الملايين يعملون من المنزل بسبب كورونا.. هكذا تهيئ جوا مناسبا للإنجاز

12

طباعة

مشاركة

أجبرت التدابير التي اتخذتها الدول للحد من انتشار فيروس كورونا الملايين على العمل من المنزل، وهو وضع جديد وغريب على الكثير منهم، بعضهم وجد صعوبة في التأقلم مع الوضع الجديد والحفاظ على الإنتاجية في العمل مثلما هو الحال في المكتب.

في السنوات الأخيرة زاد عدد من يعملون بشكل حر من منازلهم عن بعد أو "فري لانسر"، وهذه النسبة زادت مع كورونا.

ولمساعدة الملايين في العالم ممن يعملون من المنزل بسبب كورونا، بكفاءة وإنتاجية عالية، خصصت مجموعة من المنصات نصائح قدمها متخصصون بدأت من اختيار الركن المناسب في المنزل وصولا إلى تنظيم الجدول الزمني.

هيئ عقلك

قد يرى البعض أن البقاء بملابس النوم طوال اليوم هو الامتياز الأول الذي يمنحه العمل من المنزل، لكن الاستحمام وارتداء ملابس الخروج لا يحسن الحالة الذهنية فحسب، بل يساعد نفسيا على بدء العمل ويضع الموظف في أجواء المكتب.

وذهب البعض إلى حد النصح بالاستماع لنفس ما كنت تسمعه خلال عملك من المكتب، أي نفس الموسيقى أو نفس الضوضاء المجاورة، حتى تضع نفسك في أجواء العمل.  

ومن تعود على الصخب والوجود بالقرب من الناس، يمكنه أن يستخدم الصوت للمساعدة في خلق نفس الجو، عبر تطبيق يعزف أصوات الخلفية مثل قطار يتحرك على طول المسارات، أو الثرثرة في المقهى. 

ويعتبر متخصصون أن ارتداء ملابس وإن كانت مريحة قد يكون مفيدا أكثر من البقاء بملابس النوم، فتغييرها يعطي للعقل دافعا ببدء اليوم خارج المنزل، أما ملابس النوم فتساعد عقلك على فهم أن يوم العمل انتهى ووقت الراحة حان.

وإذا كنت لا تريد أن تصبح بشهرة البروفيسور روبرت كيلي الذي دخل طفله عليه الغرفة وهو في بث مباشر على التلفزيون وشاهد الفيديو ما يقرب من 40 مليون شخص، خصوصا إذا كنت تعقد اجتماعات "أون لاين" فعليك  تخصيص غرفة للعمل.

ركن مناسب

من المهم أيضا الخروج من السرير للسبب نفسه، فالوجود بداخله يعطي شعورا بالنعاس والكسل، ومن الصعب العمل والإنجاز تحت الغطاء. 

لهذا السبب زادت عملية البحث عبر الإنترنت عن مصطلح "كرسي المكتب" بنسبة 150٪ بين 9 و 20 مارس/ آذار 2020 في أميركا، بحسب وكالة "بلومبيرج". 

فيما أفاد موقع "أمازون" أن البحث عن الكلمة نفسها عليه زاد بنسبة 22 بالمائة، بعد أن وجد الناس أنفسهم مضطرين للعمل من المنزل بسبب إجراءات الحجر الصحي، ومنازلهم غير مجهزة للعمل.

بدأت الأيام تتشابه بالنسبة للكثيرين، وفي بعض الأحيان تمر كئيبة، ولتجاوز ذلك خلال العمل من المنزل سأل موقع "بي بي سي فيوتشر" البريطاني قراءه عن حلول، ومن إحدى النصائح التي عرضها العديد من القراء هي العمل في ركن من المنزل يدخله ضوء طبيعي بشكل جيد، أو العمل في أي مساحة خارجية مثل الشرفة.

وشارك القراء صورا لهم إذ أفادت إحداهن أنها تستطيع الإبداع أكثر بالعمل من الشرفة تحت أشعة الشمس، فيما اشترت أخرى وزوجها مقطورة ووضعاها في الحديقة وجعلا منها مكتبا خاصا بهما.

وضعية الجلوس

أخصائية العلاج الطبيعي، آليشا ميرشان، كشفت أنها تلقت منذ بداية الحجر الصحي عدة شكاوى بآلام الظهر أثناء العمل من المنزل.

وقالت الأخصائية في مقطع مصور: إن الكثير من الأشخاص الذين يعملون من المنزل الآن يتصرفون بطريقة خطأ، قائلة: "أعتقد أنه من المهم عدم الإفراط، انهض وتحرك فأجسامنا تحتاج إلى حركة، وهكذا يمكن الحصول على الوضع الأكثر مثالية لمدة 8 ساعات".

الدكتورة كشفت أن الجلوس في نفس الوضعية لمدة طويلة قد يؤدي إلى الإصابة على مستوى الظهر والمفاصل، وليس فقط الشعور بالألم. وزادت مشددة: "أعتقد أنه من المهم أن يكون لدينا بعض التنوع، لذلك يجب وضع فواصل".

واعتبرت أخصائية العلاج الطبيعي، أن طريقة جلوسنا على المكتب ليست  مثالية، خصوصا بالنسبة للرأس والكتفين والرقبة. ونصحت ميرشان برفع الكمبيوتر قليلا، حتى يصبح في مستوى النظر.

سيكون الوضع المثالي هو أن لديك نوعا ما من لوحة المفاتيح الخارجية والماوس الذي يمكنك توصيله بعد ذلك بحيث تكون لوحة المفاتيح والماوس في وضع مثالي مع الكمبيوتر المحمول الخاص بك على شيء ما.

نصحت الأخصائية أيضا بلف منشفة ووضعها بين الكرسي وأسفل الظهر لتحافظ على الوضع المثالي للظهر، كما يُظهر الفيديو.

وختمت ميرشان نصائحها بالقول: "ربما يمكنك القيام بنزهة لطيفة في ساعة الغداء والحصول على بعض الأنشطة الصغيرة والحركة، وإذا لم تختف الآلام الصغيرة فيمكن اللجوء إلى مختص والاتصال به عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

أشرك أطفالك

قد يجد الآباء الذين يعزلون أنفسهم مع أطفالهم أن النصائح التي توصي بتجنب الإلهاء خلال أوقات الدوام والحفاظ على أماكن العمل مقدسة، مجرد ضرب من الخيال. 

لكن الطريقة الأمثل لتطبيقها هي شغل الأطفال بالأعمال المنزلية والألعاب أو هوايات كالرسم والتلوين حتى يوحى لهم أنهم أيضا يعملون. 

ويرى متخصصون أن الحل الأمثل هو أن تكون صادقا مع أطفالك بشأن الموقف، مع خلق نوع من التوازن بين أداء العمل وتخصيص بعض الوقت لهم سواء لمساعدتهم في الدراسة أو اللعب معهم، والقيام بأنشطة مشتركة خلال أوقات استراحتك.

هذه اللحظات التي يقتطعها الآباء من عملهم لصنع أكلة خفيفة مع أبنائهم أو اللعب معهم، ليست مهمة لصحتهم الجسدية فقط بالتحرك وتغيير وضعية الجلوس أمام جهاز الكمبيوتر، بل أيضا للصحة النفسية إذ تحفز هذه اللحظات على الإبداع إنتاجية أكثر.

وحتى بالنسبة لمن ليس لديهم أطفال، ينصح الخبراء بممارسة لعبة معينة أو رياضة لمدة 10 أو 15 دقيقة مرتين خلال الدوام.

الطبيب النفسي ستيوارت براون، أكد وجود دليل قوي على أن انخراط الموظفين في أنشطة ترفيهية مرحة، يحفز الإنتاجية.

وأوضح الدكتور أن اللعب  يشغل أيضا الجانب الإبداعي من الدماغ، فيفقد الشخص بعض حواجزه النفسية ويتوقف عن مراقبة أو تحرير أفكاره، وهذا يسمح للأفكار الإبداعية بالتدفق بحرية أكبر.

فيما نصح متخصصون بإجراء محادثات عبر الهاتف سواء مع العائلة أو الزملاء في العمل، حتى لا يمر اليوم فتجد أنك كنت منعزلا ولم تتحدث لأحد واكتفيت بالإيميلات.

تنظيم الوقت

من المهم الالتزام بساعات معينة للعمل حتى وإن كان من المنزل، وينصح أن تبدأ يومك في نفس الوقت الذي تصل فيه عادة إلى مكان عملك، وتنهي يومك في نفس الوقت.

كما ينصح المتخصصون بالذهاب إلى الفراش في ساعة محددة حتى تحصل على قسط كاف من النوم ثم تستيقظ في وقتك المعتاد. فبمجرد قيامك بشيء ما مرارا وتكرارا تصبح عادة، لذلك قد يكون الأسبوع الأول صعبا، لكن يصبح في النهاية جزءا من روتينك.

وفي نهاية يوم العمل، من الأفضل إيقاف تشغيل جهاز الكمبيوتر وترتيب المساحة المنفصلة للعمل داخل المنزل.

ويقول روس روبنسون، وهو مدير فريق في إحدى الشركات البريطانية: "يميل الكثير من الأشخاص إلى التواصل الزائد عند العمل من المنزل، إما الرغبة في الظهور أو التعويض الزائد للتأكد من أن الناس يعرفون ما الذي يفعلونه. لا بأس في ذلك، ولكن لا تتخطى الحدود". 

قبل أن يواصل: أنت تعرف إذا كنت تؤدي مهمتك وإذا كنت منتجا، فحاول أن تسيطر على نفسك بنفسك.