سليمان صويلو.. وزير داخلية تركي واجه الانقلاب وحارب كورونا والإرهاب

سليمان حيدر | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

"أين الخونة؟ نحن هنا" هي الجملة الأشهر بين الأتراك لوزير الداخلية سليمان صويلو الذي أعطى دروسا كثيرة كسب من خلالها دعم مواطنيه، كان آخرها موقفه الأخير بإعلان استقالته من منصبه عندما شعر بأنه أخطأ. 

إقدام صويلو على تقديم استقالته من منصبه كوزير للداخلية جاء بعد ساعات من إعلانه حظر تجوال تام في 31 ولاية تركية تشمل جميع المدن الكبرى ومن بينها العاصمة أنقرة وإسطنبول لمدة 48 ساعة فقط. 

ورأى عدد من الأتراك أن إعلان قرار الحظر قبل تطبيقه بساعتين فقط خطأ كبير وهاجم بعضهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وزير الداخلية بعد أن تسبب في تزاحم البعض على عدد من المحلات التجارية لشراء حاجاتهم قبل بدء الحظر. 

من جهته رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب الاستقالة، مشيرا إلى الجهود الناجحة للوزير في مواجهة فيروس كورونا لأكثر من شهر.  وطلب صويلو من الشعب التركي أن يسامحه مؤكدا أنه لم يفكر أبدا إلحاق الأذى به، ومشددا على تحمله المسؤولية الكاملة عن قراره حظر التجوال في عدد من الولايات. 

 

وقفات صويلو

كان آخر مواقف صويلو المؤثرة وقوفه وسط العمال الأتراك 18 يوما متصلة خلال رفع الأنقاض جراء الزلزال الذي ضرب ولاية ألازيغ قبل ثلاثة أشهر وخلف عشرات القتلى ومئات الجرحى وصورته الشهيرة التي نشرت على مواقع التواصل عندما نام وهو جالس على الأرض في الشارع من التعب. 

وشهدت تركيا نهاية شهر يناير /كانون الثاني 2020 زلزالا بلغت قوته 6.8 درجات مركزه ولاية ألازيغ وأسفر عنه وفاة 41 شخصا على الأقل واستمرت أعمال الإنقاذ عدة أيام.

وخلال تلك الأعمال كان بارزا دور وزارة الداخلية التي وجهت بتوفير مأوى للأهالي المتضررين من الزلزال وتوزيع الطعام والأغطية عليهم.

الأمر الآخر يؤكده الأتراك بعد أن حول الوزير الشرطة إلى أداة لخدمة الشعب قبل وأثناء جائحة كورونا، فمن المعروف أن الشرطة التركية تقدم العديد من الخدمات للمواطن التركي عبر الاتصال التليفوني بهم وطلب حاجاتهم. 

تقول السيدة "حواء يلديز": إن أي شخص مسن أو مقعد يستطيع أن يتصل بالشرطة وتحضر له ما يلزم من دواء أو طعام أو غيرها من الأمور في الأوضاع الطبيعية حتى أن المسنين الذين لا يستطيعون تنظيف منازلهم ترسل لهم الشرطة من يساعدهم ويرتب لهم البيت. 

وتضيف في تصريحات لصحيفة "الاستقلال" أن الشرطة منذ أن طلبت من المواطنين البقاء في منازلهم لتفادي الإصابة بمرض كورونا وهي تقدم المساعدة لأي شخص يطلبها سواء كانوا أطفالا أو شبابا أو كبار السن، وحتى الحيوانات. 

محاربة الإرهاب 

كان اختيار صويلو لمنصب وزير الداخلية في شهر أغسطس/ آب 2016 مفاجئا له كما كان التقدم باستقالته تماما، خاصة بعد الدور الذي لعبته الشرطة في إفشال الانقلاب العسكري الذي شهدته تركيا في يوليو/تموز 2016 أي قبل استلامه منصبه بأسبوعين تقريبا. 

"محاربة منظمة بي كا كا من جهة، وتنظيم الدولة من جهة ثانية، ستُسجل في التاريخ بمثابة أهم نضال في خريطة تركيا المتعلقة بالتطور والنمو والحرية والديمقراطية"، كانت هذه أول التصريحات الصحفية لصويلو بعد أدائه القسم وزيرا للداخلية.

وبعد 10 أيام فقط من توليه المنصب اتخذ قرارا جريئا بإقالة 28 رئيس بلدية واتهامهم بتقديم المساعدة والدعم لمنظمتي بي كا كا (حزب العمال الكردستاني) وفتح الله غولن المصنفتين على أنهما إرهابيتان في تركيا.

 

وخلال عامي 2015 و2016 شهدت تركيا تنفيذ العديد من الهجمات الإرهابية التي أودت بحياة العشرات، كان أبرزها الحادث الذي وقع في 10 ديسمبر /كانون الأول 2016 بمدينة إسطنبول والذي أودى بحياة 38 شخصا على الأقل بينهم 30 شرطيا. 

وفي عام  2016 صرح صويلو أن بلاده أحبطت 339 هجوما للتنظيمات الإرهابية في تركيا، خلال ذلك العام، من بينها 313 عملية لتنظيم بي كا كا و22 لتنظيم الدولة، و4 لمنظمات متطرفة، بالإضافة إلى ضبط 247 قنبلة، و61 سيارة مفخخة، و23 انتحاريا مشتبها بهم، والقبض على 42 عنصرا إرهابيا، بالإضافة إلى إحباط 80 عملية كبيرة خلال الشهور الثلاثة التي أعقبت توليه المنصب.

وأخذت العمليات الإرهابية تختفي شيئا فشيئا حتى اختفت تماما خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وفي نهاية 2018 كشف وزير الداخلية التركي عن إحباط 697 عملا إرهابيا خلال 2017 بالإضافة إلى 347 عملا آخر خلال 2018. 

يقول الكاتب التركي بارك موهوردار أوغلو: "حتى الآن، أبدى الوزير صويلو الشجاعة التي لا يمكن لأي وزير داخلية إظهارها في محاربة الإرهاب".

وأضاف موهوردار أوغلو في مقالة بتاريخ 18 مايو/أيار 2019: "إنها ليست عصا سحرية لمحاربة الإرهاب لكنها كانت تستحق إرادة الوزير صويلو، حيث عهد الرئيس أردوغان بسلام وأمن البلاد بقوله (هيا سليمان أنا أثق بك)".

وأشار إلى أن وزير الداخلية الذي يعمل بإضافة الأيام إلى الليالي وتضاء وزارته حتى منتصف الليل كل يوم والذي لا يعيش في أنقرة (في بيته) ليوم واحد، حقق نجاحا كبيرا في مكافحة الإرهاب حتى الآن. 

وقال : "إذا تم الكشف عن عدد الكيلومترات التي قطعت في البلاد من أجل بسط السلام في البلاد، سيتكشف كيف أن وزير الداخلية أنفق رقما قياسيا في تاريخ البلاد برقم قياسي لأمن البلاد".

في الشرق والجنوب الشرقي، كان هناك واقع لوزير الداخلية، الذي دخل شخصيا إلى المناطق والمقاطعات والقرى المحررة حيث واجهت الدولة التركية صعوبة في الدخول وتحدى الإرهابيين بقوله: "أين الخونة نحن هنا".

وفي البيان الذي أصدرته دائرة الاتصال بالرئاسة التركية حول رفض الرئيس أردوغان استقالة الوزير قالت: إن النضال الحاسم الذي قام به صويلو لعب دورا رئيسيا في الحد بشكل كبير من القدرات العملية للمنظمات الإرهابية في البلاد.

ووصف مصطفى دستيجي رئيس حزب الاتحاد العظيم قرار صويلو بالاستقالة بأنه أزعج الأمة، مشيرا إلى أن صويلو أحد أنجح وزراء الداخلية في تاريخ تركيا والذي يقوم بأعمال ناجحة للغاية في جميع مجالات الواجب، وخاصة في مكافحة الإرهاب.

محطات سياسية

  • 1987 كانت بداية دخوله العمل العام من خلال أمانات الشباب.
  • 1995 انتخب لرئاسة بلدية غازي عثمان باشا في إسطنبول.
  • 1999 اختير رئيسا لمنطقة إسطنبول حتى عام 2002.
  • 2008 تولى منصب الرئيس العام للحزب الديمقراطي حتى مايو 2009 وبعدها انقطع لفترة عن العمل السياسي والحزبي.
  • 2010 عاد للعمل السياسي بلقاءات نظمها في مختلف أرجاء تركيا من أجل إقناع الشعب بالتصويت بنعم للاستفتاء الدستوري الذي شهدته البلاد في 12 سبتمبر.
  • 2012 انضم صويلو إلى حزب العدالة والتنمية في 5 سبتمبر بدعوة من أردوغان وقبل نهاية الشهر بيوم تم انتخابه عضوا في مجلس إدارة الحزب وتم تعيينه بعد ذلك نائبا لرئيس الحزب عن الأبحاث والتطوير. 
  • 2015 أصبح عضوا في البرلمان التركي بعد نجاحه كنائب عن ولاية طرابزون في الانتخابات التي جرت مطلع نوفمبر. 
  • 2015 اختاره أحمد داوود أوغلو رئيس الوزراء حينها ليكون عضوا في حكومته كوزير للعمل والضمان الاجتماعي واستمر في منصبه بعد استقالة أوغلو وتشكيل حكومة ابن علي يلدريم. 
  • 2016 قدم أفكان آلا وزير الداخلية استقالته من منصبه ووقع اختيار يلدريم على سليمان صويلو لهذا المنصب الذي استمر فيه حتى الآن.