بعد صمت طويل.. لهذه الأسباب عاد أوباما إلى مهاجمة ترامب

12

طباعة

مشاركة

تبادل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، والحالي دونالد ترامب، الاتهامات والانتقادات، على خلفية أخطاء الإدارة الحالية في التعامل مع تفشي جائحة كورونا.

وفي 18 مايو/أيار، رد ترامب على سلفه قائلا: إن إدارته كانت "الأكثر فسادا وعجزا في تاريخ أميركا"، مضيفا في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "تذكروا هو وجو النائم (جو بايدن) سبب وجودي هنا".

وهاجم ترامب كذلك الرئيس السابق أوباما من أمام البيت الأبيض، وفق ما نقلته شبكة "سي إن إن"، حيث قال: "اسمعوا، هو كان رئيسا غير مؤهل، هذا كل ما يمكنني قوله. إنه كان غير مؤهل على الإطلاق".

وأصيب أكثر من 1.48 مليون شخص في الولايات المتحدة بعدوى فيروس كورونا الجديد، مع ما لا يقل عن 89550 حالة وفاة، وفقا لأحدث إحصاء من جامعة جونز هوبكنز. وكلا الرقمين أعلى بكثير مما موجود في أي بلد أو منطقة أخرى بالعالم.

خطابان لأوباما

وفي قراءة تحليلية لما ورد في خطابين متتاليين للرئيس السابق للولايات المتحدة، قالت صحيفة واشنطن بوست: "انتقد باراك أوباما الإدارة الأميركية لخطئهم في تعاملهم مع جائحة الفيروس التاجي".

وأضافت: "في خطابه يوم السبت الماضي ( 16 مايو/أيار)، اتهمهم حتى بعدم "التظاهر" بتولي المسؤولية، وعدم تحديد الأولويات بشكل صحيح".

جاءت هذه التصريحات في خطاب موجه لخريجي المدارس الثانوية بثته شبكات التلفزيون الرئيسية، وخطاب مشابه تم بثه لخريجي 74 كلية وجامعة.

وتوضح الصحيفة أنه: "لم يذكر أوباما خليفته، الرئيس ترامب، بالاسم، لكن التعليقات رددت انتقادات أوباما للإدارة الحالية والتي وجهها أوباما في أبريل/نيسان 2020 في الفيديو الذي نشره دعما للمرشح الديموقراطي ونائبه السابق جو بايدن".

فقد قال أوباما آنذاك: إن الوباء أظهر أن "وجود قادة مطلعين وصادقين ويسعون إلى الجمع بين الناس" أمر مهم.

وقال أيضا في حديثه لخريجي الكليات والجامعات يوم 16 مايو/أيار: "أكثر من أي شيء آخر، أدى هذا الوباء أخيرا وبشكل كامل إلى تمزيق الستار على فكرة أن العديد من الأشخاص المسؤولين يعرفون ما يفعلونه. الكثير منهم لا يتظاهرون حتى بتحمل المسؤولية"، وفق الصحيفة.

وتابعت الصحيفة: "ذهب إلى أبعد من ذلك بقوله إنه، أي الوباء، لم يكشف فقط أن العديد من البالغين يفتقرون إلى الإجابات الصحيحة، بل إنهم لا يطرحون الأسئلة الصحيحة".

وقال أوباما للطلاب: "افعل ما تعتقد أنه صحيح"، وليس "ما يشعرك بالارتياح، وما هو مناسب، وما هو سهل، فهكذا يفكر الأطفال الصغار".

وتابع: "لكن لسوء الحظ، لا يزال الكثير ممن يسمون البالغين، بما في ذلك البعض الذين لديهم ألقاب كبيرة ووظائف مهمة، يفكرون بهذه الطريقة؛ وهذا هو السبب في أن الأمور تفسد".

وتضمن خطاب أوباما أيضا أول تعليقات علنية حول مقتل أحمد أربيري (23 فبراير/شباط 2020)، وهو رجل أسود يبلغ من العمر 25 عاما، أصيب بطلق ناري، عندما حاول رجلان أبيضان إيقافه أثناء الركض بالقرب من مسقط رأسه في مدينة برونزويك في ولاية جورجيا، جنوبي الساحل الشرقي للبلاد.

وتابعت الصحيفة: "أشار أوباما إلى عدم المساواة العرقية والجنسية والاقتصادية في كلا الخطابين"، قائلا: "إن الأزمات الاقتصادية والصحية الحالية كشفت الكثير عن البلاد".

وبين أوباما أن "مرضا كهذا يسلط الضوء على التفاوتات والأعباء الإضافية التي كان على المجتمعات السوداء التعامل معها تاريخيا في هذا البلد". 

وأردف: "نراه في التأثير غير المتناسب لـ covid-19 على مجتمعاتنا، تماما كما نراه عندما يذهب رجل أسود للركض ويشعر بعض الناس أنه يمكنهم إيقافه واستجوابه وإطلاق النار عليه إذا لم يخضع إلى استجواب".

وتابعت الصحيفة نقلها عن أوباما قوله: "مثل هذا الظلم ليس بجديد، الجديد هو أن الكثير من جيلك استيقظ على حقيقة أن الوضع الراهن يحتاج إلى إصلاح، وأن الطرق القديمة للقيام بالأمور لا تصلح".

رسائل سياسية

جدير بالذكر أنه قد حضر أكثر من 20 من قيادات ومشاهير المجتمع الأسود، من بينهم السيناتور كامالا د. هاريس (من ولاية كاليفورنيا)، خريج جامعة هوارد، والممثل الكوميدي الشهير كيفن هارت، وفق الصحيفة.

وبعد تجنب الأضواء إلى حد كبير خلال السنوات الثلاث الماضية، وعد أوباما بلعب دور عام أكثر بروزا في الأشهر المقبلة كداعم مهم لحملة بايدن الرئاسية.

وتابعت الصحيفة: "لقد سعى ترامب أيضا إلى إعادة أوباما إلى الساحة العامة من خلال إبراز الدور الذي لعبته إدارته في مراجعة اعتراضات الاستخبارات الخارجية بعد انتخابات 2016، التي التقطت حديث مستشار ترامب للأمن القومي في المستقبل -آنذاك-، عبر الهاتف، مع السفير الروسي".

رفض أوباما الرد مباشرة على تلك الهجمات من ترامب، ونشر تغريدة بدلا من ذلك بكلمة واحدة: "التصويت"، وفق الصحيفة. وفي كلا الحفلين، تحدث أوباما بإيماءة عن الظروف الأقل مثالية التي أنهى فيها خريجو دفعة 2020 تعليمهم. 

فقد فرضت القيود على التجمعات الكبيرة، بالإضافة إلى تعليمات التباعد الجسدي التي أجبرت المدارس والجامعات في جميع أنحاء البلاد على إغلاق الفصول الدراسية هذا الربيع، والتحول إلى التعلم عبر الإنترنت، وفق الصحيفة.

وأبرزت الصحيفة حس الفكاهة للرئيس السابق بنقلها قوله: "إن خريجي جامعة HBCU ما زالوا يستحقون هذه اللحظة، حتى ولو أمضوا النصف الثاني من الفصل الدراسي في جامعة زووم (تطبيق على الهاتف)". 

وقال أوباما أيضا: "بقدر ما أنا متأكد من أنك تحب والديك، أراهن على أن البقاء في المنزل معهم ولعب ألعاب الطاولة أو مشاهدة "Tiger King" على التلفزيون، ليس بالضبط ما كنت تتخيله في الأشهر القليلة الماضية من سنتك الأخيرة".

وأوضحت الصحيفة أنه وفقا لأوباما فإن خريجي HBCU لديهم الآن أكثر من أي وقت مضى الأدوات التي يحتاجونها لاكتساب القوة القادرة على إحداث التغيير. 

فقد دعا أوباما دفعة 2020 إلى أن تكون "جريئة" ولديها "رؤية لا تخفيها السخرية أو الخوف".

وقال أوباما: "لا يوجد جيل في وضع أفضل ليكونوا محاربين من أجل العدالة ويعيدوا تشكيل العالم"، مضيفا أنه لن يخبر الخريجين بكيفية استخدام قوتهم، لكنه سيقدم فقط ثلاث نصائح"، وفقا للصحيفة.

وتابعت: "أولا، حثهم على أخذ دعوتهم إلى ما وراء النشاط عبر الإنترنت والانخراط مع المنظمات الشعبية على الأرض". بعد ذلك، أخبر الخريجين أنهم "لا يستطيعون القيام بذلك بمفردهم"، وشجعهم على العثور على "حلفاء في قضية مشتركة".

وتابعت الصحيفة: "بدلا من الجدال والصراع الذي لا يجدي عبر الواقع الافتراضي، والحديث عن مكاسب شخصية أو مجتمعية ضيقة، دافع عن كل من يعاني وانضم إليه في المطالبة بحقوقه".

وتابع: "سواء كان من المهاجرين، اللاجئين، فقراء الريف، العمال ذوي الدخل المنخفض من جميع الخلفيات، سواء كانوا من البيض أو السود أو الآسيويين أو اللاتينيين أو الأميركيين الأصليين، النساء اللواتي غالبا ما يخضعن للتمييز والأعباء الخاصة بهن ولا يحصلن على أجر متساو مقابل العمل المتساوي".

في 6 يونيو/حزيران، من المقرر أن يلقي أوباما خطابا ثالثا للطلاب الخريجين في جميع أنحاء العالم في حدث متزامن آخر، ستنضم إليه فيه السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما في حفل تخرج افتراضي عالمي، وفق الصحيفة.