"مدينة للموت".. هكذا أصبحت نيويورك بعد تفشي فيروس كورونا

12

طباعة

مشاركة

وصفت صحيفة تركية، الولايات المتحدة الأميركية بأنها "بلد متهالك" بعد تفشي فيروس كورونا بشكل كبير، خاصة في نيويورك التي باتت "مدينة للموت".

وقال الكاتب محمد بارلاص في مقالة نشرتها صحيفة صباح: إن حصيلة وفيات وإصابات وباء كورونا المستجد (كوفيد-19)، تزداد يوما بعد يوم في ولاية نيويورك الأميركية التي تحولت إلى بؤرة للوباء. 

وصرح العديد من المسؤولين بنيويورك على رأسهم حاكم الولاية أندرو كومو وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو، أن الأيام الأسوأ لم تأت بعد. ونيويورك هي الأولى في عدد الإصابات والوفيات بفارق كبير عن باقي الولايات.

طبيعة نيويورك

وقال الكاتب: "نيويورك هي المدينة التي أقضي فيها معظم الوقت بعد إسطنبول وأنقرة، لن تشعر بالملل في نيويورك".

وفي 15 أبريل/نيسان 2020، أظهر إحصاء لوكالة رويترز أن عدد الوفيات في الولايات المتحدة جراء فيروس كورونا تجاوز 30,800 حالة، فيما تجاوزت حالات الإصابة 635 ألفا في أنحاء البلاد.

وأظهرت إحصائيات جديدة أن أكثر من 1 من كل 100 شخص في ولاية نيويورك الأميركية، مصاب بفيروس كورونا المستجد، وفقا لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.

وهذا يعني أن 1 % من سكان الولاية البالغ عددهم 19.45 مليون شخص (وفقا لإحصائيات 2019)، أصيب بفيروس كورونا، وهي النسبة الأعلى في العالم. وتعتبر ولاية نيويورك الأميركية أكثر الولايات تضررا من الفيروس في أميركا والعالم، فقد سجلت حتى الآن أكثر من 195 ألف إصابة.

وتابع: "في الصباح تشتري صحيفة نيويورك تايمز وتذهب إلى سنترال بارك، وتقرأ الصحيفة على المقعد الذي تجلس عليه أثناء تناول شطيرة النقانق أو وأنت تجلس على زاوية السيارة، إنها مدينة مفعمة بالحياة، وفي الحقيقة ثمة من يردد أنه إذا نجحت في نيويورك يمكنك النجاح في أي مدينة أخرى في العالم". 

واستدرك الكاتب: "لكن الوضع الآن مختلف، فهذه المدينة التي تضج بالحياة باتت ترزح تحت الخوف. نيويورك، مدينة الأغاني والمسرحيات الموسيقية وجميع أنواع الأنشطة الثقافية، أصبحت الآن مدينة جنائزية حيث رائحة الموت أزكمت أنوف المارة في الطرقات". 

ونقل الكاتب عن صحيفة ديلي ميل البريطانية ما كتبته بأن الآلاف من كبار السن القابعين في دور رعاية مختلفة في الولايات المتحدة فقدوا حياتهم بسبب تفشي المرض ولكن لم يتم تسجيلهم رسميا من قبل الحكومة.

فشل ترامب

والصحيح كما يعرف الجميع، أن أساس ذلك كله هو أن الولايات المتحدة بداية من الرئيس دونالد ترامب استخفوا بالفيروس، وتعاملوا معه على مهل، وبدؤوا بالإجراءات الاحترازية بشكل بطيء للغاية. 

وفي الحقيقة، يقول الكاتب: "الجميع يعرف لماذا تصرف ترامب على هذه الشاكلة! ثمة انتخابات رئاسية نهاية العام الجاري (2020)، وإذا ما أخذ إجراءات صارمة قد تؤثر بشكل كبير على المستويات الاقتصادية وهذا أكثر ما يخيف ترامب في هذه الفترة الراهنة".

وبالتالي، "هذا الجزع حال بين ترامب وبين أن يتصرف بشكل لائق ومعقول. والآن يبدو أنه في طور أن يتخذ قرارات تجعله في صورة ديكتاتور، وفي كل الأحوال، لقد تأخرت أميركا في التعامل مع الفيروس وهذا خلاصة المشهد".

ومع انتشار الذعر بسبب الوباء تدفق الناس على المراكز التجارية التي شهدت ازدحاما ومشاجرات بين المواطنين من أجل شراء وتخزين الأغذية والماء وورق المرحاض على وجه الخصوص. وفرغت أرفف المحال التجارية، وبدأ بيع الكمامات والمطهرات في السوق السوداء.

وفي 10 مارس/آذار 2020، فرض حاكم الولاية العزل على منطقة نيوراشيل وجرى استدعاء قوات الحرس الوطني وأقيم مركز للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا.

وفي 11 مارس/آذار أعلن عن إغلاق جامعتي الولاية والمدينة لمدة أسبوع ومواصلة المحاضرات عبر الإنترنت، ثم تقرر مد فترة إغلاق الجامعتين.

ومع تفشي الوباء يوما بعد يوم، أعلن حاكم الولاية حظر جميع الفعاليات التي يشارك بها أكثر من 500 شخص، وأغلقت المتاحف وتم إلغاء أو تأجيل العروض الموسيقية والمسابقات الرياضية.

وتساءل الكاتب: "مع الأسف هكذا الحال في الولايات المتحدة فهل يمكن زيارة نيويورك مرة أخرى؟! لا أعرف، فالخروج من البيت الآن بات محظورا، فما بالك الطريق إلى هناك، إنه طريق طويل للغاية وباختصار أسفي على نيويورك".

وبدأت القدرة الاستيعابية للمستشفيات في النفاد ونشرت وسائل الإعلام مشاهد مرعبة من داخل المستشفيات بمنطقتي كوينز وبروكلين اللتين شهدتا أكبر تفشٍّ للوباء، وصدرت تحذيرات بأن النظام الصحي بالمدينة على وشك الانهيار.

ودعا حاكم الولاية الأطباء والممرضين في المناطق الأقل تأثرا من الوباء للقدوم إلى نيويورك للمساعدة في مكافحة تفشي الوباء، وبالفعل قدم إلى الولاية 21 ألفا من الكوادر الصحية.