واشنطن بوست: كيف تضاعفت أعداد مصابي كورونا في دول الخليج؟

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية: إن ازدياد حدة تفشي وباء كورونا خلال شهر رمضان، أجبر دول الخليج على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، خوفا من انتشار العدوى بشكل أكبر.

وذكرت سارة دادوتش مراسلة واشنطن بوست في الشرق الأوسط أن السعودية ودول الخليج الأخرى شهدت خلال شهر رمضان موجة تفشي قياسية في وباء كوفيد 19، ما دفع الحكومات إلى إعادة فرض بعض القيود التي تم رفعها أواخر شهر أبريل/نيسان 2020.

ولفتت الصحيفة إلى أن السعودية التي تعد أكبر الدول الخليجية، سجلت ما يقرب من 15 ألف حالة مع بداية رمضان، ولكن في أقل من شهر، تضاعفت الأعداد أربعة أضعاف، مع ما يقرب من 60 ألف حالة مؤكدة حتى يوم 20 مايو/أيار، مما جعلها بؤرة العدوى الجديدة في العالم العربي.

ونتيجة لهذا التفشي الصادم، قررت حكومة المملكة فرض حظر تجول كلي على مدار 24 ساعة على الصعيد الوطني ابتداء من يوم 23 مايو/أيار ويستمر إلى الأسبوع الذي يليه خلال عيد الفطر.

تضاعف الإصابات

من جهتها، شهدت الكويت هي الأخرى زيادة أكثر حدة في الحالات، وهي الأكثر دراماتيكية في الدول المجاورة، حيث زادت الإصابات المؤكدة بنحو سبعة أضعاف منذ اليوم الأول من رمضان لتصل إلى 16800 يوم 19 مايو/أيار.

كانت الكويت قد أعلنت في وقت سابق من شهر مايو/أيار إعادة فرض الإغلاق الكامل بدءا من العاشر وحتى الثلاثين من الشهر نفسه في محاولة للتصدي للتفشي الصادم لوباء كورونا، غير أنها سمحت لمواطنيها بممارسة رياضة المشي لمدة ساعتين مساء كل يوم، في الوقت الذي منعت فيه قيادة السيارات بشكل كامل.

في قطر، حيث تضاعفت أعداد الحالات أربع مرات لتصل إلى 37 ألف، أصدرت الحكومة قيودا جديدة، حيث أعلنت عن إغلاق المتاجر غير الضرورية لمدة 10 أيام، وطالبت جميع المواطنين والمقيمين بتنزيل تطبيق تتبع الهاتف المحمول لمراقبة أولئك الذين يتواصلون مع الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس التاجي الجديد.

كما أصدرت قانونا يقضي بمعاقبة من لا يمتثل لتلك التوجيهات بالسجن لمدة ثلاث سنوات وغرامة تصل إلى 55 ألف دولار.

وانتقالا إلى باقي الدول الخليجية الثلاث: الإمارات وسلطنة عُمان والبحرين التي خففت القيود على حياة مواطنيها بداية من شهر رمضان، فإنها أيضا شهدت ارتفاعا حادا وقفزة صادمة في أعداد الإصابات بفيروس كوفيد 19.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولي منظمة الصحة العالمية قولهم: إن العديد من الحالات الجديدة قد وقعت في تجمعات كبيرة من العمال الأجانب، الذين يمثلون جزءا كبيرا من القوى العاملة في هذه الدول الست.

وبعد أن سجلت السعودية أول حالة فيروس كورونا في الثاني من مارس/آذار 2020، كانت استجابة مسؤولي الصحة العامة سريعة، وحظرت المملكة المتدينة بشدة على المسلمين أداء الصلوات اليومية داخل المساجد، وتم إيقاف العمرة إلى الأماكن المقدسة في مكة والمدينة.

كما علقت أيضا الرحلات الدولية، وتم وضع معظم المدن الرئيسية تحت الحظر على مدار 24 ساعة، وإغلاق معظم الأماكن العامة، وفرض حظر التجول. ويُذكر أنه في الأسبوع الثالث من أبريل، سجلت المملكة ما معدله 1200 حالة في اليوم.

في نفس الأسبوع، أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز أمرا بتحويل الحظر الكلي إلى جزئي، يخفف القيود خلال شهر رمضان، والذي بدأ في 24 أبريل/نيسان، حيث بدا أن التقييدات تبدو صعبة خلال الشهر المقدس لدى المسلمين.

"تهور المواطنين"

وأكدت واشنطن بوست في تقريرها أن بعض المحافظات أعيد فتحها، كما عادت شركات البناء والمصانع إلى العمل، وأيضا تم فتح مراكز التسوق، وهي المعقل الرئيس للمقيمين السعوديين، في الوقت الذي حث النظام الناس، على تجنب التجمعات لأكثر من خمسة أشخاص وفرض عقوبات على أولئك الذين يخرقون القرار.

وأشارت الصحيفة إلى أن أعداد الإصابات المبلغ عنها قد تزايدت بوتيرة كبيرة على الفور، حيث بلغ متوسط حالات الإصابة 2400 حالة في اليوم على مدار الأيام السبعة الماضية (أواخر شهر رمضان)، وقبلها بأيام، أعلنت وزارة الصحة السعودية أن أربع عائلات أصيبت بالفيروس بعد أن أقامت وجبة إفطار جماعية.

في الإمارات العربية المتحدة، تضاعفت الحالات أكثر من الضعف بعد أن خُففت القيود عشية شهر رمضان، وأُعيد فتح مراكز التسوق لمن تتراوح أعمارهم بين 12 و60 عاما، مما سمح للمطاعم والمقاهي بالعمل بسعة 30 بالمائة والسماح للصالونات باستئناف خدمات الشعر والأظافر، كما تم السماح لوسائل النقل العام باستئناف عملها.

وأكدت الصحيفة أنه مع عودة الحياة إلى الشوارع، ارتفعت الحالات، حيث ذكرت عناوين الصحف المحلية تزايد حالات الإصابة حيث أُصيبت 4 أسر في الإمارات بعد تجمع لأداء صلاة التراويح، وانتشرت صورة لرجل إماراتي يُقبل جدته التي أصابها بالفيروس.

دفعت هذه الزيادة في أعداد الإصابات الناطقة باسم الحكومة آمنة الشامسي إلى حث العائلات على تجنب الزيارات الاجتماعية، وقالت، بحسب ما نقلته صحيفة خليج تايمز المحلية: "ننصح المجتمع بتجنب هذه العادات والتقاليد وتخطيها هذا العام".

وقال سيف جمعة الظاهري من إدارة السلامة والوقاية: إن الإمارات قررت فرض حظر تجول مسائي يبدأ في الثامنة مساء، حيث جاءت الإجراءات الجديدة في ضوء ما لاحظه المسؤولون الحكوميون خلال شهر رمضان من ازدياد أعداد الإصابات.

وجاء ذلك نتيجة ما أسماه المسؤولون "تهور المواطنين والمقيمين" وعدم التزامهم بالتدابير الاحترازية التي وجهت بها الحكومة والتي تنص على التباعد الجسدي.

وكانت سلطنة عُمان أيضا قد خففت بعض القيود الصارمة في وقت مبكر من شهر رمضان، مما سمح بإعادة فتح الأعمال غير الضرورية مثل متاجر الإلكترونيات ومحلات تصليح السيارات وقوارب الصيد، وتضاعفت أعداد الإصابة بالفيروس التاجي لديها أكثر من ثلاثة أضعاف لتصل إلى حوالي 5700 حالة بحلول يوم 19 مايو/أيار. 

وهذا الأمر دفع السلطات في عُمان إلى إعلان حظر على جميع التجمعات والأنشطة خلال عيد الفطر، بما في ذلك مزادات الماشية وصلاة الجماعة، وطالبت مواطنيها بارتداء الكمامات في الأماكن العامة.