"دولة بوليسية".. هل تطيح أحداث القصر الجمهوري برئيس لبنان؟

بيروت - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أثارت المواجهات التي اندلعت، أمس الأحد، بين القوات الأمنية اللبنانية، ومحتجين تظاهروا بمحيط القصر الجمهوري في بعبدا بالعاصمة بيروت بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، غضبا واسعا بين الناشطين على موقع "تويتر".

واستنكر الناشطون عبر مشاركتهم في وسمي "#الثورة_تمر_ببعبدا" و"#لبنان_ينتفض"، الصدامات التي وقعت أيضا بين المحتجين وحرس البرلمان بساحة النجمة في وسط بيروت، وتفريقهم المتظاهرين بإطلاق النار في الهواء، وذلك بعدما تمكن المحتجون من إزالة العوائق الحديدية المنصوبة أمام المبنى.

ورفض رواد "تويتر" استخدام السلطات اللبنانية للعناصر الأمنية سواء الحرس الجمهوري أو قوات الجيش لتفريق الاحتجاجات الشعبية التي رفعت شعارات سياسية واقتصادية تطالب برحيل النخب السياسية المتهمة بالفساد وعلى رأسها الرئيس اللبناني ميشال عون، مؤكدين أن الثورات والانتفاضات هي رفض لما هو قائم ووعي لما يجب أن يكون.

وتعد هذه الاحتجاجات امتدادا لمظاهرات شعبية يشهدها لبنان منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، تنديدا بالأزمة الاقتصادية، لكن قوات الجيش استخدمت، أمس الأحد، القوة لمواجهة المحتجين وسحلت عددا منهم لإبعادهم عن الطريق المؤدي إلى القصر الجمهوري، ومنعت وسائل الإعلام من التصوير.

واستهجن ناشطون تعمد الحكومة اللبنانية تغييب حقيقة قمع الاحتجاجات الشعبية ومنعهم للإعلام من نقل الحقيقة واعتدائهم على الناشطين واعتقالهم، متداولين مقاطع فيديو لمحتجين حرقوا صور الرئيس ميشال عون، وأخرى تظهر هتافاتهم بعبارة "كلن يعني كلن".

إسقاط عون

وطالب ناشطون بإسقاط ميشال عون، معتبرين في ذلك بداية لربيع لبنان لأنه "رأس الفساد" منذ أكثر من 30 عاما ويعي كم الفساد في الطبقة السياسية الحاكمة كلها ولم يتصد له، بل هو جزء من منظومة المحاصصة والفساد التي يجب إسقاطها كلها.

وقال الناشط أبوخالد في تغريدة على حسابه في "تويتر": إن "إسقاط رأس النظام الفاسد يبدأ بإسقاط ميشال عون #الثورة_تمر_ببعبدا ".

ودعا المغرد هادي على "تويتر" إلى إسقاط الرئيس اللبناني، بالقول: "فليسقط ميشال عون". 

واتهم ناشطون "عون" بالفساد وجر البلاد إلى الإفلاس المالي والاقتصادي، إذ ورأى الناشط زاهر أن "عون وراء خراب لبنان بتحالفه مع باقي الأحزاب، ولذلك لزم إسقاطه".

وكتب ناشط آخر: "لا هيبة ولا قيمة ولا هامة وطنية اسمك مرتبط بالذل والعار والدمار ماشفنا الخير على أيامك الدولار بـ ٤٣٠٠ (دينار لبناني)". 

رفض القداسة

وأعرب ناشطون عن رفضهم لتقديس السلطات الحاكمة واعتبار رموزها خطا أحمر لا يجب انتقادهم أو محاسبتهم، إذ تساءلت إحدى المغردات: "ليش العونيين بيزعلوا إذا انتقدنا سياسة عون؟؟ ليش الكل مسموح ننتقدهن وهو لا".

وسخرت قائلة: "مصيبة إذا مفكرينه نبي معصوم متل بري (رئيس البرلمان) ولك شو ها التخلف والعبودية مش بس هني وجماهير الزعما الباقيين اضرب منهن بس خلص اتعودو إنه مابقى في رأس كبير بالبلد لبنان هو الباقي وانتو كلكن إلى زوال".

وأكدت الناشطة حنان ذيلا أن "رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب كلهم موظفون وما أحد فيهم خط أحمر".

الدولة البوليسية

واستهجن ناشطون استعانة "عون" بالجيش في مواجهة الاحتجاجات الشعبية بالبلاد، مستنكرين اتجاه لبنان نحو الدولة البوليسية وسط إفلاس أخلاقي للنظام الحاكم دفع بالبلاد نحو إفلاس مالي برعاية العسكر، مستهجنين حماية "الدولة البوليسية" للفاسدين بدلا من حماية اللبنانيين.

ووصف مازن صديح "عون" بأنه "ساقط تاريخيا وحاضرا ومستقبلا"، وقال: "متل ما بالثمانينيات سخّر الجيش مليشيا لأطماعه، #ميشال_عون يعيد الكرّة مرة أخرى اليوم وسخّر الجيش حاميا لشخصه ومعتديا على عُزَل على طريق القصر الجمهوري".

وتساءل صلاح حراكي: "هل قمع  الاحتجاجات السلمية بالعنف المفرط هو الحل؟ هل تعمل الحكومة على نيل ثقة المواطنين بالتمنع من أخذ قرارات كثيرة وكبيرة ومعروفة طال انتظارها؟ وإلى متى يمكن أن يدوم القمع؟ هل الحل الوحيد هو التحول إلى الدولة البوليسية؟".

قمع الإعلام

وإلى جانب حديث الناشطين عن الدولة البوليسية وديكتاتورية "عون"، استهجنوا لجوء السلطات الأمنية إلى قمع الإعلام ومنع الإعلاميين والمصوريين من الوجود في محيط الأحداث ونقل الاحتجاجات.

وأكد ناشطون أن منع تلفزيون "إم تي في" من نقل بث تظاهرة على بعبدا من  عناصر الحرس الجمهوري لن يخفي حقيقة أن "عون" وصهره جبران باسيل "خربوا البلاد وسرقوا خيراتها وحرموا اللبنانيين منها"، فقد اعتبر محمد علوي أن "قمع الإعلام والناس أكبر دليل على عقلية المدعو عون أن القصر للشعب".

وأضاف: "إن شاء الله #ثورة_تشرين ماشية بالطريق الصح لوضع حد لفجور العونية من سلعاتا الجديد لفساد الـ 45 مليار بالكهرباء للصفقات يلي ما بتخلص".

وأشارت الناشطة دانييلا راما إلى "وجود متظاهرين أمام مفرق قصر بعبدا والجيش يمنع وسائل الإعلام من نقل الصورة تحت ذريعة أن مفرق القصر منطقة عسكرية"، مضيفة: "عهد الديكتاتور ميشال عون".

دلالات القمع

ورأى ناشطون أن لجوء الحكومة اللبنانية إلى الوحشية والقمع، دليل وبرهان على فسادهم وخشيتهم من محاسبة الشعب لهم وفتح ملفات فسادهم.

وكتبت تينا الزين: "لما الحرس الجمهوري وحرس مجلس النواب يضربوا الشعب بهالوحشية ويصير في إطلاق نار حي عالناس هيدا أكبر دليل انو هني خايفين، هني مرعوبين، ما طالع بإيدن شي غير إنو يفلتوا كلابن عالناس عشان يحاولوا يكسبوا شوية وقت لأن عارفين آخرتن قربت".

وجزم سيجنور ميتش بأن "لبنان أصبحت دولة بوليسية بكل ما في الكلمة من معنى"، معتبرا مواجهة الجيش اللبناني للثوار الذين معظمهم من النساء و إرغام مراسلة (إم تي في) على مغادرة المكان وعدم التغطية، تصرّف وحشي كبير. وتساءل: "لماذا اللجوء إلى إسكات الإعلام يا فخامتك؟ إذا بيتك نظيف شو عندك تخبي؟".

تحذير الجيش

وأعرب ناشطون عن غضبهم من استجابة الجيش والحرس الجمهوري لتعليمات ميشال عون والاصطفاف إلى جانبه وتوجيه سلاحه في وجه الشعب اللبناني، مؤكدين أن التاريخ سيسجل تبعيتهم إلى "عون" وتبرؤهم من الشعب ومطالبه.

وحذر محمود عبيد الجيش من أن "عون" سيذهب إلى "مزبلة التاريخ" ويبقى لبنان، وسألهم: "ماذا ستكتبون للتاريخ!! أن يقال الجيش حمى فساد آل عون بقمع وسحل وقتل وتجويع الشعب ؟!" . 

وعبّر حمزة بساط عن غضبه من قمع الحرس الجمهوري للمحتجين السلميين في لبنان، واصفا إياهم بـ"الحرس العوني".