قيادي بحركة فتح لـ"الاستقلال": ضم إسرائيل للضفة سيشعل انتفاضة ثالثة

محمد عيد | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

في أكثر من مناسبة في الأشهر الأخيرة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن حكومته ستضم غور الأردن وجميع المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية، ومساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية في محيطها.

وحدد نتنياهو الأول من شهر يوليو/تموز 2020، موعدا للشروع في عملية الضم بموافقة أميركية، لمساحة تقدر بنحو 30-33% من أراضي الضفة الغربية المحتلة.

وإثر ذلك أعلنت القيادة الفلسطينية، أن منظمة التحرير الفلسطينية في حل من الاتفاقيات مع إسرائيل، والولايات المتحدة الأميركية إثر قرار الضم.

"الاستقلال" حاورت الناطق الإعلامي باسم حركة فتح الفلسطينية، حسين حمايل، لمعرفة ما في جعبة حركة فتح والقيادة الفلسطينية تجاه خطة الضم الإسرائيلية، مرورا بالتوتر الذي شاب العلاقات الإماراتية الفلسطينية مؤخرا، والحديث عن اتجاه بعض الدول العربية للتطبيع مع دولة الاحتلال.

قرارات الضم الإسرائيلية

  • "إسرائيل" تستعد لضم أجزاء من الضفة الغربية والأغوار.. ماذا تعني هذه القرارات لكم؟

حركة فتح تنظر للقرارات الإسرائيلية حول ضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن بأنه إعلان حرب وعمل يرتقي إلى جريمة حرب، وحذرنا سابقا بأن في حالة تم تطبيق الإعلان، فإن المنطقة كاملة وفلسطين ستدخل في دوامة جديدة من العنف ولن تنتهي ببساطة.

القرارات الأميركية الأخيرة أطلقت رصاصة الرحمة على كل أمل كان موجودا بما يخص عملية السلام، ورصاص الرحمة على كل ما تبقى من استقرار وهذا ما سيحدث، وهناك انتفاضة متخمرة داخل الشعب الفلسطيني بما يخص هذا الضم لو طبق، لأن الشعب الفلسطيني بهذا الضم يكون تبددت كل أحلامه أن يعيش في دولة مستقلة ذات سيادة ويستطيع أن يحيا حياة كريمة.

  • هل قرارات الضم الإسرائيلية تعد جزءا من صفقة القرن؟

القرارات جزء من صفقة القرن بالنسبة للفلسطينيين، ونحن نمضى قدما لقطع العلاقة مع الاحتلال ولن نتراجع، من أجل الوصول إلى ما نصبو إليه، وفي حالة تم الضم سندخل في دوامة عنف.

لن نسجل في تاريخنا أننا وافقنا على بند واحد من الموجود في صفقة القرن، وكان هناك موقف حكيم من القيادة الفلسطينية فيما يخص هذه الصفقة، وكانت بعض النصائح في دول العالم لكي نستفيد منها، لأنه في حالة قبلنا أي بند منها، سيكون مرجعية للتفاوض.

  • ما هي الرسائل التي توجهها حركة فتح للدول العربية؟

القضية الفلسطينية هي قضية العمق العربي، وتشكل قبلة للمسلمين والعرب، ويجب أن تكون هناك قرارات للدول العربية ترتقي لمستوى الحدث، وخطورة الوضع في المنطقة، نحن الآن لا نتحدث كفلسطينيين، ويجب أن يتم التصدي للاحتلال ويعلم العرب أن إسرائيل تعبث في دماء الأبرياء في كل العالم، وفي حالة اندلاع انتفاضة ثالثة فالمنطقة لن تكون بمنأى عن الانتفاضة.

وستخرج علينا اللجنة الإعلامية الإسرائيلية التي تمتلك خبرة في الكذب وإشاعة الفتن، والقضايا التي تخدم أجنداتهم، من خلال القول: إن الفلسطينيين لن يكونوا شركاء، لذا يجب أن يكون الإعلام العربي على قدر المسؤولية ويقنع العالم أن الشعب الفلسطيني سيبقى مدافعا عن حقوقه.

التنسيق الأمني

  • هل طبقت السلطة الفلسطينية قرار وقف التنسيق الأمني؟

قرارات وقف التنسيق الأمني هي قرارات نافذة منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها الرئيس عباس وقفها، ومعلوماتنا في حركة فتح أنه تم وقف كل العلاقات مع دولة الاحتلال على جميع الصعد بما فيها التنسيق الأمني، ووقف العلاقات الاقتصادية يكون من طرف الاحتلال، لن نفرط في حقوقنا ونحن صمدنا سابقا وعلمنا العالم دروسا في الصمود والتضحية.

  • هل يمكن أن تنهار السلطة الفلسطينية بعد قرارات الضم الإسرائيلي؟

خطاب الرئيس كان واضحا وهو أن تأتي إسرائيل وتتحمل مسؤوليتها كسلطة احتلال، والشعب الفلسطيني ليس قبيلة تائهة فهو له أرضه وتاريخه وتراثه، والسلطة الفلسطينية أخذت شرعيتها من الشعب الفلسطيني، وشرعية المؤسسة الفلسطينية أخذت من انتخابات قام بها الشعب، وكذلك الرئيس، ولا يعني حل السلطة أننا قبلنا بدولة الاحتلال، فالسلطة والمؤسسات الفلسطينية هي دولة قائمة، لكن تحت الاحتلال، ويجب على العالم أن يعلم ذلك.

يجب على العالم الاعتراف بالدولة الفلسطينية تحت الاحتلال، ونحن نطالب بوجود قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل القتل الإسرائيلي المستمر والذي كان آخره الشهيد إياد الحلاق تحت ذريعة أنه يحمل سلاح، وهو ما فندته الصحافة وأثبتت أن الشاب كان أعزلا.

نحن مقبلون على مواجهة مع دولة متطرفة تقودها عصابة إجرام لن تؤدي بالقضية الفلسطينية أو المنطقة إلى خير، ولو لم تتدخل الدول الكبرى مثل الصين والاتحاد الأوروبي، فالمنطقة ستذهب إلى دوامة من العنف التي لا تنتهي.

العلاقات الفلسطينية الإماراتية

  • لماذا رفض الرئيس محمود عباس المساعدات الإماراتية؟

بخصوص المساعدات الإماراتية التي وصلت مطار بن غوريون في "تل أبيب"، نحن الفلسطينيين دولة ذات سيادة، ولم يتم التنسيق معنا ولن نقبل هذه المساعدات، وكذلك لن يقبلها أي فلسطيني بهذه الطريقة.

عندما اجتمع العرب في القاهرة خلال القمة الأخيرة كانت الإمارات ضد صفقة القرن في البيان الختامي للقمة، لكن هناك شيئا سيظهر إلى الطاولة، وفي النهاية سنجعل الحكم لكل دولة في يد الشعوب.

  • كيف تابعت حركة "فتح" الحملة الإماراتية على الرئيس محمود عباس؟

الشعب الفلسطيني اعتاد على أصوات نشاز هنا وهناك، لكن لا تؤثر على مسيرتنا أو نضالنا، وفي الإمارات هناك الكثير من الشرفاء الذين يقفون مقابل هذه الإساءات التي تخرج هنا وهناك، الشعب الفلسطيني شعب لا يريد من أحد أن يقاتل أحد عنه، يريد من العرب أن يقفوا معه وقفة حق، وترتقي ردة فعلهم إلى المستوى المطلوب، لأن الخطر الذي تقوم به إسرائيل لو نفذت خطة الضم، فدوامة العنف الإسرائيلي ستنتقل إلى كل المنطقة وإلى ما يسمى بإسرائيل الكبرى، ويجب أن يكون هناك وعي لدى الشعوب والقيادات العربية وتكون ردة فعلها كما هي ردة فعل الأردن في حالة نفذت عملية الضم والقيام بإلغاء الاتفاقيات مع إسرائيل، لأن الضم يهدد الأمن القومي العربي بشكل كامل، ولن يكون عربي بعيدا عن الموضوع في حالة حصل هناك ضم.

  • هل العلاقات الرسمية بين السلطة الفلسطينية والإمارات مستمرة؟

يوجد سفير وتمثيل لفلسطين في الإمارات، وما حصل تم معالجته في حينه والرد عليه من قبل الشعب الفلسطيني وليس من المستوى الرسمي لأن الرئيس أرقى وأكبر من كل هؤلاء الذين يحاولون المس بالشعب الفلسطيني.

  • محمد دحلان لا يزال موجود في الإمارات.. كيف ترون ذلك؟

هذا الموضوع أصبح خلف ظهورنا ونحن لدينا هم وطني أكبر، وعلى الإعلام الفلسطيني أن يلتفت إلى قضايا أهم بكثير من موضوع دحلان، الذي لا نتكلم فيه، وحركة فتح لها قيادتها ورئيسها ولجنتها المركزية، ولها ممثلها وهي منظمة التحرير وغير ذلك لا نأبه بأحد.

  • كيف تنظرون إلى الحديث عن وجود دور إماراتي بالتطبيع مع إسرائيل؟

من يريد التطبيع مع دولة الاحتلال فليخرج إلى التلفزيون الرسمي الوطني في بلده ويعلن أن لديه علاقات مع "إسرائيل" وإن كانت هناك بعض السلوكيات هنا أو هناك أعتقد أنها لا تعبر عن الشعب الإماراتي.

  • لكن هناك تحركات مريبة من دول عربية نحو التطبيع؟

التطبيع هو جريمة بحق كل القيم الوطنية النبيلة على المستوى القومي العربي والمستوى الفلسطيني إن كانت موجودة، وهناك بعض الأصوات النشاز التي تخرج هنا وهناك نسمعها ونرى من الإعلام الإسرائيلي أن التطبيع يسير على قدم وساق، لكن هذا غير صحيح، وقد يكون هناك بعض الخونة والمأجورين الذين لا تعنيهم الأمة العربية والإسلامية أو ثوابت أو مقدسات، لكن هذا لايرتقي إلى أن نقول إن التطبيع حالة موجودة لدى الدول العربية.

التطبيع بالنسبة لحركة فتح هو أمر مرفوض، ويعد في دائرة الخيانة، ودعونا نفرق هنا ما بين اللقاءات التي كانت تتم وفق اتفاقيات سياسية تحت مظلة منظمة التحرير، ومن تسول له نفسه بالتطبيع، وهذا الموضوع حاولت إسرائيل بالفترة القليلة الماضية أن تشيع بأن هناك تطبيعا مع الدول العربية، ويوجد علاقات مع دول عربية وهذا الكلام عاري عن الصحة.