في الذكرى الثالثة للأزمة الخليجية.. ما علاقة مونديال 2022 بحصار قطر؟

آدم يحيى | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

تأتي الذكرى الثالثة لحصار قطر، الذي فرضته السعودية الإمارات والبحرين على الدوحة في 5 يونيو/حزيران 2017، والأزمة الخليجية لم ترواح مكانها بعد.

يعزو البعض استمرار الأزمة التي دخلت عامها الرابع بإصرار قطر على المضي بحقها في تنظيم مونديال 2022 بمفردها رافضة مشاركة السعودية والإمارات معها.

الناشط السعودي عبد الرحمن السهيمي كشف في فيديو حديث أن مخططا يسعى لتنفيذه مسؤولون في المملكة العربية السعودية يسعى لاستهداف قطر أمنيا قبل انطلاق مونديال كأس العالم بعدة أشهر، وذلك لسحب تنظيمه من الدوحة.

وسبق أن كشف نائب رئيس الشرطة في دبي ضاحي خلفان عن ضرورة تخلي قطر عن ملف استضافتها للمونديال الذي فازت به في ديسمبر/كانون الأول 2010، متفوقة على الولايات المتحدة وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان، كشرط وحيد لحل الأزمة.

وغرد على تويتر في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2017 قائلا: "إذا ذهب المونديال عن قطر سترحل أزمة قطر...لأن الأزمة مفتعلة من أجل الفكة منه..التكلفة عودة أكبر مما خطط تنظيم الحمدين له".

كانت هذه هي المرة الأولى التي يصرح فيها مسؤول من دول الحصار عن سبب استمرار الأزمة، وجاءت التغريدة عقب  الحديث عن جهود لحلحلة الأزمة عبر تصريح لسفير الكويت في المنامة قال فيه: "القمة الخليجية القادمة في الكويت، ستنهي الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتشهد انفراجة قوية في تقريب وجهات النظر بين الجميع".

علاقة استضافة قطر لمونديال 2022 باستمرار الأزمة الخليجية سبق أن أكده أيضا رئيس هيئة الرياضة الإماراتية محمد خلفان الرميثي بقوله: "مشاركة أبوظبي في تنظيم كأس العالم لكرة القدم في 2022 مع قطر، يمكن أن يكون العلاج للأزمة القائمة في الخليج".

غيرة وحسد

اندلاع الأزمة وإقدام دول الحصار على قطع العلاقات مع قطر بشكل مفاجئ في صيف 2017، وفرض حصار بري وجوي وبحري عليها، كان قد لحقته جهود مكثفة سعت لإفشال وسحب ملف تنظيم قطر لمونديال 2022.

جياني أنفانتينو الرئيس الدولي لكرة القدم كشف في تصريحات أن 6 دول عربية تقدمت بطلب لسحب استضافة مونديال بطولة كأس العالم 2022 من قطر، وذلك في إطار المادة 85 من لوائح الفيفا التي تنص على أن سحب التنظيم ممكن في حال نشوء ظروف قاهرة وغير متوقعة.

وأوضح أنفانتينو أن هذه الدول هي السعودية والإمارات والبحرين ومصر وموريتانيا واليمن، ورغم نفي هذا الخبر على موقع ذا لوكال السويسري، والذي نقل عن الفيفا نفيها عدم تلقيها طلبا رسميا بسحب تنظيم مونديال 2022 عن قطر، إلا أن مخططا أعدته مؤسسة كورنرستون العالمية للاستشارات، تم تسريبه لموقع "بي بي سي"، ونشره في أكتوبر/تشرين الأول 2017 بعنوان "قطر تحت المجهر: هل كأس العالم لكرة القدم 2022 في خطر؟".

في التقرير، تقول مؤسسة كورنرستون جلوبال المتخصصة بتقديم الاستشارات والتوصيات: إنها استندت إلى مصادر داخلية للعاملين والمشرفين على ملف كأس العالم، تفيد بأن الدوحة لن تتمكن من الإيفاء بما التزمت به سابقا، سواء من الناحية الفنية أو من ناحية الوقت المحدد لإنجاز الالتزامات.

وأوصى التقرير بضرورة إعادة النظر في مسألة استمرارية استضافة قطر لهذا الحدث العالمي، ودعا الشركات المتعاقدة مع الدوحة إلى ضرورة إدراك المخاطر الاقتصادية والتكاليف الباهظة التي ستتكبدها جراء الحصار المفروض على الدوحة، وحثها على إلغاء العقود ومغادرة قطر، لتجنب الخسائر.

حملات ممنهجة

مؤسسة كورنرستون جلوبال التي تقدم نفسها على أنها شركة استشارات عالمية، وتعمل من لندن، لديها مكتب آخر، يرأسه غانم نسيبة المقيم في دبي، وهو ضيف دائم على قناتي العربية وسكاي نيوز.

لا يظهر نسيبة كرئيس للشركة الاستشارية، لكنه يعمل في ذات الوقت على شن حملة على قطر من حسابه الشخصي على تويتر، ويشكك بقدرتها على استضافة بطولة كأس العالم.

حسب نيويورك تايمز، فإن الشركة البريطانية (كورنرستون جلوبال أسوشياتس) كانت قد راسلت المسؤولين القطريين في 2010، وعرضت عليهم المساعدة في الترويج للملف القطري الذي تعترضه صعوبات ويواجه تحديات بكون قطر قد لا تكون مناسبة لاحتضان هذا الحدث، بسبب أنها ساخنة وصحراوية.

وأضافت الصحيفة أن الدوحة رفضت عرض المؤسسة البريطانية، ليفاجأ القطريون بعدها بشن حملات ضد تنظيم بلادهم المونديال.

وحسب الصحيفة، فإن الشركة، التي أنشأت فيما بعد فرعا لها في الإمارات، قامت بدورها بإعداد تقارير ضد كفاءة قطر في استضافة المونديال بالإضافة إلى محاولاتها تحريك الصحافة الغربية والرأي العام ضد قطر، مشككة في قدرتها على احتضان هذا الحدث في ظل خلافاتها مع جيرانها.

مخطط الغزو

تلك التحركات التي سعت لها كل من السعودية والإمارات، رافقتها حملات تشويه واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الذباب الإلكتروني وغرف العمليات التابعة للجهازين في البلدين.

مغردون إماراتيون وسعوديون معروفون كانوا ضمن الحملة التي سعت لربط قطر بالإرهاب والتطرف، من بينهم وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش الذي غرد قائلا: "من المهم أن تراجع قطر سياستها في دعم التطرف والإرهاب كدولة مضيفة لكأس العالم، إن كانت المراجعة لأجل الجيرة غير مهمة فالالتزام الدولي ضروري".

محاولات التأثير تلك رافقتها تسريبات أخرى لمخطط سعودي إماراتي لغزو قطر. وكشف موقع ذا إنترسبت الأميركي في أغسطس/آب 2018، تفاصيل عن مخطط يشرف عليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، لغزو قطر عقب الحصار.

وحسب الموقع الأميركي، فقد تم إيقاف الخطة قبل أسابيع من تنفيذها، وكانت الخطة تقضي بالتوغل مسافة 70 ميلا نحو العاصمة الدوحة، بحيث تقطع القوات السعودية الحدود برا، في حين تتجه القوات الإماراتية إلى قاعدة العديد الجوية التي تضم نحو 10 آلاف جندي أميركي.

ويضيف الموقع أن وزير الخارجية الأميركية حينها ريكس تيلرسون قام بجهود أسفرت عن منع الاجتياح.

تلك الأنباء، بعيدا عن دقتها، كانت شركة كورنرستون قد استثمرتها في الترويج لأن قطر تعيش مشاكل سياسية مع جيرانها وهو الأمر الذي يهدد المونديال ويحيطه بمجموعة من المخاطر، في محاولة لإقناع الفيفا، أو لتشكيل رأي عام يضغط على الفيفا.

فكرة التشارك

مع جهود الإعاقة التي باءت بالفشل عرض مسؤولون إماراتيون أن تشارك أبوظبي، الدوحة في استضافة المونديال، ولتعزيز فكرة التشارك، اقترحت الإمارات أن تزداد الفرق المشاركة إلى 48 بدلا عن 32.

اتحاد الفيفا أبدى في بادئ الأمر، تجاوبا مع طلب أبوظبي، واستعد لنقاشه، لكنه بعد ذلك أصدر بيانا على موقعه الإلكتروني قال فيه: "تماشيا مع استنتاجات دراسة الجدوى التي وافق عليها مجلس فيفا في اجتماعه الأخير، بحث كل من فيفا وقطر جميع إمكانيات زيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة من 32 منتخبا إلى 48، عن طريق إشراك الدول المجاورة مع قطر في استضافة المونديال".

وتابع البيان: "بعد عملية تشاور شاملة بمشاركة جميع أصحاب المصلحة المعنيين، تم التوصل إلى أنه في ظل الظروف الحالية، لا يمكن تقديم مثل هذا الاقتراح الآن".

وأضاف البيان: "خلص تحليل مشترك، في هذا الصدد، إلى أنه بسبب المرحلة المتقدمة من الاستعدادات والحاجة إلى تقييم مفصل للتأثير اللوجيستي المحتمل في البلد المضيف، سيتطلب الأمر مزيدا من الوقت، لذلك تقرر عدم متابعة هذا الخيار".

ليرفض في الأخير مقترح زيادة الفرق، ومقترح إشراك أبوظبي في ملف الاستضافة قائلا: "ستبقى كأس العالم عام 2022 بمشاركة 32 منتخبا، كما كان مخططا له في الأصل، ولن يتم تقديم أي اقتراح بخصوص هذا الأمر خلال اجتماعات الجمعية العامة (كونجرس) فيفا المقبل".