يونيو 2017... #تيران_وصنافير_مصرية".

وغردت نيرة عبد المجيد قائلة: "بالمناسبة تيران وصنافير مصرية".

نظام خائن

وعدد ناشطون خيانات النظام المصري، إذ كتب أحمد السحار قائلا: "بيع الأرض وبيع العرض وخد لك كيلو رز كمان، لو كان سيدك عايز حتة، بعها بأبخس الأتمان، واوعى تخاف ليه هتخاف من شعب مطاطي، دا أنت يا رجل أصلك واطي، وتبيع أُمك ويا أبوك، لو هيجيبوا قناع وطواطي".

وتساءلت صحابة حساب "الأميرة بنت علي" قائلة: "يا ترى فاكرين رابعة ودم الشهداء فاكرين تيران وصنافير فاكرين المعتقلين، فاكرين الدكتور محمد مرسي"، مؤكدة أن "الذاكرة اتملت أوجاع".

وقال محمد صبري خليل: إن "نهر النيل ينضم إلى قائمة أفضال السيسي على عدو الله وعدونا #تيران_وصنافير، #سيناء، #آبار_الغاز، ومن قبلهم #أم_الرشراش".

ورأى الناشط عمر في تغريدة على "تويتر" أن "اللي فرط في #تيران_وصنافير يفرط في #النيل" .

وأشار مغرد آخر إلى اعتقال النظام لأي أحد يرفع لافتة مكتوب عليها "ارحل يا سيسي" بحجه أنه خطر على الأمن القومي، متسائلا: "طب والسيسي مش المفروض يعتقل بتهمة الخيانة العظمى لبيع تيران وصنافير والتفريط فى نهر النيل ولا دول مش أمن قومي؟".

يشار إلى أن النظام المصري تنازل عن سيادة الجزيرتين للسعودية بمشاركة البرلمان المصري الذي يسيطر عليه، إذ صوت في 14 يونيو/حزيران 2017 على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية التي تقضي بتبعية الجزيرتين للمملكة، في مجلس نيابي أغلبيته موالية لنظام السيسي.

وذلك بعدما نفذت الاستخبارات المصرية دورها وعرضت وثائق على عدد كبير من النواب تثبت سعودية الجزيرتين، مما ضمن للنظام الموافقة على الاتفاقية المطروحه رغم ظهور أصوات ضعيفة معارضة لها واعتبرت حينها "شكلية وغير مؤثرة في اتخاذ القرار".

وفي 24 يونيو/حزيران 2017 صادق رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي على الاتفاقية التي وقع عليها البلدان في أبريل/نيسان 2016، مما أثار رفضا شعبيا واسعا قابله النظام بحملة اعتقالات واسعة طالت غالبية الناشطين الرافضين لها.

ويحقق تنازل مصر عن سيادة الجزيرتين للرياض، مصالح اقتصادية وإستراتيجية كبرى للاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما سبق وأكده أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق.

وحذر شفيق في مداخلة تلفزيونية، من أن أخطر ما يترتب على اتفاقية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، هو أن مصر ستتنازل أيضا عن سيادتها الكاملة على مضيق تيران الذي يبلغ عرضة 8 كيلو مترات، والذي يصل عرضه إلى 8 كيلومترات، كان تحت السيادة المصرية.

وبين أن تحول السيادة على الجزيرتين إلى السعودية سوف يعطيها مسافة 2 كيلومتر يعتبران مياها إقليمية تابعة لها، ويصبح لمصر 2 كيلومتر أيضا ضمن حدود مياهها الإقليمية، وتصبح مسافة الـ4 كيلو مترات المتبقية من مساحة تيران مياها دولية لا سيادة عليها من الطرفين.

وأشار إلى أن هذا ما كانت ترغب فيه إسرائيل بشدة، ويصب في صالح مشروعات اقتصادية تخطط لها منذ فترة طويلة منها حفر قناة موازية لقناة السويس تربط خليج العقبة بالبحر المتوسط عن طريق ميناء إيلات المطل على الخليج.

ولفت شفيق إلى أن إسرائيل ستقوم أيضا بإنشاء قطار سكة حديد سريع ينقل البضائع من أم رشراش (إيلات) إلى البحر المتوسط بعد تأمين المرور في مضيق تيران"، مؤكدا أن ذلك سيقضي على قناة السويس، وعلى شريان حياة الاقتصاد المصري.