غضب طلابي.. لماذا تصر مصر على إجراء الامتحانات رغم تفشي كورونا؟

القاهرة- الاستقلال | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

أثارت قرارات وزيري التربية والتعليم والتعليم العالي بشأن امتحانات طلاب الثانوية العامة وطلاب السنوات الأخيرة "البكالوريوس والليسانس"، غضب رواد موقع تويتر، ودفعتهم للمطالبة بإقالة الوزيرين، ورفضهم إجراء الامتحانات في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.

فقد اعتمد طارق شوقي وزير التربية التعليم جدول امتحانات الثانوية العامة والفنية وتقرر بدؤها 21 يونيو/حزيران حتى 21 يوليو/تموز ‏‏2020، كما أعلن وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار، إجراء امتحانات طلاب المعاهد والجامعات مطلع يوليو/تموز من نفس العام.

وأطلق الطلاب وسم #حياتنا_أهم_من_الامتحانات، تداولوا خلاله أعداد حالات الإصابة والوفيات بفيروس كورونا المستجد التي وصلت إليها مصر، مستنكرين إصرار وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي تعريض حياة الطلاب للخطر.

وتداول الطلاب صورا قديمة لاحتشادهم أمام بوابات الجامعات وأمام لجان الامتحانات، مؤكدين أن الوزارة تدفع بهم نحو التعجيل بموتهم لا التسريع بتخرجهم، وطالبوا بحلول بديلة عن نزولهم من بيوتهم لإجراء الامتحانات.

وتداولوا أيضا صورا لوزير التعليم العالي وهو يجلس في مكتبه وأمامه مطهرات ويجري اجتماعاته مع وزير التربية والتعليم أونلاين تجنبا للاختلاط، في الوقت الذي يُلزم فيه الطلاب وهيئات التدريس بالنزول للمدارس والجامعات وركوب المواصلات تنفيذا للقرارات.

ورأى الطلاب في القرارات الوزارية دلالة على مدى الاستهتار بمصلحة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والهيئات المعاونة والشعب ككل، مشيرين إلى أن اختلاط الطلاب يعني سرعة أكبر في انتشار الفيروس ونقله لذويهم في المنزل والمخالطين لهم.

وتأتي الغضبة الطلابية من القرارات الوزارية في وقت تواصل فيه الإصابات بفيروس كورونا ارتفاعها، إذ سجلت وزارة الصحة والسكان 783 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليا للفيروس، ووفاة 11 حالة جديدة حتى يوم الجمعة 22 مايو/أيار 2020.

وبذلك يصل إجمالي العدد الذي تم تسجيله إلى 15 ألف و786 حالة، من بينهم 4374 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و707 حالات وفاة، بحسب الوزارة.

مخالفة الحقوق

القرارات الوزارية جاءت رغم إعلان وزير التعليم العالي خلال كلمته في افتتاح مشروع "بشاير الخير 3" بالإسكندرية بحضور رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، 21 مايو/آيار 2020، عن توقعات وصول عدد حالات الإصابة بالفيروس إلى 100 ألف حالة مع نهاية شهر مايو/أيار، ولذلك اعتبره ناشطون مخالفا لحقوق الإنسان.

وقالت شروق مسعد: "كان نفسي أوي نبقى من الدول اللي بتهتم بحقوق الإنسان النفسيه بس وصلنا أن حتي حياة البشر مش مهمة عشان شويه قرارات عملوها بشر مش كتاب سماوي أنزل".

وكتب مصطفى حشاد: "بكل هدوء خالص.. هل التعليم بتاعنا أحسن يعني من التعليم فى الدول التانية اللي لغوا امتحاناتهم؟ الإجابة لا طبعا بس هم هناك بيقدروا قيمة الإنسان شوية ودى حاجة متعرفوش عنها حاجة طبعا".

ولمخالفته حقوقهم، طالب ناشطون مصريون بإقالة وزيري التربية والتعليم والتعليم العالي لـ"استهتارهما بحياة الطلاب".

سخرية وحلول

وسخر ناشطون من القرارات الوزارية وما تبعها من أنباء بشأن تعقيم اللجان، واتخاذ التدابير الاحتياطية اللازمة وغيرها من الدباجات الإخبارية الأخرى، مطالبين النظام المصري بإعلان  تفاصيل خطة الحماية والوقاية التي تطمئن الطلاب.

وأعرب ناشطون عن عدم ثقتهم في الإجراءات الاحترازية المتبعة من قبل الوزارة، مشيرين إلى حالات الإصابة والوفاة التي وقعت بين الأطباء والممرضين الذين من المفترض أنهم متبعون لأقصى درجات الحماية والتعقيم ومطبقون لشروط السلامة والأمان.

وكان وزير التربية والتعليم، قد أعلن أن عدد الطلاب الذين سيؤدون الامتحانات يبلغ 1.4 مليون سيؤدون الامتحانات على مدار 20 يوما، مشيرا إلى أن تكلفة التعقيم والإجراءات الوقائية والاحترازية خلال تلك الفترة ستبلغ 950 مليون جنيه.

وتهكم عبد الله علي علي قائلا: "تصدق أنا قلبي اطمأن لما طاروقه قال إنه هيعقم اللجان وهينقل أي طالب حرارته مرتفعه و يدينا كمامات طب ما طروقه مظبطنا أهو امال انتو خايفين من إيه هه خلوا عندكم ثقة فيه بس ومتقلقوش كله هياخد كورونا ومش هيزعل حد".

واقترح ناشطون تطبيق طرق أخرى لتقييم الطلاب تجنبهم تعريض حياتهم للخطر، إذ طالبت أسماء السويدي باستبدال الاختبارات التحريرية بالكليات إلى وسائل أخرى آمنة تضمن الأمان العام للطلبة والمجتمع من خطر تفشي الڤيروس، فيما اقترح آخرون تطبيق البحث بدل الامتحانات أو الاختبارات الإلكترونية.

مقارنات بالخارج 

وقارن ناشطون بين مواقف دول أخرى قررت إلغاء امتحانات العام الحالي أو استبداله بآليات تقييم أخرى للطلاب، وبين موقف النظام المصري وإصراره على المخاطرة بحياة الطلاب.

وتساءل أحمد ساخرا: "هو احنا قطعنا الاتصالات مع الدول العربية والأوروبيه ولا إيه. الناس لغت الامتحانات خالص بدون بديل. البلاد خافت ع ولادها أنا مش فاهم احنا بقالنا فترة كبيرة جدا بنتكلم ومعالي الوزير مش فدماغه خالص".

ورأى محمود إسماعيل أن مصر دولة لا تهتم ولا تقدر حياة الشعب وخاصة الشباب بعكس كل دول العالم التي تركز اهتمامها على الشباب وكيفية الاستفادة منهم لأنهم يدركون أنهم العمود الفقري لأي دولة.

وأعلن بعض الطلاب أنهم لن يخوضوا امتحانات العام الجاري لأن حياتهم أهم من الامتحانات، مطالبين بتدخل رئاسي لحسم الأمر.

إلا أن رئيس النظام المصري أعلن في وقت سابق ضمنيا رفضه تعطيل عمل الدولة ومن ضمنها المؤسسة التعليمية بزعم حرصه على مستقبل الطلاب.

وقالت حبيبة أحمد: "حياتنا أهم من أى امتحان أو شهاده أكيد أنا إما أموت مش هيقالو أصلها أخدت الشهادة".

وكتبت رؤى: "نأجل ونضيع حاجات مهمة كنا مخططنيها أحسن ما نضيع وقت من عمرنا في المرض أو في مرض حد بنحبه، الأعداد في تزايد و ع الأقل إحنا مش مُجبرين ننزل ليه تنزلونا غصب عننا .. حياتنا أهم أكيد و حياة أهلنا".