صحيفة تركية: هكذا سيكون الوضع لو أدارت المعارضة أزمة كورونا

12

طباعة

مشاركة

انتقدت صحيفة تركية طريقة تعامل المعارضة في بلادها مع أزمة فيروس كورونا، موضحة أنها مستمرة في الضغط على الدولة والتنغيص على كل منجز يتم تحقيقه والإعلان عنه أو خطوة احترازية تشرع الحكومة في تطبيقها.

وقال الكاتب رمضان يشار في مقالة نشرتها صحيفة ديرليش بوسطاسي: إن "المعارضة لا تتوقف عن السعي للسلطة في أيام السلم والحرب، في أيام الهدوء والأيام العصيبة، وحتى أيام انتشار وباء كورونا، حالها كما هو". 

وأضاف: "تجابه تركيا هذه المرة معركة لم تخض مثلها من قبل، وهي ضد وباء فيروسي قاتل، وفي الحقيقة لقد بدت قوية متماسكة أكثر بكثير من الدول القوية والغنية والديمقراطية".

ففي حين أن هذه الدول تطلب آلاف الدولارات من العلاج لمواطنيها، فإن تركيا تقدم العلاج للمصابين مجانا؛ أضف إلى ذلك أنه "لم نشهد موتى ملقاة جثثهم في شوارعنا".

تاريخ المعارضة

ويقول الكاتب: إن "تاريخ المعارضة المتعلق بالوحدة الوطنية والعمل الجماعي معروف، وهو أن تشبثهم في هذه القيم رقيق للغاية؛ فمن أجل الفوز في ثلاث بلديات، لجأت المعارضة الرئيسية إلى التحالف مع عدد من المنظمات الإرهابية".

ويتابع: "هم (المعارضة) بذلك لا يعملون فقط على تقوية هذه المنظمات بل يعمدون إلى منحها الشرعية للعمل بشكل يبدو قانونيا في البلاد ويساعدونها على التوسع والانتشار، والأخطر من ذلك كله تصوير تلك المنظمات وكأنها أحزاب سياسية تنتخب ولديها أنصار ومريدون".

ووصف الكاتب المعارضة بأنها "سيف مسلط على رقاب تركيا ومواطنيها"، مضيفا: أنها "تعمد إلى إتلاف أي روح معنوية ممكنة، وزرع بذور الإحباط واليأس في النفوس، وصولا إلى التوقف عن مقارعة الإرهابيين والانقلابيين".

وتابع: "لسوء الحظ، لدينا معارضة تحافظ بوضوح على العمل مع المنظمات الإرهابية على أمل الإطاحة بالسلطة".

ومضى الكاتب: "اليوم، تقول المعارضة وبكل صلافة، ليمت الناس من وباء كورونا، لتخوض الحكومة الصعب والصعاب، ولكن؛ لتكن الطريق مفتوحة أمام وصولنا إلى السلطة والحكم".

وفي الحقيقة، العالم كله ومنه تركيا بينما يواجه وباء كورونا، يظهر حزب الشعب الجمهوري عكس ذلك، في مشهد بعيد عن العقلانية تماما "لا يمكنكم أن تروا مثل هذه المعارضة في أي دولة في العالم"، وفق تعبير الكاتب. 

وأردف: "بينما تخوض أمتنا حروب الإنقاذ، لو كان من يخوض هذه الحرب حزب الشعب الجمهوري، بالتأكيد سنخسر".

الدولة الموازية

وذكر أن المعارضة بدأت بحملات تبرع كالتي أطلقتها تركيا من خلال بلدياتهم، في مشهد يبدو كدولة داخل الدولة "تماما كأسلوب الدولة الموازية الذي كانت تعمد إليها التنظيمات الإرهابية كتنظيم غولن وبي كا كا (حزب العمال الكردستاني)".

لكن هذه اللعبة (الدولة الموازية) وئدت في مهدها، وكان شوطها قصير، ونيتها كانت في ذلك واضحة، إذ بدأت حملاتها بدون حتى الحصول على إذن من الجهات المعنية في الدولة، وفق الكاتب.

ولذلك، فهو يرى أن "وظيفة المعارضة دوما في تركيا هي تخريب المعنويات والعمل على استفزاز المشاعر وخلط أهداف الحكومة ومحاولة التشويش عليها ليس أكثر".

وتابع: "لقد بات معروفا عن المعارضة هنا أن آخر أهدافها هي الحفاظ على تركيا وأمنها ولو أن تركيا دخلت في حرب مع اليونان، أو حتى النظام في مصر أو سوريا أو حتى مع إسرائيل، فإنها ستقف إلى جانب هؤلاء كلهم"، وفق قوله.

وتابع: "لو وصل الأمر إلى موت نصف السكان من وراء كورونا، لن يطرف لهؤلاء جفن، وسيبقون لاهين يلعبون. هؤلاء لديهم ذهنية لا يمكن وصفها غير أنها منحطة ودونية، ولمجابهة هذا كله، هناك دور مهم يقع على الأمة والشعب".

ويوضح أن "الأحداث السيئة مثل الحرب والانقلاب والأمراض الوبائية والأزمة الاقتصادية والحرمان والمجاعة تؤثر علينا جميعا. وفي هذه الحالات، لا يجب الاهتمام ولا الاستماع إلى الأحزاب التي تطمح للوصول إلى السلطة في ظل هكذا ظروف ولكن من الضروري الوقوف إلى جانب الوطن والراية".

وختم الكاتب سؤاله "أليس من الغريب أن تكون الدنيا كلها معجبة بأداء تركيا وهي تتعامل مع كورونا بخطى ثابتة وواثقة، وفي المقابل لا تتوقف المعارضة البتة عن كيل الانتقادات والاعتراضات على الحكومة وأدائها؟!".